* كيف تنظرون (علي جبار) للمرحلة الحالية التي يمر بها العراق من الناحية التطويرية أو الأعمار؟
المرحلة الحالية التي يمر بها العراق تعتبر مرحلة أنتقالية من كل النواحي (السياسية, الأقتصادية, الأجتماعية, البيئية, الهندسية, وغيرها) ومن الطبيعي والمؤلم بنفس الوقت أن تكون هكذا مرحلة تغييرية مصحوبة بالكثير من الأخفاقات, وعدم التوازن بالخطط التنفيذية لرفع واقع مستوى البلد أقتصادياً وأعمارين وغيرها.
الأستسلام لهذه التغييرات وأستعمالها كشماعة هو المشكلة, انا لن أنجز طريقي ولا أستطيع أن احقق هدف أذا لم أخطو خطواتي بشكل صلب ومدروس..
هل كان من الممكن تجاوز هذه الأخفاقات للنهوض بواقع العراق أقتصادياً وعمرانياً؟, وهل من الممكن أن ننهض بواقع العراق وحاجته العمرانية الى مراحل متقدمة في المستقبل القريب (مرحلة مابعد الأنتخابات القادمة 2010؟ وبرأيكم ما هي الأسباب التي حالت دون هذه النهضة؟
أسمح لي أن أكون موضوعي وعملي جداً بالأجابة عن هذا السؤال, سأترك مسألة ماهي الأسباب لعدم النهوض بواقع البلد للمستوى الذي نأمله, لأنه برأيي الأسباب والعراقيل وتحديدها واضح ومعروفة جداً للرأي العام, والأختصاصيين (بالدولة أو المؤسسات المختصة).
المهم الأن هو هل ممكن أن ننهض بواقع العراق الى مستوى عالي, من الناحية الأقتصادية, الخدمات العامة, الأعمار, البنية التحتية, وغيرها من مرافق البلد المهمة؟ من واقع عملي بالمشاريع التطويرية الكبرى بمختلف دول ومدن العالم, وأيضاً بالعراق خلال السنوات السابقة.. أنا متأكد بأننا نملك الكثير من العوامل التي تساعد لأحداث هكذا نهضة عمرانية بالبلد, وحقيقة الأمر من الممكن أن نقفز قفزات عالية من ناحية التطوير الهندسي, العمراني, الخدمات العامة من مجاري, مياه شرب, كهرباء, ومختلف قطاعات الخدمات العامة.
بنظرة مبسطة للمراحل السابقة ودراستها من ناحية التخطيط والتنفيذ, وحتى الأدارة للأسف كانت هناك الكثير من التخبطات, وعدم الدراية المهنية. أيضاً سأترك الخوض بالأسباب لهذه الأخفاقات لأن العديد من هذه الأسباب كانت محور نقاش وتفصيل للسنوات السابقة من قبل الرأي العام وغيرها, ولكن مايهمنا الأن فقط تحديدها لأيجاد الحلول والبدائل.. برائي غياب الكفاءات المهنية العالية للأدارة كان سبب كبير جداً أذا لم هو السبب الرئيسي.
* هل لكم دراية كاملة بوضع العراق الأقتصادي والعمراني والخدمات العامة؟ وهل كان من ضمن عملكم للسنولت السابقة بالعراق أي مشاريع أعمارية, او تطويرية, قمت بأدارتها أو العمل عليها؟
منذ سنة 2003 لحد هذه اللحظة كان جزء كبير من عملي هو بالعراق وبمختلف مناطقه, وكذلك بمختلف القطاعات حقيقة خلق لدي تصور كبير عن واقع البلد وحاجاته من الناحية العمرانيةللخدمات العامة من بنية تحتية وغيرها.. وهذا التصور ممزوج بالكثير من الدراسات والخطط التي ممن الممكن أن تكون كفيلة بالنهوض بواقع البلد وبالأخص بغداد الى مستوى عالي جداً من ناحية الخدمات العامة والبنية التحتية ,اظن بأن هذين المرفقين من المرافق المهمة والتي عانت بشكل كبير ويجب علينا العمل بشكل جاد وسليم مهنياً وأدارياً للنهوض بهما الى مستوى يليق بالبلد.
