نجح مسلسل “جراند اوتيل” في أن يكون محل اهتمام جمهور الدراما الرمضانية لهذا العام، واختير من بين أفضل المسلسلات حيث حصد 38% من نسبة التصويت في استفتاء أجرته مجلة وطن.
ودارت أحداث “جراند أوتيل” جميعها في مكان واحد، حول جرائم قتل تتعرض لها بعض شخصيات المسلسل كلما اكتشفوا أسرار مالكيه، وهو من بطولة عمرو يوسف وأنوشكا وأمينة خليل ومحمد ممدوح ودينا الشربيني وسوسن بدر، ومن تأليف تامر حبيب، وإخراج محمد شاكر.
وبحسب النقاد وصنّاع الدراما فقد نجح “جراند اوتيل” في أن يكون نادرة فنية لن تتكرر في عالم الدراما البوليسية.
وقد جمع العمل بين المناظر الجميلة والأماكن المنمقة والأزياء الأنيقة التي توحي بزمن الستينات والديكور والحوار الهادئ والحبكة الدرامية المتقنة والإيقاع المنضبط والأحداث المرتبطة والمترابطة، فكان متكاملا إلى حد كبير وأنيقا على المستوى البصري والفكري.
وبرغم أن أحداث المسلسل دارت في مكان واحد إلا أن المشاهد لم يصب بالملل بتاتًا، وذلك بفضل التنوع في اللقطات والذي لا يجعل المشاهد يشعر بالملل، بالإضافة إلى قتل التوقع لدى المشاهد واعتماد أسلوب الصدمة ففي كل حلقة كان المشاهد يصدم بجديد لم يتوقعه..
كما أن لقطات المسلسل وزواياه حملت عمقا بستايل الفندق الذي تم اختياره ليكون مكانا تجرى فيه جل أحداث العمل وأثاثه ومشاهده الطبيعية، إضافة إلى اعتماد إلى اختيار الألوان الأبيض والأسود في غالبية المشاهد الأمر الذي أخذ الجمهور إلى الماضي أي إلى خمسينات وستينات القرن.
وبالنسبة للسيناريو فتامر حبيب يعتبر من كتاب السيناريو البارعين، فقد جعل المشاهد في كل حلقة يخمن حول نهاية جديدة لكثرة التشويق والتجديد في حبكة القصة المطروحة.
زد على ذلك فإن أداء الممثلين في العمل كان ملفتا للنظر حيث بدا التناغم بين الممثلين واضحا ولم تقتصر البطولة على واحد منهم فحتى الجانب الشرير من الشخصيات بدا منتصرا وبطلا حتى في اتعس حالاته. إضافة إلى أن المشاهد جميعها والحوار بين الشخصيات بدا وكأنه حقيقي وكأنك بصدد الفرجة على وثائقي حول قصة دارت في فندق ما في مدينة اصوان السياحية المصرية.
والرائع في السيناريو الذي كتبه تامر حبيب والمقتبس عن فيلم اسباني، قام الأخير بتمصيره، أن البداية أبرزت بعض الشخصيات على أنهم ممثلون ثانويون ليس لهم أهمية في أحداث لمسلسل ليتطور دورهم مع مرور الحلقات ويكتشف المشاهد أن المسلسل قام أساسا من أجل هذه الشخصيات كأمين الخادم الذي يكتشف اخيرا انه ابن مالك الفندق المتوفي وعلي صديق امين الذي يصبح مدير الفندق الذي توفت فيه شقيقته بسبب سر زواج مالك الفندق من امرأة أخرى وانجابه منها وريثا شرعيا.
وقد أصبح اسم الفنان محمد ممدوح الأكثر تداولًا على مواقع التواصل الاجتماعى “فيس بوك” و”تويتر”، حيث وصفه الجمهور بالعبقري وأكدوا أنه يستحق الجوائز على اتقانه دور أمين في مسلسل “جراند أوتيل”. فيما اعتبره صناع الدراما والنقاد الأفضل بلا منازع في هذا العمل الفني الضخم.
