شاء حظه ، ان يولد في العام 1961 بولادة قيصرية، صعبة على يد جراح مبدع وطموح وأن يتنقل بين إيطاليا وفرنسا ، قبل ان تحتضنه بغداد..
زاره وقبلّه وهو ما يزال في المهد، رموز العراق في ذلك الوقت : عبد الكريم قاسم ، الجواهري ، بدر شاكر السياب , د مصطفى جواد ، عبد الوهاب البياتي ، محمد بهجت الاثري وغيرهم بالعشرات..
ولم تمض ، اشهر قليلة على ولادته ، حتى توفى الله والده ، فظل هذا الغض اليتيم يداري يتمه بالصبر الجميل ، رغم الاحداث الجسام التي عاش في إتونها والمتمثلة في الصراعات السياسية المريرة والثورات والانقلابات والمظاهرات والاحتجاجات وايضا الافراح والاحزان ورقصات الجوبي !!
ومع نموّه وكبرّه ، ظل متواضعا ، تواضع الكبار ، وإستمر يلج الليل بالنهار ، غير آبه ببرودة الشتاء وحر الصيف .. ظل شاخصا ، بحنو ، منكبا على تسجيل تلك الاحداث بحيادية عجيبة ، كاتما غيظه للمرّ منها ” ومااكثرها” مبتهجا للمفرح فيها “وما اقلها “!!
أكمل نصف قرن الا عاماً واحداً… كان خلالها نعّم الحارس الامين ولم يغمض له جفن على الاطلاق…. هذا الرائع بكل شىّ يشكو الان غدر الزمان وانفضاض الابناء والاحفاد عنه وهو الذي اعطى دون ان يفكر بالأخذ ..إنه يعاني من أمراض عدة . تهدد حياته ، وتنخرجسده الشامخ فيما أبناءه يتفرجون على إحتضاره ، دون إتخاذ اية خطوة إسعاف او معاينة لجسده المديد الذي أتعبتة السنون ونكران الجميل!
إن إبن الـ49 عاما ، المريض ، هو ” نصب الحرية ” في بغداد ، المهدد حاليا بالانهيار في أية لحظة ، فهناك معلومات ، تشير الى إن ارضية النصب اصبحت لاتقوى على حمله، نتيجة الضربات العسكرية التي طالت بغداد في 2003 وماسببته
وتسببه سرفات الدبابات الثقيلة جدا التي تجوب مقتربات النصب وشوارع منطقة الباب الشرقي في قلب بغداد وما تحدثه من إرتجاجات ضخمة ، وايضا وجود من جار على هذا النصب ممن لم يقدروا رمزيته ، فغمروا اسسه في المياه ولصقوا على أعمدته الرخامية الشعارات والصور . بل قام البعض بدهانها بالوان قوس قزح وهي الوان , يأنفها حتى الاطفال ، وأصبحت أرضيته مأوى للسراق وقاطعي الطريق و..و !!
لقد ، تيقنت بأن الذي يستمرأ حياة الظلام والعبودية ،لايمكن أن يدرك مجد الحرية
او رمزها ،
إن “نصب الحرية” ليس ، لقيطا ولاإستعارة وليس سلعة تغيب وتحضر حسب الطلب … إنه رمز عراقي إستحق العالمية بجدارة عالية .
يعتريني ، الان التشاؤم وأندفع بعقلي الباطن لأطلب أن تقرأوا معي الفاتحة على روح ” نصب الحرية ” لأنني آراه أمامي كتلة من مرمر ونحاس … وقد خارت على حين غرة .. إن محامي ” الحرية” المسلوبة في بلادي يحتضر.. يحتضر!!!
زاره وقبلّه وهو ما يزال في المهد، رموز العراق في ذلك الوقت : عبد الكريم قاسم ، الجواهري ، بدر شاكر السياب , د مصطفى جواد ، عبد الوهاب البياتي ، محمد بهجت الاثري وغيرهم بالعشرات..
ولم تمض ، اشهر قليلة على ولادته ، حتى توفى الله والده ، فظل هذا الغض اليتيم يداري يتمه بالصبر الجميل ، رغم الاحداث الجسام التي عاش في إتونها والمتمثلة في الصراعات السياسية المريرة والثورات والانقلابات والمظاهرات والاحتجاجات وايضا الافراح والاحزان ورقصات الجوبي !!
ومع نموّه وكبرّه ، ظل متواضعا ، تواضع الكبار ، وإستمر يلج الليل بالنهار ، غير آبه ببرودة الشتاء وحر الصيف .. ظل شاخصا ، بحنو ، منكبا على تسجيل تلك الاحداث بحيادية عجيبة ، كاتما غيظه للمرّ منها ” ومااكثرها” مبتهجا للمفرح فيها “وما اقلها “!!
أكمل نصف قرن الا عاماً واحداً… كان خلالها نعّم الحارس الامين ولم يغمض له جفن على الاطلاق…. هذا الرائع بكل شىّ يشكو الان غدر الزمان وانفضاض الابناء والاحفاد عنه وهو الذي اعطى دون ان يفكر بالأخذ ..إنه يعاني من أمراض عدة . تهدد حياته ، وتنخرجسده الشامخ فيما أبناءه يتفرجون على إحتضاره ، دون إتخاذ اية خطوة إسعاف او معاينة لجسده المديد الذي أتعبتة السنون ونكران الجميل!
إن إبن الـ49 عاما ، المريض ، هو ” نصب الحرية ” في بغداد ، المهدد حاليا بالانهيار في أية لحظة ، فهناك معلومات ، تشير الى إن ارضية النصب اصبحت لاتقوى على حمله، نتيجة الضربات العسكرية التي طالت بغداد في 2003 وماسببته
وتسببه سرفات الدبابات الثقيلة جدا التي تجوب مقتربات النصب وشوارع منطقة الباب الشرقي في قلب بغداد وما تحدثه من إرتجاجات ضخمة ، وايضا وجود من جار على هذا النصب ممن لم يقدروا رمزيته ، فغمروا اسسه في المياه ولصقوا على أعمدته الرخامية الشعارات والصور . بل قام البعض بدهانها بالوان قوس قزح وهي الوان , يأنفها حتى الاطفال ، وأصبحت أرضيته مأوى للسراق وقاطعي الطريق و..و !!
لقد ، تيقنت بأن الذي يستمرأ حياة الظلام والعبودية ،لايمكن أن يدرك مجد الحرية
او رمزها ،
إن “نصب الحرية” ليس ، لقيطا ولاإستعارة وليس سلعة تغيب وتحضر حسب الطلب … إنه رمز عراقي إستحق العالمية بجدارة عالية .
يعتريني ، الان التشاؤم وأندفع بعقلي الباطن لأطلب أن تقرأوا معي الفاتحة على روح ” نصب الحرية ” لأنني آراه أمامي كتلة من مرمر ونحاس … وقد خارت على حين غرة .. إن محامي ” الحرية” المسلوبة في بلادي يحتضر.. يحتضر!!!
zaidalhilly@yahoo.com