فاجأ رئيس وزراء العراق الاسبق السيد أياد علاوي، وخلال مقابلته الأخيرة مع قناة الCNN الامريكية، الأوساط السياسية في العراق عموماً وأئتلاف دولة القانون وزعيمه رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي خصوصاً، ، حينما دعا الأخير الى التخلي عن محاولة الحصول على منصب رئاسة الوزراء مجددا .
جاءت هذه الدعوة المباغتة، بالنسبة لبعض المراقبين، والاعتيادية، بالنسبة اليّ، بعد ان تطايرت الشائعات السياسية هنا وهناك في داخل الاروقة والمطابخ السياسية معززة برؤية امريكية راغبة بايجاد هكذا نوع من الشائعات تسير نحو خلق تحالف أستراتيجي بين ائتلاف دولة القانون والقائمة العراقية من أجل تشكيل حكومة يتم فيها تقاسم السلطة بين كل من القائمتين المذكورتين .
علاوي، وفي نفس المقابلة، حثّ غريمه السياسي ومنافسه الاقوى على منصب رئاسة الوزراء الى الاعتراف والقبول بالتداول السلمي للسلطة التي هي، من وجهة نظر علاوي والكثير من المحللين المختصين بالشأن العراقي، مهمة جدا وضرورية في هذه المرحلة الحالية التي يمر بها العراق. وهو يعني تلميحا، ان لم تكن تصريحا، أن المالكي لايعترف بالتداول السلمي للسلطة وأنتقالها الى شخص آخر غيره.
وهذه تهمة، بغض النظر عن مصداقيتها او بُعدها عن الحقيقة، يلوح بكارتها خصوم المالكي الذي يواجه ضغطا متزايدا كل يوم سواء كانت من القائمة العراقية او من داخل التحالف الوطني ” الذي تشكل صوريا من تحالف دولة القانون والوطني”، حيث يسعى هؤلاء الى اقصائه وابعاده عن منصب رئاسة الوزراء بشتى الطرق، ولهم في ذلك أسباب عدة، وان كانت ملاحظة الكاتب والباحث النرويجي ريدر فيزر مهمة في هذا الصدد اذ اشار في مقالته الاخيرة ” ضياع في ازقة اربيل المظلمة ” بان ” مايقوم به معارضوا المالكي هو اضعافه اكثر من بناء حكومة فعّالة للعراق” .
الصحفية الامريكية التي اجرت الحوار مع علاوي، في تعليقها عنه، تعتقد أنه” وبعد اربعة اشهر من اجراء الانتخابات، هنالك نوع من التحايل للوصول الى السلطة بين كل من علاوي والمالكي وانصارهما”، وكل منهما لديه طرق، أراها مشروعة اذا لم تؤثر سلبيا على اوضاع البلاد، من اجل الوصول للمنصب خصوصا أن الاول منهما متفوق افقيا انتخابيا والثاني متفوق عموديا ان صح استعمال الفاظ رياضية في هكذا موضوعات تحمل طابع سياسي بحت.
السيد علاوي استخدم، في مطالبته للمالكي بالايمان بالتداول السلمي للسلطة، وللكتل السياسية بالاسراع بتشكيل الحكومة وتخليص البلاد من ازمته، عبارة انكليزية استفزت بي الرغبة في الكتابة بعد سبات دام اياما عديدا وهيFor the sake of democracy أي ” لخاطر الديمقراطية ” فكانما يقول علاوي لهم: لخاطر الديمقراطية لنشكل الحكومة العراقية ونبني البلد وننسى الماضي… كانما الامور في العراق تسري طبقا لأسس الديمقراطية وقواعد الدستور الذي يتمشدق في التغني بها الكثير من السياسيين في العراق بعد سقوط نظام صدام الدكتاتور عام 2003 .
هذه الدعوة او المناشدة تدعو للعجب والدهشة وهي ليست صحيحة البتة، فالمفروض من علاوي ان يناشد قادة الكتل ويستحلفهم بقيمة محترمة اخرى لديهم غير الديمقراطية ! التي تحتل مرتبة متدنية في سلم قيم بعض الساسة في العراق ان كانت اصلا تحتل مركزا وموقعا في اولوياتهم القيمية.