عملت على الكثير من البرامج والمشاريع في العراق بدأً من برنامج تطوير النظام التربوي لوزارة التربية سنة 2003 في بغداد والمحافظات, وكذلك المشاريع الأعمارية من أعادة تأهيل موؤسسات الدولة, وعدد من الوزارات الأمنية. وكذلك وضع العديد من برامج تطوير لعدد كبير من قطاعات الدولة ووزارته.. هذه البرامج للأسف البعض منها لم يلمس نجاحها بشكل كبير على الشارع العراقي بسبب عدم ديمومتها وصيانتها والحفاظ عليها من قبل الموؤسسات المستفيدة كما كان مخطط لها, والبعض الأخر لم تأخذ حيز التطبيق الفعلي المرسوم والمخطط لها للأسف وهذا كان يعود للكثير من الأسباب كما ذكرت سابقاً غياب العنصر الأداري المسؤول والذي يحمل كفاءة عالية للعمل معه لأنجاج مثل هذه الخطط والمشاريع. وأقصد الأدارات العليا للموؤسسات الدولة… وبرأي هذا يعود لعدة أسباب منها أفتقاد موؤسسات الدولة المهمة للأشخاص الذين ممكن أن يتصفون بالمهنية والأدارية العالمية لأدارة المشاريع الكبرى بمختلف الأختصاصات أذا صح التعبير, بمعنى أخر لازالنا متأخريين جداً أدارياً بأمتلاكنا لمن يحمل نظرة شمولية واسعة متطورة مواكبة لما موجود بالعالم.
* هل أنتم راضون على واقع البلد من ناحية مشاريع الأعمار والخدمات العامة (من مجاري, كهرباء, البنية التحتية, التطوير العمراني لبغداد, وغيرها)؟
قبل أن أجيب على هذا السؤال, لنتسأل هل الفرد العراقي الأن راضً عن ما يتلقاه من خدمات عامة؟ هل واقع بغداد والخدمات التي بها هي بمستوى مدينة عريقة كبغداد؟ لا أعتقد أن أي شخصين يختلفون على أن ما تم أنجازه للسنوات السابقة لم يصل الى حتى أدنى مستويات النهوض بأي قطاع أو مجال كان وهذه محزن ومؤلم جداً.
* ماهي أسباب عدم وصولنا للغاية المرجو من أعمار البلد بالرغم من توفر الطاقات والأهم هو توفر العوامل التي يحتاجها أي بلد بوضعنا وهي الميزانية الكبيرة..؟؟؟
من خلال خبرتي وعملي المتواصل بالعراق وخارج العراق ومقارنة العملية الأدارية للمشاريع (بكافة قطعاته من الصناعة, والأقتصاد, ومشاريع بناء, وغيرها من قطاعات البلد) بما ينجز بأي بلد من بلدان العالم .. هناك عدة عوامل وسأجملها ب:
• أنعدام الحرص وغياب الأحساس بالمسؤولية ووضع حاجة البلد والعراق أولا فوق أي أعتبار أخر.
• الغياب الواضح والكبيرفي موؤسسات الدولة ودوائرها للكفاءات المختصة بالمجالات المهنية, ولو وجدت فهي مغيبة لعدة أعتبارات. و لا أقصد هنا بعدم وجود أدارات كفؤة بشكل مطلق .. توجد لدينا الكثير من الكفاءات المهنية .. ولكن ليست بمستوى عالمي مهني وعلى دراية كاملة بما موجود في العالم من تقنيات وتكنلوجيا من الممكن الأستفادة منها لخدمة واقع البلد وحاجته بالوقت الحاضر.
• فقدان الوعي والحس الأجتماعي والوطني لدى نسبة ليست قليلة من مجتمعنا العراقي.. وأضرب لك مثلاً هو عدم حرص المواطن على الممتلكات العامة في البلد .. ولو أحببنا أن نغوص قليلاً هذا المجال فهناك عدة عوامل وأمور تسببت بهذا الفقدان منها الدولة وموؤسساته الأجتماعية, فقدان الثقة بين المواطن في الشارع العراقي والدولة وهذا ناتج من عدم الأحساس من قبل المواطن بحرص الدولة على تحسين وضع البلد.. وغيرها من العوامل التي من الممكن كتابة مجلدات كبيرة عنها..
