ست سنوات مرت على اقامة الدورة الاولى من مهرجان الحسيني الصغير الدولي لمسرح الطفل والذي يقيمه كل عام قسم رعاية وتنمية الطفولة في العتبة الحسينية المقدسة وبنجاح منقطع النظير ، فنجاح اي مهرجان ليس في اقامته فقط بل في تحدي استمراره سنوياً رغم كل الصعاب ، فقد اريد للمهرجان وللاسف من بعض الداخل والخارج العربي المسرحي في سنواته الاولى فرض طوق من العزلة عليه سعياً لأحباط العاملين به وانهاءه قبل ان يبلغ الحلم وذلك لضغائن ((طائفية )) بحته خارجباً واستصغار الداخل له ، إلا ان القائمين عليه كانوا اكبر من كل هذه المخططات ذلك لان في عقلية المخططين له والقائمين عليه خطط ومشاريع اجهظت هذه المساعي التخريبية ليكون اليوم هو واحد من اهم مهرجانات مسرح الطفل في الوطن العربي والغريب ان بعض من انتقده وحاربه بالأمس يتسابق اليوم للظفر بدعوة منه .
اثبت مهرجان الحسيني الصغير لمسرح الطفل حتى دورته هذه انه لم يكن مهرجاناً ((طائفية )) ولم يكن مؤدلجاً ولا يحمل لمسرح الطفل العراقي والعربي غير هم النهوض به وطرح مفاهم تربوية واخلاقية توازن مابين الترفية وعمق الطرح سعياً لبناء طفولة مسؤولة تفكر جيداً وتنظر لواقعها ومستقبلها بحكمة وعفوية وصدق ، حمل من الامام الحسين بن علي بن ابي طالب عليهم السلام رسالته الاسلامية السامية في توعية الفرد بدوره في ان يكون فاعلاً بمحيطه عارفاً بحقوقه ومؤدياً لواجباته معتزاً بنقاءه وبانياً لمستقبله بوعي مسؤول ، فمن تابع دورات المهرجان الستة وشهد عروضها المسرحية وورشاته يعرف تماماً ان ماقدم بانفتاح كبير كان يليق بعقلية الطفل اليوم ويلبي طموحاته وحاجته للمعرفة والامتاع معاً لا بل مايحسب للمهرجان انه بات قبلة العوائل التي تجد فيه ضالتها بمسرح يعزز الجانب الاخلاقي والتربوي لاطفالهم وهذا ماتجسد بزخم قاعة العروض من العوائل كل عام وهذا طبعاً مالم يتحقق في اي مهرجان وعروض اخرى .
لذا شكرا للعتبة الحسينية المقدسة لانها اصرت ومضت بمهرجان طفولة بات اليوم المهرجان الاول في العراق للطفل واهم مهرجان عربي ودولي وهذا دليل عن الوعي والمسؤول من قبل العتبة اتجاه الطفولة وسمعة العراق فنياً ايضا، كما كل الشكر لصانع هذا الانجاز ومهندسه الاستاذ محمد الحسناوي و من معه من الاحبة الشجعات العاملين في قسم رعاية و تنمية الطفولة .
فواحدة من اهم اسباب نجاح المهرجان هي العقلية والفكر المتطور والقلب الواسع والتخطيط السليم لخلية النحل القائمة عليه سنوياً والاهم من ذلك روحهم البعيدة عن التأمر والخلاف والاختلاف ذلك لان لا فراغ في طاقاتهم الابداعية لذلك ينثرونها محبة وعطاء .
ختاماً تمنيات محفوفة بالزهو والفخر والشرف لهذا المهرجان الذي نتمنى ان يصل بدوراته الى مالا نهاية .
—-
عدي المختار – كاتب ومخرج مسرحي