البصرة : مكتب شبكة الاعلام في الدانمارك :
” كنت اعرفه عن قرب لكني لم ادخل في حيثياته وربما ادبه ونتاجاته المتنوعة فهو شاعر كان وما يزال يغزو مدن الشعر وينثر فيها مفرداته المميزة، وهو الناقد المحترف بدليل مهارته لكشف الحقائق في كتابات الغير ليحولها الى حدائق مزهرة بالتنوع المعرفي والزهو الشفيف هو اذن مقداد مسعود الكاتب والشاعر والناقد والاعلامي المتفاخر بانتمائه السياسي وهو. الذي لا يقاتل روح القصيدة او الرواية بل يحولها الى نبعة ليفهم ايحاءاتها الجميع ورغم صعوبة هذا التوجه لكننا نرى فرحه الغامر عندما يقّوم هذا النتاج او ذاك لشعراء وادباء من ذوي التجارب المميزة. فهو لا يحمل المعول للهدم بل للبناء الصحيح تعجبك فيه صراحته المتناهية وصدقه في التعامل مع الجميع اذن تعالوا معنا لنفتح سجل الكلام معه عبر هذا الحوار. فقلنا له:
*من هو مقداد مسعود ؟
– إليك جوابي حكائيا : كان أحدهم يبحث عن أبي يزيد البسطامي.وهو من الصوفيين الكبار. استعان الرجل الباحث بمن يعرفونه وحين لمحه سعى نحوه وبعد السلام : سأله هل أنت البسطامي؟ تبسم البسطامي وقال له : لله الحمد صرنا أثنين نبحث عن أبي يزيد البسطامي.
* كيف أخذتك الكتابة إلى جانبها دون غيرها ؟
– لقد أنقذتني الكتب من حياتي: تجد كلامي هذا ضمن قفا كتابي (أرباض). فتحت ُ عينيّ في بيتٍ كتبه ِ أكثر من أثاثه. الكل أما يقرأ أو يصغي للكرامفون. أو يكتب خواطره أوتسبيحاته،بعد ساعات كدحه. لكن شهيتي للقراءة تزامنت مع مرحلة المتوسطة. أعني بذلك القراءة الجادة ثم تطورت إلى القراءة النوعية وتحولت إلى قراءة منتجة مكتوبة. القراءة غواية ودون علمك ترتقي بك إلى جلجلةٍ. لكن القراءة ليس من الأسلحة بل هي من أخلص أصدقائي. الكتب حصني المنيع ومع القراءة : كل الجهات أمام.. القراءة تشترط عليك أن تكون لها وحدها وأنا لم أعترض،أمتثلت طوعا لها.. لا أقول أرتفعت بي.. بل أدخلني في قعر جوزة وجعلتني ملكا على الرحاب التي لا تحد . كما يقول هاملت … والكتبُ وحدها مَن تمنح سراجي زيتا من نفحات صوفيين مازلت راكعاً في حضرتهم.. وتملأ كفيّ بذوراً وزقزقة ً.. والأهم أنها علمتْ خطواتي أن تكون فعلا وليس ردة فعل. وصرتُ مكتفيا بالأقل من القليل. فالأهم لديّ هو الأمان وراحة البال : لدي مشروع معرفي بسيط مثل سيكارة لفة.. قطعتُ فيه خطوات لا بأس بها. ولدي مخطوطات مهيأة للطبع وبالمناسبة معظم مؤلفاتي على نفقتي لله الحمد : أطبعها. ولعي بحديقة البيت ينافس حبي للكتب. خصوصا بعد منارة الفجر ولقائي الفجري مع الفواخت حتى شروق الشمس أنثر لها فتيت الخبز أو حبات العدس أو الدخن وهكذا كل فجرٍ أراني أتوهمني أسعد كائنات الله.
* انت شاعر مجيد لماذا تهربت منه النقد هل لتتخلص من وهم الشعر.؟.
– لم اتهرب من الشعر إلى النقد. ثمة قصور غير متعمد مني نحوك أيها الصديق الكبير المقام وها أنا أهديتك الآن من مجموعاتي الشعرية. وبالنسبة للشعر فهو حاضر في كتبي السردية، إذ تتدفق في سرودي شعرية أسلوب / هكذا أتوهمني. وهناك مالم تطلع عليه وهذا تقصير آخر مني : أصدرت في 2014(زيادة معنى العالم) وهو نزهات معرفية ولديّ الآن مخطوطة الجزء الثاني والثالث من النزهات المعرفية. كما قدمت قراءات جديدة لسورٍ من القرآن الكريم وهذه القراءات منشورة منذ عشر سنوات في المواقع وكذلك قراءات منتجة لدعاء كميل، والصحيفة السجادية، ودعاء البهاء
* هناك كتاب يتطفلون على حركة النقد لماذا يظهر مثل هؤلاء هل سببه غياب النقد الحقيقي؟.
– النقاد الكبار يكتبون عن أدباء كبارالسن فقط وهي كتابة مريحة، فالأدباء الكبار مكتوب عنهم بكميات هائلة، وما على الناقد الكبير، إلاّ أن يقوم بجمع المكتوب عن هؤلاء الكبار ويضعه في الخلاطة الكهربائية ثم يضع اسمه على الكوكتيل. ومعظم النقاد الكبار ولدوا بعاهة مستديمة أسمها الكتابة الجيلية فهم يكتبون عن جيلهم وكذلك عن من يصلي في محاريبهم فقط.