عامل أخر وليس أخير وهو عدم وجود آلية عمل منسقة في موؤسسات الدولة (أمانة بغداد, وزارة البلديات. وزارة الصناعة, وزارة الكهرباء. وزارة التجارة .. وغيرها..) وعدم وجود الرؤية المهنية ذات الطابع المنهجي في موؤسسات الدولة وأدارتها في أدارة وانجاز المشاريع في البلد وهذا أيضا يعزى لعدة جوانب
* شاركتم بمؤتمر الأستثمار في واشنطن 2009 ماهو تصوركم عن مثل هذه مؤتمرات أستثمارية؟
للأسف هذا المؤتمر لم يُفعل ويستثمر بشكله الصحيح, انا حضرت المؤتمر واللقاءات والأجتماعات , وكان لي عدة أجتماعات مع عدد كبير من المستثمرين الأجانب والشركات اللتي كانت متعطشة للأستثمار بالعراق .. كان من الممكن الخروج بمحصلة كبيرة جداً تخدم البلد بشكل واسع وبمستويات عالية .. كذلك مؤتمر الأستثمار بلندن وألمانيا.
* ماهو موقفكم من الأنتخابات البرلمانية 2010؟ وهل كنتم عضو في أي حزب كتلة مرشحة بالأنتخابات؟
أنا أنظر بعين التفاؤل للمرحلة القادمة آملً بأن تكون نتائجها أيجابية على واقع العراق وتكون تجربة ناجحة بكل مقاييسها وبالأخص الأستفادة من أخطاء وهفوات المراحل السابقة.
شخصياً لم أقبل أي عرض قٌدم لي للترشيح لا بسبب رفضي لهذا الحزب أو ذاك بل السبب الوحيد هو أني لست رجل برلمان. أنا رجل عمل وأمتلك خبرة واسعة بمجال الأدارات الهندسية والمشاريع التطويرية وأظن هذا هو مكاني. أنا ممكن أخدم وأقدم أكثر بأختصاصي ولا أظن هذه يحسب سلباً علي شخصياً.
ماذا عن ترشيحكم لأدارة أحدى موؤسسات الدولة أو الوزارات المهنية (أمانة بغداد, وزارة البلديات, وزارة الأسكان, أو غيرها) للمرحلة القادمة ما بعد الأنتخابات النيابية؟؟
أظن الحديث عن هذا الموضوع بالتفصيل سابق لأوانه بهذه المرحلة, مبدئياً أنا أبديت أستعدادي لقبول العروض التي قٌدمت لي شرط أن تتوافر النوايا السليمة للعمل والتعاون لمصلحة العراق. وحالياً أعمل على وضع بعض الدراسات التخصيصية في مجال الأعمار والمشاريع التطويرية لبغداد.
منها في مجال البنية التحتية والخدمات العامة, وأيضا مشاريع للنهوض بواقع مدينة بغداد والمناطق التراثية والأثرية وأبراز معالم بغداد بما يليق بهذه المدينة الجميلة, كذلك برنامج تطوير مرافق الحياة العامة في بغداد من شوارع, مناطق ترفيه, والخدمات الأخرى.
أيضاً دراسة عن برنامج تطويري مهني أداري للكوادر الأدارية العاملة بموؤسسات الدولة المهنية, وهذا البرنامج يعمل على بناء معهد تطويري بأدارة خبرات عالمية مختصة بتطوير كيفية العمل في تحسين الأدارة العمة للدوائر والموؤسسات.
كذلك دراسة تطويرية لتدعيم أجهزة الدولة العاملة بالخدمات العامة وتطويرها وأستحداث طرق مطورة للأنجاز وتقديم الخدمات العامة من مجاري, مياه شرب, النفايات وغيرها.
كذلك وضع برنامج تعاون مع بعض الشركات العالمية المتخصصة لأستحداث وجلب تكنلوجيا متطورة من آليات وغيرها لدعم آلية العمل في الموؤسسات الخدمية, بهذا البرنامج نحاول أن نطور أجهزتنا العاملة في البلد دون الحاجة للأيفادات أو غيرها وأيضاً رفع مستوى الأداء لهذه الأجهزة الخدمية.
هذه الدراسات والبرامج وغيرها ليست من ضرب خيال أو نوع من الأوهام, بالحقيقة لو نظرنا للمرحلة السابقة وأنجازاتها وكذلك التخصيصات المالية وغيرها من العوامل كان من الممكن ننجح بشكل كبير بمجال التطوير والأعمار ولكن للأسف هذا ليس ما حصل.
