احتضنت الدوحة كعادتها المهرجان المسرحي لسنة 2015، عرس ثقافي زفته أياد قطرية وحضره فنانون وممثلون وإعلاميون ومسؤولون من كل أصقاع العالم العربي، بإشراف من وزارة الثقافة القطرية، إذ أن دولة قطر أولت اهتماما خاصا بالثقافة والفنون بمختلف مفرداتها، فمنذ سنة 2010، شهد المسرح القطري تحولا وتطورا، ليصبح لا يتوقف على المهرجانات والفعاليات بل نشاطا يوميا، تنفيذا لاستراتيجية 2016 لوزارة الثقافة.
في هذا السياق، يقول سعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز آل كواري وزير الثقافة والفنون والتراث القطري، “إن المسرح أب الفنون لذلك فإنه يحظى بجزء كبير من اهتمام الوزارة لدفع الحركة المسرحية”.
وقد ضمت العروض المسرحية ثلة من الممثلين البارزين العرب وخليطا من المخرجين والمؤلفين من كل صوب في عالم الفن العربي، وفي هذا الإطار لاحظنا حضورا نسائيا هاما من دولة تونس الجبارة بفنها والعظيمة بفنانيها وفنونها.
ولعل أبرز الوجوه النسائية التونسية التي كان لها حظورا هاما في أغلب مسرحيات مهرجان الدوحة المسرحي لهذا العام _2015_ هن: الممثلة والإعلامية حنان صادق والممثلة القديرة منال عبدالقوي والممثلة ريم عبروق وأخيرا، وليس آخرا، الممثلة الشابة سوار.
وفي هذا الصدد، عبرت الفنانة “منال عبدالقوي” عن “سعادتها بمشاركتها في عمل مسرحي عربي ضخم بعنوان ورقة حب” من إخراج المخرج القطري الكبير حمد الرميحي، مع جمع من الإخوة العرب من قطر واليمن وسوريا وتونس. وتضيف منال “لعل هذا العمل الموحد يكون صرخة عروبة في وجه رداءة الواقع العربي ولعل الفن يصلح ما أفسدته السياسة”.
وقد شاركت أيضا الممثلة التونسية “ريم عبروق” بالمهرجان في عرض مسرحية “ورقة حب” مع زميلتها “منال عبد القوي”، وقد سبق لريم المشاركة في أعمال مسرحية على خشبة المسرح القطري. وقد أكدت ريم “أن أكثر ما أسعدها من المشاركة في هذا العمل هو لقاؤها بعدد من الفنانين المهمين على ساحة المسرح القطري والعربي عموماً”.
أما الإعلامية والممثلة “حنان صادق”، والمعروفة لدى جمهور المسرح القطري بأعمالها السابقة داخل وخارج دولة قطر، وبحضورها ضمن أكثر من عمل قطري سواء في الإخراج أو المسرح أو المجال الإعلامي، فقد شاركت كممثلة صف أول في مسرحية “نهارات علول” من تأليف مرعي الحيلان وإخراج فهد الباكر، واعتبرت “أن الحكومة القطرية اهتمت بوضوح بالفن بشكل عام وبالمسرح بشكل خاص، الأمر الذي جعل المسرح القطري يخطو بثبات نحو التطور وتوسيع جمهوره من المحلي إلى العربي الدولي”.
مشاركات قطرية وتونسية وعربية تعد مساهمة للتعريف بالمسرح القطري أكثر أسست قاعدة مسرحية صلبة، وربما تكون بداية لمرحلة جديدة في عمر الحركة المسرحية القطرية ليكون “أب الفنون” المسرح القطري موروثا ثقافيا يتحدث عن قطر في كل أصقاع العالم من خلال عروض لا تنسى ولا تمحى من ذاكرة الفن محليا وإقليميا.
هذا وقد تنافست خلال مهرجان الدوحة المسرحي ثمانية عروض، وهي مسرحية “الخيمة” للفنان والمخرج المتميز ناصر عبد، ومسرحية “هناك” للمخرج عبد الرحمان المناعي، و”أم حمار” و”بين الأبراج” للكاتب سعود الشمري وإخراج جاسم الأنصاري، و”ورقة حب لن تنسى” تأليف وإخراج حمد الرميحي، ومسرحية “السردال” من تأليف عبدالله صالح وإخراج فالح و”نهارات علول” للكاتب الإماراتي مرعي الحليان ومن إخراج فهد، إضافة إلى “إلى أين ذهبت لمار؟” للكاتبة صالحة أحمد ومن إخراج محمد البلم ومسرحية “أم الزين” برؤية جديدة لعبد الرحمان المناعي.جدير بالذكر أن مهرجان الدوحة المسرحة الذي يقام تحت رعاية وزارة الثقافة والفنون والتراث، بإشراف سعادة الوزير الدكتور حمد بن عبدالعزيز آل كواري، وتزيد جوائزه على 200 ألف ريال قطري للمخرجين والمؤلفين والممثلين وحتى المهتمين بالديكور والإضاءة والتصوير.
—