
أيّها الحقدُ الأعمى ..إلى متى وأنتَ تفرشُ بساطَ الظلام ِ في تلكَ الرؤوس الرملية؟
رؤوسٌ تقودُها الرياحُ بما تشتهي..تُقلمُ أفكارَها ثم تُخيطُ لها ثوبا ً يتناسبُ مع حجمِها القزم …
رؤوسٌ مثل كرة ِ القدم تتكورُ بما يخدمُ الأقدام التي تركلُها كي تُحققَ أهدافَها وغاياتها بالنتيجة ..
تبا ً لها من رؤوسٍ لا علاقة َ لها إلّا بالمياه الآسنة والعواصفَ الصفراء.
لا علاقة َ لها بالوطن والإنسانيةِ والجمال والحب ..
لا علاقة َ لها إلّا ببيت العناكب لتصطاد الحشرات كي تُتخمَ أمعاءَها بما يليقُ بها .
بين حين ٍ وآخر أسمعُ وأُشاهدُ نباحاً يرسلُ إشاراتٍ تحاولُ أن تلعبَ بالوطن وتمزقُ ما تبقى من سماء العراق ..نباحٌ يحاولُ أن يفرقَ بين الجسدِ الواحد، بل يعملُ بكل ما أُوتي من قوة من أجل تفكيك البنية الفكرية بين الثقافة الواحدة التي تتوهج بالوطنية بين الداخل والخارج ..وهل هناكَ داخلٌ وخارج!؟
ربما فقط هي المسافةُ الفاصلة التي تحكمتْ في هذينِ المكانينِ ـ جغرافيا ـ ولكن لا يمكن للمسافة ِ أن تتحكم بالفكر والقلب ..
وكذلك لا يمكن لها أن تكونَ جدارا منيعاً يمنع الأثنين من التلاحم من أجل شرف الوطن.
من هنا لابدّ أن تفهمَ الكلابُ أنّ الشرفَ والكرامةَ لا علاقة َ لهما بالمكان والزمان، بل في خميرةِ الطين . هناك في الداخل باعوا العراق ،وباعوا شرفَهم وكرامتَهم وأهلَهم ..باعوا كلَ شيءٍ وهم في غيهم يعمهون..وهناك في الداخل ضحوا بأموالِهم وأهلهم من أجل الوطن،، والعكس مثيلُ له في الخارج ِ أيضا ،،هناك مَنْ باعوا ..وهناكَ مَنْ ضحوا .
ويبقى السؤالُ ماذا وراءَ نباح الكلاب؟
علينا أن نكونَ في غاية ِ الحذر، لأن شظايا رذاذهم أخطبوطٌ طويل يحاولُ دائما أن يجعلَ الجميع في قبضتيه!
ولكن هيهات ..
فنحنُ العراقيين في أيِ مكان نعملُ جميعُنا من أجل إعادة شرف دجلةَ والفرات،،إعادة شرف النخيل ..إعادة شرف هذه الأرض المقدسة ـ أرضُ الرافدين ـ
قالتْ نملة ُ سليمان :
أدخلوا رؤوسَكم وفتشوا عن الحق، كي تشرقَ الشمسُ ثانية على أرض السود.
ـــــــــــــــــــــــــــ
Trelleborg 2015-04-27