لقد تطور تصميم المجلات مع تطور الصحافة نفسها وتطور النظرة إلى طبيعة عملها ومهامها ووظائفها في المجتمع الإنساني، ونقل هذا التطور تصميم المجلات إلى مجالات كثيرة من الحداثة والإبداع والتنوع بعد ان كانت تماثل الكتب في إخراجها وتبويها ومراعاة الزخارف التي تحيط بالموضوعات المنشورة فيها، وكذلك عدم التنويع في أشكال الحروف التيي تجمع بها موادها، ولكن تطور مفهوم الصحافة ووظافها والتقدم التقني الذي أصابته جعلها تتوجه لقرائها بواسائل جديدة في الإخراج تساير مضمونها المتنوع واتساع دائرة الوظائف الإعلامية التي تقوم بها في وقتنا الحاضر ويقصد بتصميم الصحف والمجلات : هو توزيع الوحدات التييوعرافية وتحريكها على صفحات الورق طبقا لحركة معينة أو لخطة معينة وكلمة التييوغرافية هي التعريب الذي أصطلح علية كلمة Tiageafg اللغة الانكليزية أو بتوغرافي باللغة الفرنسية .
ويعد الصفحة الاولى بمثابة واجهة الصحيفة او المجلة من ما تعكسه من جوانبها المتميزة المتمثلة في شخصيتها الخاصة ، المرتبطة بسياستها التحريرية والمؤثرة في عملية الانتاج التي يتحدد على ضوئها الشكل الاساس للصفحات، والعناصر الطباعية .
وتتميز المجلة في أن غلافاَ وجسماَ ، ولكل منها خصائصه وأسلوب اخراجه . ويبدأ اخراج المجلة بالتخطيط للعدد المقرر منها ، واخت يار المواد والعناصر التي يتضمنها كل موضوع سينشر في ذلك العدد ، ثم توزيع المواد على الصفحات ووضع نماذج العرض والتصميمات المناسبة لها . ويعتبر الغلاف هو واجهة ألاولى وعنصر من العناصر المنافسة في ألاسواق العرض بألاضافة الى أنه يمثل جزءاً هاماً من الشخصية ألا خراجية للمطبوع وينال الغلاف ألاهتمام الاقصى من قبل العاملين.
ويعد تصميم الغلاف أهم أعمال المخرج ، اذ يفترض فيه أن يعبر عن رأي المجلة وأن ينسجم مع شخصيتها وأن يجتذب القارىء اليها ويحقق انتشارها . وقد يكون الغلاف موضوعا َ مستقلاَ بذاته ، أو ايضاحها لموضوع حوته صفحاتها الداخلية ، أو مجرد لوحة جمالية ، أو رمزاَ لاغير . أ ما جسم المجلة فيجب أن يحقق تماسك مواد المجلة وتعاقب موضوعها باسلوب يدفع القارىء الى مطالعتها دون كلل الغلاف الى الغلاف وتطلق الكتابات الغربية على بناء المجلة make-up او design وتركز هذه الكتابات كثيراَ على كلمة تصميم المجلة وهندستها وكأنها عمل معماري يتطلب رسم الهندسة اللازمين لانجازه ، وهم يقصدون بذلك ما يتطلبه هذا التصميم من انسجام وتناسق وتكوين فني جميل ، الامر الذي يحتم على المخرج الفني القائم على هذا العمل ان يتمتع بحاسة فنية جمالية ومعرفة مفصلة بالمسائل التقنية لكي يكون قادراَ على النجاح في مهته ، المتمثلة في أبراز المادة المعروضة والعناصر الطباعية واعطاء المجلة القدرة على الجذب وألتأثير ، فهو الذي يتولى اختيار نوع الحروف وأشكالها ، وهو الذي يحدد أماكن العناصر الطباعية على الصفحات ، فأما تعطي الصفحة القيمة الجمالية المطلوبة او انه يدمر هذه الامكانية ويقضي عليها فتصبح منفرة للقراء والمصممون يؤكدون على ان يجعلوا القارى يقرأ الفقرات الثلاثة الاولى من الروية الاخبارية المنشورة ، وبعد ذلك تبدأ مسؤولية الكاتب في جعل القارىء يواصل قراءته للموضوع ، أي تنتهي مرحلة الجذب الخارجي لتبدأ فاعلية المادة المكتوبة (المطبوعة) ، كيف نبرز هذه الموضوع ، وكيف نجعله يحظى باهتمام القارىء وبتركيزه علية ، وما هي الشروط الفنية والعناصر الطباعية التي تجعله يحظى بهذ المكانة لدى القارىء ، وما وما هي الدلالات استخدام الصور والعناوين ؟ هذه الأسئلة تقع في صميم عمل المصمم الفني ، وهي ضروية ايضا للمحرر الذي يجب ان يعرف اين يذهب مقاله او موضوعه عندما يكون اصلاَ خطياَ مكتوب بيده او بالالة الكاتبة ، وماهي المراحل التي يمر بها حتى يراه منشوراَ في مجلته.
رشا شافي عبد السادة تدريسية في جامعة بابل كلية الفنون الجميلة