سليم البصري 1926 – 1997 كادت ان ترحله السلطة الحاكمة لايران مع الالاف من العراقيين بتهمة (التبعية) كونه من الاكراد الفيلية حصل هذا في بداية الثمانينيات غير آبهة بما قدمه من عطاء فهو مؤسس اول فرقة للتمثيل عام 1942 التي اسماها فرقة المسرح الجامعي وقد قدمت الكثير من الاعمال المسرحية اهمها”فنان رغم انفه “ التي فضحت موجة الاختيارات العشوائية والتأثيرية الفارغة لمدارس الفن التشكيلي في التجريد والسريالية ثم مسرحية سليم البصري في ساحة التدريب لتبدا رحلته الثانية مع رائعته التلفزيونية (تحت موس الحلاق) مع رفيق دربه حمودي الحارثي والتي ظلت درسا فنياً يستشهد بها الى الان من خلال استذكار تلقائيته العجيبة هو ومن معه من فريق العمل الذي اداره (عمانوئيل رسام). اشتغل في السينما عندما استدعاه صديقه المخرج حمكت لبيب عام 1963 ليعملا معاً في ” فيلم اوراق “الخريف الذي لم ينل حظه من النجاح بسبب سوء التوزيع والدعاية ثم في فيلم” فائق يتزوج “عام 1984 ثم فيلم”العربة والحصان“للمخرج السوري محمد منير فنزي الذي لم ينل اي نجاح لأسباب فنية كثيرة عمل في التلفزيون الكثير من الاعمال ابرزها (تمبل خانه، سفرة جامعية، بلا عنوان، الصرخة، ريبورتاج صحفي، الشارع الجديد، ناس من طرفنه، سوالف، مضرب الامثال، جريدة اليوم، كنز السلطان، والى من يهمه الامر ) وهو اخر ما قدمه بعد ان اشترك في تجسيد احدى الشخصيات الرئيسة في مسلسلي (الذئب وعيون والنسر وعيون المدينة ) سليم البصري ابن محلة الهيتاويين في مدينة البصرة فنان شعبي احب المدينة والمنطقة الشعبية ليجسد شخصية (حجي راضي) الحلاق الذي تجتمع في دكانه الصغير فئات عديدة من ابناء الشعب لينتقل بهم في الجزء الثاني من المسلسل الى حكاية محو الامية ومفارقتها التي اشترك في تجسيدها معه حمودي الحارثي، راسم الجميلي، خليل ابراهيم، سهام السبتي، سمير القاضي، عبد الجبار عباس والتي حركت مشاعر الحكومة انذاك لتصدر قانون محو الامية . كل هذه الرحلة الكبيرة والتي امتدت لنصف قرن او يزيد انتهت بعزلته الاخيرة والتي لم يسأل فيها عنه احد من المسؤولين والفنانين لتنتهي برحيله في نيسان 1997 لم يحمل نعشه فيها سوى اربعة اشخاص احدهم حمودي الحارثي .