الجميع كان يعرف ان “التحالف الوطني” يقع ضمن الافكار المستحيلة. فالخلاف بين المجلس الأعلى وحزب الدعوة , ليس خلافاً طارئ او جديداً , وانما هو خلاف قديم وجوهري , خلاف تعمق وتشعب حتى قبل تأسيس المجلس الأعلى , حيث كانت محمد باقر الحكيم وعبدالعزيز الحكيم, يتحركان على وفق العنوان العائلي لإسرة الشخصية وليس بعنوان حزب او حركة سياسية. بينما حزب الدعوة مبني على الحزبية والادارة الجماعية للعنوان السياسي. وقد سجلت اعوام المعارضة في سوريا وايران عواصف ومعارك ضارية بين الطرفين انتقلت من التشهير التسقيطي والتحريض الاعلامي , الى استخدام السلاح وتبادل الطعنات سراً وعلناً, وقد تكون الصراعات التي حدثت في “فرقة الرسول” شاهد نموذجي على ذلك.
لقد كان المجلس الأعلى صنيعة ايرانية خالصة, وكانت جميع ملفاته بيد المخابرات الإيرانية وقد تكلل ذلك بجعل فيلق بدر جزء من “السباه” اي جزء من الجيش الايراني الرسمي , وقد صدرت بطاقات هوية خاصة لفيلق بدر . بينما بقي حزب الدعوة الذي يقال انه تأسس بفكرة من الشاه الايراني لصد التوسع الشيوعي آنذاك, حزباً غير مريح بالنسبة لدولة ولاية الفقيه. حيث بقي الحزب مصرا على ابعاد المخابرات الايرانية عن اوراقه الخاصة وقد وصل الانفجار الكبير بانشقاق “محمد مهدي الآصفي” الذي دعى بكتابه “ولاية الأمر” ان ينطوي حزب الدعوة تحت العباءة الايرانية . لكن ردة الحزب كانت قوية وصريحة. وذات هذا الصراع بقي على حاله بعد سقوط الصنم البعثي. فالمجلس الأعلى كان مشروع اجندة علنية للتدخل الايراني في العراق. بينما جمح حزب الدعوة رغم تركيبته الدينية الشيعية , الى الاستقلال الوطني . وبما ان المنافس الوحيد كان هو التيار الصدري, فقد تم خلق مجموعة من الخرائط لتصفية التيار من قياداته الكبيرة عبر المعتقلات الخاصة للمجلس الاعلى وحزب الدعوة , ومن خلال غسيل المخ لمن تبقى كي يكون التيار الصدري البديل لضعف المجلس الاعلى في شعبية الولاء الجماهيري او لا اقل المنقذ من رمي المجلس الاعلى والتخلص منه بسبب نقص الاصوات , وهذا ما حصل فعلاً وتم تشكيل فقاعة “التحالف الوطني”. لقد بقي المجلس الاعلى قائم على فكرة التحريض العشائري والابقاء على وسيلة الخطابة التقليدية لكسب المؤيدين , هناك روح ملائية تسيطر على طريقة التحرك السياسي للمجلس الأعلى . بينما استطاع حزب الدعوة ان يستوعب حقيقة انتقاله من حزب معارضة الى حزب سلطة والتجربة علمته ان معنى الادريات والعمل المؤسساتي . وهنا بات الخصام بين المجلس الاعلى وحزب الدعوة تناقض بين التكتل القبلي القائم على الاسرية والمناطقية والعشائرية والتكتلية , وبين التنظيمية . والاولى بالطبع هي بنية الحزب المعارض الذي من الخطر الكبير توليه لأي منصب رسمي ,لإن معنى هذا تسخير المنصب العام لصالح فئة معينة . بينما الثانية جزء من مرحلة الانتقال الى بناء الدولة .
اليوم يجد المجلس الاعلى نفسه محاصر بشكل مكشوف بين دعم مصلحة مشروع الدولة المستقلة وبين الوفاء لارتباطاته القديمة . حيث ان الحل الحقيقي للخروج من ازمة الانتخابات هي في حلف مشترك بين دولة القانون والقائمة العراقية , فهما الكتل الاكثر اصواتاً ولايحتاجان الى ترضيات لإحزاب المليشيات ولا الى ترضيات للاكراد . كما ان نوري المالكي شخصية لها شعبيتها داخل العراق. واياد علاوي له شعبيته بالنسبة للدول العربية , وبالتالي فلو تم هذا التحالف فسوف نخرج من مبالغات الاكراد , ومن تسكين مخاوف الدول العربية معاً وبالتالي يمكن ان يقال ان الدولة العراقية قد بدأت فعلاً. لكن هذا يهدد بكشف الحجم الحقيقي لبقية الاطراف وهذا ما يجعلهم امام خيار واحد هو تخريب العملية السياسة بالتشهير الاعلامي او اختلاق مظاهرات شعبية تستغل المشاكل اليومية للمواطن , او بالرجوع الى السلاح . والحل الأخير بات صعباً خصوصاً بعد تصفية جيش المهدي ومليشيات جيش السنة , وتحويل فيلق بدر الى وظائف شبه مدنية . وبالطبع يبقى الاشكال الحقيقي هو المنع الامريكي. فالمخابرات الايرانية تراقب بالتأكيد تحركات المجلس الاعلى واصدقائه. مثل الاعانة على فتح مدارس ايرانية والاحتفال بشخصيات ايرانية , واعانة الاقتصاد الايراني وغير ذلك. في الوقت الذي تتصاعد فيه شدة العقوبات الامريكية على العراق. وبالتالي فلايمكن للادارة الامريكية الترحيب بالاثارات التي يفتعلها المجلس الأعلى. فلو ان تحالف المالكي وعلاوي تحقق امكن ان تقطع هذه الاعانات العراقية للاقتصاد الايراني واستبدال احتياجات العراق من الكهرباء والمواد الغذائية من البلدان الأخرى. في حين لو نجح المجلس الاعلى في تخريب هذا التحالف , فان العراق يبقى نافذة تنفيس لإيران بعد كل قرار جديد للعقوبات الدولية.
