اهمية كتاب(مسرحيون راحلون ) للفنان والكاتب صباح المندلاوي انه يضع امامك سلة زهور من الاسماء الموثرة الراحلة والتي زحف عليها النسيان بسبب التحولات المجتمعية والسياسية في بلادنا فمنذ عقود غابت هذه الاسماء الهامة عن التداول ليس بسبب رحيلها حسب وانما بسبب الوضع السياسي المعروف انذاك واليوم على الرغم من حضورها الوهاج وتاثيرها وحتى نضالها …
وفي ظل هذا الزهايمر الذي بدا يغطي مساحات واسعة من الوجدان العراقي ياتي هذا الكتاب ومعه كوكبة مشعة من اسماء كبيرة تثبت مجددا اصالة واهمية تاريخ المسرح العراقي ونضاله من اجل التحرر والنهضة ف (زينب )الفنانة الكبيرة والتي يقول عنها د .سامي عبد الحميد بانها( غيرت نظرة الناس الى الفن المسرحي انذاك) وكذلك (كاظم الخالدي )الطليعي الذي اختفى في بيروت ابان الحرب الاهلية ومازال مصيره مجهولا حتى اليوم وكاتب مهم مثل (نور الدين فارس )مات في الغربة….. كما يمر الكتاب على اسماء رحلت مثل (جعفر لقلق زادة )وهزلياته الرائدة و(المفرجي احمد فياض) وجهده التوثيقي و(منتهى محمد رحيم) وجهودها في مسرح الطفل والمخرج المؤثر( هاني هاني) و(منذر حلمي) الممثل البارع و(خليل شوقي) الساحر وكتاب كبار مثل (جليل القيسي) و(محي الدين زنكنة) وكذا عن (اسماعيل خليل) المخرج المجدد وتنوع اهتمامات وثقافة (عزيز عبد الصاحب) واخرين كثر كبار مر عليهم الكتاب بحنو ورقة وتوثيق شفاف وسلط عليهم ضوءا كثيفا (جعفر السعدي وبدري حسون فريد وابراهيم جلال وجعفر علي وجاسم العبودي وبهنام ميخائيل ويحيى فائق وقاسم محمد ويوسف العاني وطه سالم وبدري حسون فريد ومكي البدري ووجدي العاني وشكري العقيدي وناهدة الرماح وزكية خليفة وعوني كرومي وفاضل خليل وفاروق فياض ……
زهور وورود ودموع وصور فوتوغرافية تزين قبورهم هولاء الزهاد الكبار الذين صنعوا لنا كل هذا الارث
ودعوة لسمنرات قادمة كثيفة لازالة ماعلق في الذاكرة المسرحية من مؤشرات زهايمرية
والخلود لهم
والجنة لارواحهم
وجهادهم وكفاحهم