بعد سقوط النظام – الصدامي عبر “الغزو والحرب” وتدمير العراق بنوايا مبيتة ، وتبيان التوجهات الفعلية لتكريس نظام ” المحاصصة الطائفية” نأى، غالبية المثقفين والأدباء والكتاب والفنانين العراقيين بأنفسهم وتوجهاتهم وخطاباتهم وكل نشاطاتهم عن الانغماس في هذا “المستنقع” ولازالوا كذلك ، ورثة اصلاء للثقافة الوطنية العراقية التنويرية وتوجهاتها . وبإعادة انتخاب هيئته الإدارية المركزية واتحادات المحافظات على وفق السياقات الديمقراطية ، سعى اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين لوضع تصورات للمرحلة الراهنة، تنحصر في ان الاحتلال الذي خضع له العراق زائل بالتمكن من استقراره ،امنيا-اجتماعيا ، وان على العراقيين ان يلعبوا دورهم الوطني بكشف كل المخططات التي تضمر العداء للعراق وشعبه في إذكاء عوامل الحرب الأهلية- الطائفية فيه ، و دعا الاتحاد لخلق الشروط الموضوعية للمصالحة الوطنية القانونية، وتفعيل قيم المجتمع المدني ودولة القانون ومؤسساته. كل هذه التوجهات العملية والنوايا الواضحة لم يتم استيعابها أو الاهتمام بها من قبل بعض الهيئات والاتحادات العربية ، رابطين بقصديه مبيتة، بين الوطن والشعب العراقي والنظام السابق ، ولم تتم أي محاولة لفهم واستيعاب مواقف الأدباء والكتاب والمثقفين العراقيين من الاحتلال ، ومن النظام المنهار وبربريته ووحشيته .. كما لم يتم مساعدة العراقيين في تجاوز مرحلتهم ، ومحنهم ،الراهنة ، لأسباب كثيرة يقع في مقدمتها ما كان يتعامل به النظام السابق في منح الهبات والعطايا لعدد كبير من الأدباء والكتاب والإعلاميين والسياسيين العرب..تلك “الهبات ” المغموسة بدماء العراقيين وجوعهم وحرماناتهم.. ومن خلال مراقبة اغلب توجهات قادة المنظمات في العالم العربي، نلاحظ انها لم تعبأ بما يجري حاليا للعراقيين من ذبح وقتل وتدمير لوطنهم ، لا بل ان بعضهم يتشفى بما يجري فيه.. مطلقا على الأعمال القذرة البربرية البشعة-الوحشية التي تنال بسطاء الناس في الأسواق وسيارات الأجرة ومناطق السكن وتجهز على البنى التحتية العراقية صفة((المقاومة)).. وهذه المنظمات كما هو معروف ليست في تاريخها وواقعها أكثر من ((لوبيات)) تسوق برامج ورؤى ومواقف دول المقر، أو في الأقل تتناغم معها، من خلال رئاسة بعض الأفراد الذين يمتون بصلة حزبية-آيدلوجية نفعية لها.. ولا يخرج موقف اتحاد الأدباء والكتاب العرب عن ذلك ، مع انه كان عليه إدراك حراجة اللحظة العراقية الراهنة والوقوف مع الشعب العراقي ، والأدباء والكتاب العراقيين المتمسكين بوحدتهم وشعبهم، وثقافتهم الوطنية- العراقية ، وتمتين العلاقة مع إتحادهم بصفته مؤسسة ثقافية-مدنية وهيئته الإدارية الحالية الشرعية المستندة على مواقف الأدباء والكتاب العراقيين المعروفة بمعاداتها لكل أشكال العنف والإرهاب والتطرف الطائفي والقومي والديني ، وبمواقفهم الرافضة للاحتلال الأجنبي وتعزيز السيادة الوطنية الكاملة..لا العمل على تجميد عضوية اتحادهم للمرة الثانية..وأرى إن على اتحاد الأدباء العراقيين الدأب في استعادة عضويته الشرعية من خلال تبيان مواقفه تلك بكل الطرق المتاحة ، وفضح كل المخططات التي تنال من العراق شعبا وأرضا وتأريخا وثروات ، والتأكيد بأن أدباء و كتاب ومثقفي العراق يقفون ضد الأجندات الدولية – الإقليمية التي تسعى لتقسيم وطنهم ، وانهم نأو بإصرار عنها ، وعن مريديها رغم ما يتعرضون له من إقصاء وتجاهل وتهديد وموت يومي ..لا بد من سعي الاتحاد بكل الوسائل المتاحة ومنها الطرق القانونية العربية- الدولية لفضح تلك الجهات والمخططات والنوايا التي تحاول استغلال الأوضاع الراهنة في العراق وتعمل على إقصاء العراقيين عن مجالهم ومحيطهم العربي الحيوي ، واستعادة شرعيتهم ومكانهم الطبيعي فيه.. ولا يمكن بأي حال من الأحوال الركون إلى الأسف والاستنكار فقط .