وفي هذا السياق، قال الناقد الفني طارق الشناوي إن هناك مجموعة من المسلسلات امتلكت طابعا فنيا فريدا منها «أفراح القبة» لمنى زكي، «جراند أوتيل» لعمرو يوسف، ومسلسل «ونوس» للفنان الكبير يحيى الفخراني.
أما بخصوص مسلسل «جراند أوتيل» فقال إن هذا العمل مليء بالدقة والتفاصيل، ومخرجه استطاع أن يراعي الفترة الزمنية التي يقدمها المسلسل، وأيضا قدم كل طاقم العمل في شكل مميز ومختلف، خاصة الفنان محمد ممدوح الذي كان متمكنا من كل تفاصيل الدور واعتمد على وجهه وملامحه وجسده لإيصال كل مشاعره بدلا من الكلام.
وأشادت الناقدة ماجدة خير الله في كثر من مرة على صفحتها على الفيسبوك بمسلسل «جراند أوتيل»، واعتبرته من الأفضل إلى جانب «شهادة ميلاد»، و«فوق مستوى الشبهات»، و«سقوط حر»، أما الأسوأ في رمضان حسب رأيها فهو «ليالى الحلمية»، و«الكيف»، و«وعد»، و«الخانكة».
ويرى الناقد نادر عدلي أن «جراند أوتيل» مسلسل هائل، وبه روح المسلسلات التركية بأبطال مصريين، كما أن صناعته جيدة، معتبرا الفنان محمد ممدوح رقم واحد لهذا العام.
وقالت الناقدة حنان شومان أن مستوى الدراما الرمضانية هذا العام عالي الجودة مقارنة بالعام الماضي، ومن بين الأعمال الهامة، «فوق مستوى الشبهات»، و«أفراح القبة»، و«جراند أوتيل»، و«القيصر»، بالإضافة إلى المسلسلات الكوميدية «نيللى وشريهان.
وأكدت المخرجة إنعام محمد على أن أفضل عملين عرضا في رمضان هما «جراند أوتيل»، و«الميزان»، من حيث مستوى التمثيل والإخراج.
وللإشارة فإن أعضاء لجنة تحكيم مهرجان إعلام أورج لرمضان 2016 قامت باستفتاء فاز فيه مسلسل “أفراح القبة” بالمركز الأول وحصل على 62 درجة يليه مسلسل “جراند آوتيل” الذي حصل على 50 درجة وفي المركز الثالث مسلسل “ونوس” بـ 37 درجة.
والجدير بالذكر أن المهرجان خصص جائزة مستقلة للمسلسلات الكوميدية وفاز بالمركز الأول مسلسل “نيللي وشيريهان” لإيمي ودنيا سمير غانم.
واعتبر الفنان والممثل عمرو يوسف الذي قام بدور علي في “جراند اوتيل” أن المسلسل هو بمثابة نقلة كبيرة في الدراما المصرية والعربية بشكل عام، سواء من ناحية التصوير أو الكتابة أو التمثيل أو الموسيقى التصويرية والطابع الكلاسيكي..
وأضافت الناقدة ماجدة أن بناء الشخصيات في المسلسل كتب بشكل جيد إلا أنها انتقدت فكرة أن يدور المسلسل داخل الفندق فقط.
أما على مستوى التمثيل فتقول ماجدة موريس إن الفنانة شيرين عبرت عن شكل الشخصيات الأرستقراطية بشكل جيد وأن عمرو يوسف تقدم خطوة فى مجال التمثيل وأن أمينة خليل أجادت دور “نازلي” مؤكدة أن إيقاع العمل والمونتاج جيد..
وجدير بالذكر أن الإعلامي الكبير مفيد فوزي كشف أنه لم يهتم بمشاهدة أي مسلسل هذا العام باستثناء “جراند أوتيل” الذي شد انتباهه.
—