البرامج التي أتحدث عنها هي موضوعية ومبنية على رؤية مهنية شاملة وتتعامل مع المشاكل بالشارع العراقي وأحتياجاته بشكل مدروس, والأهم هم بأننا وضعنا بحساباتنا الميزانيات المخصصة وهي لا تتجاوز ما كان مخصص ولم يستثمر بشكل صحيح.
وبكل ثقة لا أبالغ بأن لدي الأمكانية أن انجح هكذا برامج تطويرية مهنية في البلد لو توافرت النوايا الصادقة للعمل. وأظن المرحلة القادمة ستكون مرحلة تحدي لأثبات القدرات على الأنجاز, وشخصياً أنا قبلت هذا التحدي على نفسي.
كلمة أخيرة, هي حقيقة .. دعوة .. كلنا على دراية وعلم بما يدور بالعراق .. وما يحتاج العراق (العلة والسبب) .. أتمنى من الجميع أن نكون جزء من حل المشكلة لا من تعقيدها …
——————————-
* ببيلوغرافيا
المهندس علي جبار محمد
ماجستير هندسة – بالعلوم الهندسية وأدارة المشاريع 2002 جامعة ديترويت ميرسي – أمريكا
طالب دكتوراه – العلوم الهندسية وأدارة المشاريع 2003 جامعة ديترويت ميرسي – أمريكا
عضو بجمعية العلماء العراقييين – أمريكا – لندن منذ 2001
الجامعة الأميركية – واشنطن 2003 دورة خاصة بالتدريب على أستحداث وتطوير طرق الأدارة الحديثة للموؤسسات والأدارة العامة للشركات والمشاريع الكبرى.
2003 دورة خاصة بالتدريب بالأدارة العامة للموؤسسات وطرق التعليم من قبل الوكالة الدولية للتنمية.
الوظائف التي عُينت فيها وشغلتها
عملت كمدير برنامج أعادة تاهيل وتطوير النظام التعليمي في العراق – لوزارة التربية من قبل وكالة التنمية والتطوير الدولية وبالتعاون مع الجمعية الأسلامية العراقية بأمريكا 2003 – 2004.
أعمل حالياً المدير التنفيذي الهندسي والمدير الأقليمي الأستشاري لأحدى الشركات الأجنبية لأدارة المشاريع الأقليمية في الشرق الأوسط, العراق ,أفغانستان, الأمارات, أفريقيا.
المرحلة الحالية التي يمر بها العراق تعتبر مرحلة أنتقالية من كل النواحي (السياسية, الأقتصادية, الأجتماعية, البيئية, الهندسية, وغيرها) ومن الطبيعي والمؤلم بنفس الوقت أن تكون هكذا مرحلة تغييرية مصحوبة بالكثير من الأخفاقات, وعدم التوازن بالخطط التنفيذية لرفع واقع مستوى البلد أقتصادياً وأعمارين وغيرها.
الأستسلام لهذه التغييرات وأستعمالها كشماعة هو المشكلة, انا لن أنجز طريقي ولا أستطيع أن احقق هدف أذا لم أخطو خطواتي بشكل صلب ومدروس..
هل كان من الممكن تجاوز هذه الأخفاقات للنهوض بواقع العراق أقتصادياً وعمرانياً؟, وهل من الممكن أن ننهض بواقع العراق وحاجته العمرانية الى مراحل متقدمة في المستقبل القريب (مرحلة مابعد الأنتخابات القادمة 2010؟ وبرأيكم ما هي الأسباب التي حالت دون هذه النهضة؟
أسمح لي أن أكون موضوعي وعملي جداً بالأجابة عن هذا السؤال, سأترك مسألة ماهي الأسباب لعدم النهوض بواقع البلد للمستوى الذي نأمله, لأنه برأيي الأسباب والعراقيل وتحديدها واضح ومعروفة جداً للرأي العام, والأختصاصيين (بالدولة أو المؤسسات المختصة).
المهم الأن هو هل ممكن أن ننهض بواقع العراق الى مستوى عالي, من الناحية الأقتصادية, الخدمات العامة, الأعمار, البنية التحتية, وغيرها من مرافق البلد المهمة؟ من واقع عملي بالمشاريع التطويرية الكبرى بمختلف دول ومدن العالم, وأيضاً بالعراق خلال السنوات السابقة.. أنا متأكد بأننا نملك الكثير من العوامل التي تساعد لأحداث هكذا نهضة عمرانية بالبلد, وحقيقة الأمر من الممكن أن نقفز قفزات عالية من ناحية التطوير الهندسي, العمراني, الخدمات العامة من مجاري, مياه شرب, كهرباء, ومختلف قطاعات الخدمات العامة.