* هناك الكثير من النقاد لا يتناولون النصوص إلا لمن يرتبط اصحابها معهم فكريا فيما تترك تترك الكثير رغم جودتها هل يصح ذلك.
– لست ُ من النقّاد ولا أريد أن أكون فمعظمهم أسرى المناهج الصارمة.. بالنسبة لي أحاول أن أصغي للنص وأقوم بتكرار قراءتي ثم اكتب ما أطلق عليه قراءة منتجة. وأعني بذلك يهمني الوعي بالنص وليس بأقيسة المناهج النقدية وتطبيقها بالقوة على هذا أو ذاك.. ليس المهم المدارس النقدية : أقول ذلك وأنا قد قرأتها بتأن سنوات طوال واستفدت منها وها أنا أحاول تحرير النصوص الإبداعية منها – على قدر طاقتي وما أوهنها –
* باية عين يرى الناقد النتاجات الادبية عين الفاحص المتوازن او عين المتحيز؟.
– الجمالي في النص هو الذي يصطادني. والجمالي يمثل خبرة المبدع في الحياة وفي الكتابة. ولا يتوقف فرحي بالكتابة عنه بل أقوم بالترويج للنص واعارة نسختي منه أحياناً إلى أصدقائي ليطلعوا على هذه الرواية أو هذه المجموعة القصصية أو الشعرية التي كتبتُ عنها.
* هل النقد احتراف أم تحليل ابداعي يهدف الى التقويم؟.
– بخصوص النقد والنص : على الناقد أن يخلع جبة القاضي أو المدعي العام.. أو ضابط التحقيق، على الناقد أن يجالس النص مجالسة تعارف وليتفاهم مع النص بلا ريبة وتعالٍ وتجسس من ثقب باب النص. بالنسبة لي أرى : القراءة الواعية نزهة سعيدة في فضاء نصي يمنحنا ما نحتاجه في حياتنا اليومية، وهذه القراءة تعلمنا كيف نتناول الحياة شعريا ليس فقط في الكتب الأدبية: تشعرني بالسعادة الكتابات الاقتصادية والاجتماعية لدى: سمير أمين كاظم حبيب وفالح مهدي ، إلين سكاري ،أيهاب حسن ، سلامة كيلة، آمال قرامي ، يسرى مقدّم وبنفس السعادات أشعر حين أقرأ كتابا بعنوان (السمكة بداخلك) والكتاب عبارة عن رحلة في تاريخ الجسم البشري أو كتاب الملح للكاتب للرائع مارك كورلانسكي.
* كيف اتجهت للنقد وهل هناك دلالات دفعتك لذلك؟.
– نقديا.. أكتشفني في الرابع الاعدادي مدرّس اللغة العربية أستاذي كاظم الأحمدي(طيّب الله ثراه). وشاركت في المسابقة الادبية السنوية التي تقيمها مديرية التربية: وحصلت على الجائزة الأولى في النقد وكانت مقالتي(الأشارات والرموز لدى نجيب محفوظ في مجموعته القصصية (الجريمة) ثم فازت مقالتي بالجائزة على مستوى العراق.والفضل أيضا يعود لمكتبة عائلتي الموسوعية.التي جعلتني أقلل من اهتمامي بالكتب المدرسية التي رأيتها – آنذاك – لا تعني لي شيئا..
* اين تقف عجلة النقدفي عالمنا المعاصر.؟
– النقد اليوم يحاول فتوحات ٍ جديدة ً منها الكتاب الذي ترجمه مؤخرا الصديق الحميم القاص نجاح الجبيلي(النقد البيئي) الصادر عن دار شهريار في البصرة وهو من أحدث الكتب النقدية.
هذه الرحلة في الحوار مع هذا الناقد المثقف صاحب الرؤيا المفتوحة على كل الثقافات حيث كانت ممتعة جدا.
سيرة ذاتية:
مقداد مسعود
*شاعر /ناقد /اعلامي
*يعمل في صفحة ثقافة /صحيفة طريق الشعب / العراق
*من المؤسسين لجريدة (الحقيقة ) التابعة للجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي
في البصرة..بعد ربيع 2003
*عمل في جريدة الملتقى البصرية، و له عمود أسبوعي(نقاط وفوار)/2007
*أشرف على صفحة شؤون محلية في جريدة الزاهرة/ عام 2008
*مسؤول القسم الثقافي في إذاعة الملتقى/ 2009
*عضو اتحاد ألأدباء والكتاب العراقيين
*عضو اتحاد ألأدباء العرب
*اصدارات شعرية
*المغيّب المضيء/دار الرواد المزدهرة/ بغداد /2008
*زهرة الرمان / دار الينابيع / دمشق/2009
*الزجاج ومايدور في فلكه /بغداد /دار الشؤون الثقافية /2009
*بصفيري أضيء الظلمة وأستدل على فراشتي/ الينابيع /دمشق /2010
*شمس النارنج/ دار الجفال/ دمشق/2010/
*في النقد ألأدبي
* ثلاثية نقدية، الكتاب ألأول الحكي ومكائده. أصدارات اتحاد أدباء البصرة /2008
على نفقة آسيا سيل
ألأذن العصية واللسان المقطوع
قراءة أتصالية في السرد والشعر
دار الينابيع. دمشق / 2009
*القصيدة.بصرة قراءة إتصالية منتخبة من الشعر البصري دار ضفاف بغداد/ 2012