أجهد الجواهريّ مجايليه، ونقاده ودارسي شعره ومنجزه الإبداعي، واتعبهم في القدرة على نسبه إلى إطار سياسي أو اجتماعي محدد، أو وسمه بهذه الخصوصية أو تلك بشكل مطلق، لكثرة ما اتخذ من مواقف، وبيّن من آراء، وأجتهد في أخرى… ونرى ان تلكم الحال لم تأتِ لرغبة أو رؤى طارئة، بل استندت إلى فلسفة وقناعات، طالما تبناها الشاعر المتفرد، وآمن بها ووثّقها في قصائده وكتاباته المتواترة على امتداد أكثر من سبعة عقود… ومن بينها ذلك البيت المعبّر:
وزعتُ جسمي في الجسومٍ ، ومهجتي بين القلوبٍ …
… ويا طالما بقي الجواهري يصرّح، ويصدح في حبه للحياة والجمال، منذ فتوته، وحتى شيخوخته، مروراً بمرحلتي الشباب والكهولة، وفي الكثير من القصائد ذات الأكثر من محور، وأسلوب وشكل… قائلاً في بعض الأحايين ما لا يقال في مثل مجتمعاتنا العربية، مما عرضه لانتقادات، أو تطاول حاسدين، وظلامية آخرين…
لمّي لهاتيك لمّا، وقربي الشفتينٍ
لما على جمرتين … بالموت ملمومتيّن
يا حلوة المشربين … من أين كان وأيّنٍ
من صنعٍ كذب وميّنِ ، سموهما زهرتينٍ
… ثم وعلى حين غرة كما يقولون، وفي انتقالة جواهرية متفردة ، يُبهر المتابعون حينما تنقلهم الى عوالم اخرى، القصيدة العينية الأشهر عام 1940 في مأثرة البطولة والفداء الحسينية، وعاشورائها، وواقعتها ودروسها وخلاصاتها، وفيها من الموحيات والأحاسيس والمشاعر ما لم يستطعه، حتى الأكثر مولاةً وتعاطفاً وإيماناً بتلك المأثرة التاريخية الهادرة بالمباديء والمثل الجليلة…
فداء لمثواك من مضجع، تنور بالأبلج الأروعٍِ
ورعياً ليومك يوم الطفوف، وسعياً لأرضك من مصرعٍ
تعاليت من مفزعٍ للحتوف، وبورك قبرك من مفزعِِ
وما وقفتنا عند الحالتين السابقتين، سوى إنموذجين ليس إلا من فضاءات رحبة مديدة داح وتنقل فيها الجواهري دون حدود… وهكذا راحت حاله في الوصف، والفلسفة والتنوير والتأرخة والمديح والهجاء وما إلى ذلك كثير، ومن بينه الرثاء الأليم، كما تعلمنا، وعلى سبيل المثال أيضاً لا الحصر، داليته في وداع شريكة حياته الأولى، مناهل (أم فرات) عام 1933:
حييت ام فرات ٍ ان والدة، بمثل ما انجبت تكنى بما تلدُ
تحية لم اجد من بث لاعجها بُداً ، وان قام سداً بيننا اللحد
بالروح ردي عليها انها صلة .. بين المحبين ، ماذا ينفع الجسد
مدي إلي يداً ، تمدد اليك يدُ … لابد في العيش او في الموت نتحدُ
أما بشأن القصائد الجواهرية العراقية الوطنية ، فلها، وعنها حديث يطول ويطول، علّنا نستطيع أن نوجز عنه في كتابات قريبة قادمة …
المزيد في الملف الصوتي على الربط ادناه
http://origin.iraqhurr.org/content/article/2049712.html
مع تحيات مركز الجواهري في براغ
www.jawahiri.com
وزعتُ جسمي في الجسومٍ ، ومهجتي بين القلوبٍ …
… ويا طالما بقي الجواهري يصرّح، ويصدح في حبه للحياة والجمال، منذ فتوته، وحتى شيخوخته، مروراً بمرحلتي الشباب والكهولة، وفي الكثير من القصائد ذات الأكثر من محور، وأسلوب وشكل… قائلاً في بعض الأحايين ما لا يقال في مثل مجتمعاتنا العربية، مما عرضه لانتقادات، أو تطاول حاسدين، وظلامية آخرين…
لمّي لهاتيك لمّا، وقربي الشفتينٍ
لما على جمرتين … بالموت ملمومتيّن
يا حلوة المشربين … من أين كان وأيّنٍ
من صنعٍ كذب وميّنِ ، سموهما زهرتينٍ
… ثم وعلى حين غرة كما يقولون، وفي انتقالة جواهرية متفردة ، يُبهر المتابعون حينما تنقلهم الى عوالم اخرى، القصيدة العينية الأشهر عام 1940 في مأثرة البطولة والفداء الحسينية، وعاشورائها، وواقعتها ودروسها وخلاصاتها، وفيها من الموحيات والأحاسيس والمشاعر ما لم يستطعه، حتى الأكثر مولاةً وتعاطفاً وإيماناً بتلك المأثرة التاريخية الهادرة بالمباديء والمثل الجليلة…
فداء لمثواك من مضجع، تنور بالأبلج الأروعٍِ
ورعياً ليومك يوم الطفوف، وسعياً لأرضك من مصرعٍ
تعاليت من مفزعٍ للحتوف، وبورك قبرك من مفزعِِ
وما وقفتنا عند الحالتين السابقتين، سوى إنموذجين ليس إلا من فضاءات رحبة مديدة داح وتنقل فيها الجواهري دون حدود… وهكذا راحت حاله في الوصف، والفلسفة والتنوير والتأرخة والمديح والهجاء وما إلى ذلك كثير، ومن بينه الرثاء الأليم، كما تعلمنا، وعلى سبيل المثال أيضاً لا الحصر، داليته في وداع شريكة حياته الأولى، مناهل (أم فرات) عام 1933:
حييت ام فرات ٍ ان والدة، بمثل ما انجبت تكنى بما تلدُ
تحية لم اجد من بث لاعجها بُداً ، وان قام سداً بيننا اللحد
بالروح ردي عليها انها صلة .. بين المحبين ، ماذا ينفع الجسد
مدي إلي يداً ، تمدد اليك يدُ … لابد في العيش او في الموت نتحدُ
أما بشأن القصائد الجواهرية العراقية الوطنية ، فلها، وعنها حديث يطول ويطول، علّنا نستطيع أن نوجز عنه في كتابات قريبة قادمة …
المزيد في الملف الصوتي على الربط ادناه
http://origin.iraqhurr.org/content/article/2049712.html
مع تحيات مركز الجواهري في براغ
www.jawahiri.com