بنظرة مبسطة للمراحل السابقة ودراستها من ناحية التخطيط والتنفيذ, وحتى الأدارة للأسف كانت هناك الكثير من التخبطات, وعدم الدراية المهنية. أيضاً سأترك الخوض بالأسباب لهذه الأخفاقات لأن العديد من هذه الأسباب كانت محور نقاش وتفصيل للسنوات السابقة من قبل الرأي العام وغيرها, ولكن مايهمنا الأن فقط تحديدها لأيجاد الحلول والبدائل.. برائي غياب الكفاءات المهنية العالية للأدارة كان سبب كبير جداً أذا لم هو السبب الرئيسي.
* هل لكم دراية كاملة بوضع العراق الأقتصادي والعمراني والخدمات العامة؟ وهل كان من ضمن عملكم للسنولت السابقة بالعراق أي مشاريع أعمارية, او تطويرية, قمت بأدارتها أو العمل عليها؟
منذ سنة 2003 لحد هذه اللحظة كان جزء كبير من عملي هو بالعراق وبمختلف مناطقه, وكذلك بمختلف القطاعات حقيقة خلق لدي تصور كبير عن واقع البلد وحاجاته من الناحية العمرانيةللخدمات العامة من بنية تحتية وغيرها.. وهذا التصور ممزوج بالكثير من الدراسات والخطط التي ممن الممكن أن تكون كفيلة بالنهوض بواقع البلد وبالأخص بغداد الى مستوى عالي جداً من ناحية الخدمات العامة والبنية التحتية ,اظن بأن هذين المرفقين من المرافق المهمة والتي عانت بشكل كبير ويجب علينا العمل بشكل جاد وسليم مهنياً وأدارياً للنهوض بهما الى مستوى يليق بالبلد.
عملت على الكثير من البرامج والمشاريع في العراق بدأً من برنامج تطوير النظام التربوي لوزارة التربية سنة 2003 في بغداد والمحافظات, وكذلك المشاريع الأعمارية من أعادة تأهيل موؤسسات الدولة, وعدد من الوزارات الأمنية. وكذلك وضع العديد من برامج تطوير لعدد كبير من قطاعات الدولة ووزارته.. هذه البرامج للأسف البعض منها لم يلمس نجاحها بشكل كبير على الشارع العراقي بسبب عدم ديمومتها وصيانتها والحفاظ عليها من قبل الموؤسسات المستفيدة كما كان مخطط لها, والبعض الأخر لم تأخذ حيز التطبيق الفعلي المرسوم والمخطط لها للأسف وهذا كان يعود للكثير من الأسباب كما ذكرت سابقاً غياب العنصر الأداري المسؤول والذي يحمل كفاءة عالية للعمل معه لأنجاج مثل هذه الخطط والمشاريع. وأقصد الأدارات العليا للموؤسسات الدولة… وبرأي هذا يعود لعدة أسباب منها أفتقاد موؤسسات الدولة المهمة للأشخاص الذين ممكن أن يتصفون بالمهنية والأدارية العالمية لأدارة المشاريع الكبرى بمختلف الأختصاصات أذا صح التعبير, بمعنى أخر لازالنا متأخريين جداً أدارياً بأمتلاكنا لمن يحمل نظرة شمولية واسعة متطورة مواكبة لما موجود بالعالم.
* هل أنتم راضون على واقع البلد من ناحية مشاريع الأعمار والخدمات العامة (من مجاري, كهرباء, البنية التحتية, التطوير العمراني لبغداد, وغيرها)؟
قبل أن أجيب على هذا السؤال, لنتسأل هل الفرد العراقي الأن راضً عن ما يتلقاه من خدمات عامة؟ هل واقع بغداد والخدمات التي بها هي بمستوى مدينة عريقة كبغداد؟ لا أعتقد أن أي شخصين يختلفون على أن ما تم أنجازه للسنوات السابقة لم يصل الى حتى أدنى مستويات النهوض بأي قطاع أو مجال كان وهذه محزن ومؤلم جداً.
