(1)
هناك من يراقبك من نافذة غرفة عالية..
وهناك من يراقبك من سماء سابعة..
لا فرق، كلاهما يبتغيان التقاط لحظتك الأخيرة..
(2)
أهل بلدتي، يعتبرون بلدتهم بيتاً.. فهم يتجمعون ليل الخميس لقراءة الفاتحة على أرواح من غادروها..
ولأنهم طيبون حد النخاع فأن الله يوصل سلامهم للغائبين..
تقول أمي في لهجة أشبه بالتوبيخ وهي تمسك يديّ كي لا أعقص فراشة تجاوزت حدود باب الغرفة: تلك روح أهلك تزورنا، دعها تمر بسلام!
ولأني أحبهم فقد عقصتها كي لاتعود أرواحهم لبلدة لم تشهد سلاماً..
(3)
في خاصرة الجبل، بنى كاكا فريدون غرفة من حجر…
غرفة تحيطها اعشاب ملونة، وورود رسمها نوروز بفرشات ربيعه..
الأولاد المتسربون من مدارسهم، يزورونه..
يوزع عليهم حلوى تعلم صناعتها في سجن ابو غريب..
وعند المساء، حين تخفي الشمس وجهها خلف بيره مكرون..
يعود الاولاد حاملين معهم صورة أنيقة لثقب في جبل
يسمونه (بيت الثعلب)!
(4)
تلك الشوارع كانت مرتعاً للرصاص..
في يوم ما، كان الدم يلونها..
لكنها الآن، بعد عقدين، صارت مرتعاً للصغار والبلابل..
الشوارع الصاخبة غدت أكثر أمناً
بينما الناس ما زالوا يخفون خوفاً في طيات صدورهم.
هناك من يراقبك من نافذة غرفة عالية..
وهناك من يراقبك من سماء سابعة..
لا فرق، كلاهما يبتغيان التقاط لحظتك الأخيرة..
(2)
أهل بلدتي، يعتبرون بلدتهم بيتاً.. فهم يتجمعون ليل الخميس لقراءة الفاتحة على أرواح من غادروها..
ولأنهم طيبون حد النخاع فأن الله يوصل سلامهم للغائبين..
تقول أمي في لهجة أشبه بالتوبيخ وهي تمسك يديّ كي لا أعقص فراشة تجاوزت حدود باب الغرفة: تلك روح أهلك تزورنا، دعها تمر بسلام!
ولأني أحبهم فقد عقصتها كي لاتعود أرواحهم لبلدة لم تشهد سلاماً..
(3)
في خاصرة الجبل، بنى كاكا فريدون غرفة من حجر…
غرفة تحيطها اعشاب ملونة، وورود رسمها نوروز بفرشات ربيعه..
الأولاد المتسربون من مدارسهم، يزورونه..
يوزع عليهم حلوى تعلم صناعتها في سجن ابو غريب..
وعند المساء، حين تخفي الشمس وجهها خلف بيره مكرون..
يعود الاولاد حاملين معهم صورة أنيقة لثقب في جبل
يسمونه (بيت الثعلب)!
(4)
تلك الشوارع كانت مرتعاً للرصاص..
في يوم ما، كان الدم يلونها..
لكنها الآن، بعد عقدين، صارت مرتعاً للصغار والبلابل..
الشوارع الصاخبة غدت أكثر أمناً
بينما الناس ما زالوا يخفون خوفاً في طيات صدورهم.
تموز/آب 2009 السليمانية