لقد كان المجلس الأعلى صنيعة ايرانية خالصة, وكانت جميع ملفاته بيد المخابرات الإيرانية وقد تكلل ذلك بجعل فيلق بدر جزء من “السباه” اي جزء من الجيش الايراني الرسمي , وقد صدرت بطاقات هوية خاصة لفيلق بدر . بينما بقي حزب الدعوة الذي يقال انه تأسس بفكرة من الشاه الايراني لصد التوسع الشيوعي آنذاك, حزباً غير مريح بالنسبة لدولة ولاية الفقيه. حيث بقي الحزب مصرا على ابعاد المخابرات الايرانية عن اوراقه الخاصة وقد وصل الانفجار الكبير بانشقاق “محمد مهدي الآصفي” الذي دعى بكتابه “ولاية الأمر” ان ينطوي حزب الدعوة تحت العباءة الايرانية . لكن ردة الحزب كانت قوية وصريحة. وذات هذا الصراع بقي على حاله بعد سقوط الصنم البعثي. فالمجلس الأعلى كان مشروع اجندة علنية للتدخل الايراني في العراق. بينما جمح حزب الدعوة رغم تركيبته الدينية الشيعية , الى الاستقلال الوطني . وبما ان المنافس الوحيد كان هو التيار الصدري, فقد تم خلق مجموعة من الخرائط لتصفية التيار من قياداته الكبيرة عبر المعتقلات الخاصة للمجلس الاعلى وحزب الدعوة , ومن خلال غسيل المخ لمن تبقى كي يكون التيار الصدري البديل لضعف المجلس الاعلى في شعبية الولاء الجماهيري او لا اقل المنقذ من رمي المجلس الاعلى والتخلص منه بسبب نقص الاصوات , وهذا ما حصل فعلاً وتم تشكيل فقاعة “التحالف الوطني”. لقد بقي المجلس الاعلى قائم على فكرة التحريض العشائري والابقاء على وسيلة الخطابة التقليدية لكسب المؤيدين , هناك روح ملائية تسيطر على طريقة التحرك السياسي للمجلس الأعلى . بينما استطاع حزب الدعوة ان يستوعب حقيقة انتقاله من حزب معارضة الى حزب سلطة والتجربة علمته ان معنى الادريات والعمل المؤسساتي . وهنا بات الخصام بين المجلس الاعلى وحزب الدعوة تناقض بين التكتل القبلي القائم على الاسرية والمناطقية والعشائرية والتكتلية , وبين التنظيمية . والاولى بالطبع هي بنية الحزب المعارض الذي من الخطر الكبير توليه لأي منصب رسمي ,لإن معنى هذا تسخير المنصب العام لصالح فئة معينة . بينما الثانية جزء من مرحلة الانتقال الى بناء الدولة .
اليوم يجد المجلس الاعلى نفسه محاصر بشكل مكشوف بين دعم مصلحة مشروع الدولة المستقلة وبين الوفاء لارتباطاته القديمة . حيث ان الحل الحقيقي للخروج من ازمة الانتخابات هي في حلف مشترك بين دولة القانون والقائمة العراقية , فهما الكتل الاكثر اصواتاً ولايحتاجان الى ترضيات لإحزاب المليشيات ولا الى ترضيات للاكراد . كما ان نوري المالكي شخصية لها شعبيتها داخل العراق. واياد علاوي له شعبيته بالنسبة للدول العربية , وبالتالي فلو تم هذا التحالف فسوف نخرج من مبالغات الاكراد , ومن تسكين مخاوف الدول العربية معاً وبالتالي يمكن ان يقال ان الدولة العراقية قد بدأت فعلاً. لكن هذا يهدد بكشف الحجم الحقيقي لبقية الاطراف وهذا ما يجعلهم امام خيار واحد هو تخريب العملية السياسة بالتشهير الاعلامي او اختلاق مظاهرات شعبية تستغل المشاكل اليومية للمواطن , او بالرجوع الى السلاح . والحل الأخير بات صعباً خصوصاً بعد تصفية جيش المهدي ومليشيات جيش السنة , وتحويل فيلق بدر الى وظائف شبه مدنية . وبالطبع يبقى الاشكال الحقيقي هو المنع الامريكي. فالمخابرات الايرانية تراقب بالتأكيد تحركات المجلس الاعلى واصدقائه. مثل الاعانة على فتح مدارس ايرانية والاحتفال بشخصيات ايرانية , واعانة الاقتصاد الايراني وغير ذلك. في الوقت الذي تتصاعد فيه شدة العقوبات الامريكية على العراق. وبالتالي فلايمكن للادارة الامريكية الترحيب بالاثارات التي يفتعلها المجلس الأعلى. فلو ان تحالف المالكي وعلاوي تحقق امكن ان تقطع هذه الاعانات العراقية للاقتصاد الايراني واستبدال احتياجات العراق من الكهرباء والمواد الغذائية من البلدان الأخرى. في حين لو نجح المجلس الاعلى في تخريب هذا التحالف , فان العراق يبقى نافذة تنفيس لإيران بعد كل قرار جديد للعقوبات الدولية.