* ماهي أسباب عدم وصولنا للغاية المرجو من أعمار البلد بالرغم من توفر الطاقات والأهم هو توفر العوامل التي يحتاجها أي بلد بوضعنا وهي الميزانية الكبيرة..؟؟؟
من خلال خبرتي وعملي المتواصل بالعراق وخارج العراق ومقارنة العملية الأدارية للمشاريع (بكافة قطعاته من الصناعة, والأقتصاد, ومشاريع بناء, وغيرها من قطاعات البلد) بما ينجز بأي بلد من بلدان العالم .. هناك عدة عوامل وسأجملها ب:
• أنعدام الحرص وغياب الأحساس بالمسؤولية ووضع حاجة البلد والعراق أولا فوق أي أعتبار أخر.
• الغياب الواضح والكبيرفي موؤسسات الدولة ودوائرها للكفاءات المختصة بالمجالات المهنية, ولو وجدت فهي مغيبة لعدة أعتبارات. و لا أقصد هنا بعدم وجود أدارات كفؤة بشكل مطلق .. توجد لدينا الكثير من الكفاءات المهنية .. ولكن ليست بمستوى عالمي مهني وعلى دراية كاملة بما موجود في العالم من تقنيات وتكنلوجيا من الممكن الأستفادة منها لخدمة واقع البلد وحاجته بالوقت الحاضر.
• فقدان الوعي والحس الأجتماعي والوطني لدى نسبة ليست قليلة من مجتمعنا العراقي.. وأضرب لك مثلاً هو عدم حرص المواطن على الممتلكات العامة في البلد .. ولو أحببنا أن نغوص قليلاً هذا المجال فهناك عدة عوامل وأمور تسببت بهذا الفقدان منها الدولة وموؤسساته الأجتماعية, فقدان الثقة بين المواطن في الشارع العراقي والدولة وهذا ناتج من عدم الأحساس من قبل المواطن بحرص الدولة على تحسين وضع البلد.. وغيرها من العوامل التي من الممكن كتابة مجلدات كبيرة عنها..
عامل أخر وليس أخير وهو عدم وجود آلية عمل منسقة في موؤسسات الدولة (أمانة بغداد, وزارة البلديات. وزارة الصناعة, وزارة الكهرباء. وزارة التجارة .. وغيرها..) وعدم وجود الرؤية المهنية ذات الطابع المنهجي في موؤسسات الدولة وأدارتها في أدارة وانجاز المشاريع في البلد وهذا أيضا يعزى لعدة جوانب
* شاركتم بمؤتمر الأستثمار في واشنطن 2009 ماهو تصوركم عن مثل هذه مؤتمرات أستثمارية؟
للأسف هذا المؤتمر لم يُفعل ويستثمر بشكله الصحيح, انا حضرت المؤتمر واللقاءات والأجتماعات , وكان لي عدة أجتماعات مع عدد كبير من المستثمرين الأجانب والشركات اللتي كانت متعطشة للأستثمار بالعراق .. كان من الممكن الخروج بمحصلة كبيرة جداً تخدم البلد بشكل واسع وبمستويات عالية .. كذلك مؤتمر الأستثمار بلندن وألمانيا.
* ماهو موقفكم من الأنتخابات البرلمانية 2010؟ وهل كنتم عضو في أي حزب كتلة مرشحة بالأنتخابات؟
أنا أنظر بعين التفاؤل للمرحلة القادمة آملً بأن تكون نتائجها أيجابية على واقع العراق وتكون تجربة ناجحة بكل مقاييسها وبالأخص الأستفادة من أخطاء وهفوات المراحل السابقة.
شخصياً لم أقبل أي عرض قٌدم لي للترشيح لا بسبب رفضي لهذا الحزب أو ذاك بل السبب الوحيد هو أني لست رجل برلمان. أنا رجل عمل وأمتلك خبرة واسعة بمجال الأدارات الهندسية والمشاريع التطويرية وأظن هذا هو مكاني. أنا ممكن أخدم وأقدم أكثر بأختصاصي ولا أظن هذه يحسب سلباً علي شخصياً.
ماذا عن ترشيحكم لأدارة أحدى موؤسسات الدولة أو الوزارات المهنية (أمانة بغداد, وزارة البلديات, وزارة الأسكان, أو غيرها) للمرحلة القادمة ما بعد الأنتخابات النيابية؟؟
أظن الحديث عن هذا الموضوع بالتفصيل سابق لأوانه بهذه المرحلة, مبدئياً أنا أبديت أستعدادي لقبول العروض التي قٌدمت لي شرط أن تتوافر النوايا السليمة للعمل والتعاون لمصلحة العراق. وحالياً أعمل على وضع بعض الدراسات التخصيصية في مجال الأعمار والمشاريع التطويرية لبغداد.
منها في مجال البنية التحتية والخدمات العامة, وأيضا مشاريع للنهوض بواقع مدينة بغداد والمناطق التراثية والأثرية وأبراز معالم بغداد بما يليق بهذه المدينة الجميلة, كذلك برنامج تطوير مرافق الحياة العامة في بغداد من شوارع, مناطق ترفيه, والخدمات الأخرى.
أيضاً دراسة عن برنامج تطويري مهني أداري للكوادر الأدارية العاملة بموؤسسات الدولة المهنية, وهذا البرنامج يعمل على بناء معهد تطويري بأدارة خبرات عالمية مختصة بتطوير كيفية العمل في تحسين الأدارة العمة للدوائر والموؤسسات.
كذلك دراسة تطويرية لتدعيم أجهزة الدولة العاملة بالخدمات العامة وتطويرها وأستحداث طرق مطورة للأنجاز وتقديم الخدمات العامة من مجاري, مياه شرب, النفايات وغيرها.
كذلك وضع برنامج تعاون مع بعض الشركات العالمية المتخصصة لأستحداث وجلب تكنلوجيا متطورة من آليات وغيرها لدعم آلية العمل في الموؤسسات الخدمية, بهذا البرنامج نحاول أن نطور أجهزتنا العاملة في البلد دون الحاجة للأيفادات أو غيرها وأيضاً رفع مستوى الأداء لهذه الأجهزة الخدمية.
هذه الدراسات والبرامج وغيرها ليست من ضرب خيال أو نوع من الأوهام, بالحقيقة لو نظرنا للمرحلة السابقة وأنجازاتها وكذلك التخصيصات المالية وغيرها من العوامل كان من الممكن ننجح بشكل كبير بمجال التطوير والأعمار ولكن للأسف هذا ليس ما حصل.
البرامج التي أتحدث عنها هي موضوعية ومبنية على رؤية مهنية شاملة وتتعامل مع المشاكل بالشارع العراقي وأحتياجاته بشكل مدروس, والأهم هم بأننا وضعنا بحساباتنا الميزانيات المخصصة وهي لا تتجاوز ما كان مخصص ولم يستثمر بشكل صحيح.
وبكل ثقة لا أبالغ بأن لدي الأمكانية أن انجح هكذا برامج تطويرية مهنية في البلد لو توافرت النوايا الصادقة للعمل. وأظن المرحلة القادمة ستكون مرحلة تحدي لأثبات القدرات على الأنجاز, وشخصياً أنا قبلت هذا التحدي على نفسي.
كلمة أخيرة, هي حقيقة .. دعوة .. كلنا على دراية وعلم بما يدور بالعراق .. وما يحتاج العراق (العلة والسبب) .. أتمنى من الجميع أن نكون جزء من حل المشكلة لا من تعقيدها …
——————————-
* ببيلوغرافيا
المهندس علي جبار محمد
ماجستير هندسة – بالعلوم الهندسية وأدارة المشاريع 2002 جامعة ديترويت ميرسي – أمريكا
طالب دكتوراه – العلوم الهندسية وأدارة المشاريع 2003 جامعة ديترويت ميرسي – أمريكا
عضو بجمعية العلماء العراقييين – أمريكا – لندن منذ 2001
الجامعة الأميركية – واشنطن 2003 دورة خاصة بالتدريب على أستحداث وتطوير طرق الأدارة الحديثة للموؤسسات والأدارة العامة للشركات والمشاريع الكبرى.
2003 دورة خاصة بالتدريب بالأدارة العامة للموؤسسات وطرق التعليم من قبل الوكالة الدولية للتنمية.
الوظائف التي عُينت فيها وشغلتها
عملت كمدير برنامج أعادة تاهيل وتطوير النظام التعليمي في العراق – لوزارة التربية من قبل وكالة التنمية والتطوير الدولية وبالتعاون مع الجمعية الأسلامية العراقية بأمريكا 2003 – 2004.
أعمل حالياً المدير التنفيذي الهندسي والمدير الأقليمي الأستشاري لأحدى الشركات الأجنبية لأدارة المشاريع الأقليمية في الشرق الأوسط, العراق ,أفغانستان, الأمارات, أفريقيا.