ولنسال السيد علاوي هذا السؤال الكبير :
هل الديمقراطية التي تناشد السياسيين بها هي الديمقراطية التي قال عنها ارسط بانها ديمقراطية المحتاجين وليس أصحاب الأملاك؟
وهل هي نفسها التي ” تستحق الموت في سبيلها، لأنها أنبل أشكال الحكم التي اخترعها الإنسان” كما قال الرئيس الامريكي رونالد ريغان ؟
ام هي الديقراطية التي تُمكن بعض ” صعاليك السياسة وجهلتها ومراهقيها” من قبض اموال طائلة وركوب سيارات حديثة والسير بحمايات تقوم بازعاج المواطنين في الشارع ؟
اي ديمقراطية هذه التي يناشد علاوي بها الساسة و” الشعب العراقي مُرهق بسبب حياته التي تفتقر للخدمات والاستقرار الامني” كما تقول اروا دامون التي اجرت اللقاء مع علاوي ؟
هل يمكن له ان يناشد علاوي الاخرين بالديمقراطية وهم اصلا لايؤمنون بها ؟
هل بقى لسياسينا الحق في الحديث عن الديمقراطية وهم غارقين في مشكلات وازمات يعود سببها الى عدم ايمانهم بالديمقراطية ؟
هل تستطيع هذه الديمقراطية، التي وعدوا العراقيين بانها ستدر الخير عليهم، انهاء هذه الازمة الحالية التي مازالت تنبض منذ اربعة اشهر ودفعت، أيضاً، الكاتب ثوماس ريك في مجلة ال Foreign Policy الى طرح تساؤل مهم مفاده ” هل نجحت القوات الامنية العراقية ؟ ويجيب بنعم وكلا…نعم اذا كنت تعتقد ان الهدف منه كان تامين طريق للولايات المتحدة للخروج من العراق مع شظايا قليلة من الكرامة،…ولان هذا الجواب مثير للسخرية كما يقول الكاتب فقد كان هنالك جواب اخر هو..كلا اذا كنت تعتقد ان الغرض كان هو تطوير القدرة الامنية بطريقة تؤدي الى حصول تطورات سياسية هامة في البلد.
واي تطورات سياسية في العراق وهو الان عالق في ازمة عصيّة عن الحل ولا يوجد ، كما يبدو، ضوء قريب في الافق وسط تشبث كل قائمة من القوائم التي فازت بالانتخابات بمطالبها دون ابداء مرونة في هذا الوقت الذي يشهد انسحاب القوات الامريكي المقاتلة من العراق التي تشعر ازائه بعض دول العراق وخصوصا دول الخليج بــ” عدم الاطمئنان وتعتبرها سابقة لاوانها ” كما اشار الى ذلك الباحث سلطان سعود القاسمي في مقاله” نذير سيء..ازمة الانتخابات العراقية” المنشور في صحيفة Huffington Post .
جاءت هذه الدعوة المباغتة، بالنسبة لبعض المراقبين، والاعتيادية، بالنسبة اليّ، بعد ان تطايرت الشائعات السياسية هنا وهناك في داخل الاروقة والمطابخ السياسية معززة برؤية امريكية راغبة بايجاد هكذا نوع من الشائعات تسير نحو خلق تحالف أستراتيجي بين ائتلاف دولة القانون والقائمة العراقية من أجل تشكيل حكومة يتم فيها تقاسم السلطة بين كل من القائمتين المذكورتين .
علاوي، وفي نفس المقابلة، حثّ غريمه السياسي ومنافسه الاقوى على منصب رئاسة الوزراء الى الاعتراف والقبول بالتداول السلمي للسلطة التي هي، من وجهة نظر علاوي والكثير من المحللين المختصين بالشأن العراقي، مهمة جدا وضرورية في هذه المرحلة الحالية التي يمر بها العراق. وهو يعني تلميحا، ان لم تكن تصريحا، أن المالكي لايعترف بالتداول السلمي للسلطة وأنتقالها الى شخص آخر غيره.
وهذه تهمة، بغض النظر عن مصداقيتها او بُعدها عن الحقيقة، يلوح بكارتها خصوم المالكي الذي يواجه ضغطا متزايدا كل يوم سواء كانت من القائمة العراقية او من داخل التحالف الوطني ” الذي تشكل صوريا من تحالف دولة القانون والوطني”، حيث يسعى هؤلاء الى اقصائه وابعاده عن منصب رئاسة الوزراء بشتى الطرق، ولهم في ذلك أسباب عدة، وان كانت ملاحظة الكاتب والباحث النرويجي ريدر فيزر مهمة في هذا الصدد اذ اشار في مقالته الاخيرة ” ضياع في ازقة اربيل المظلمة ” بان ” مايقوم به معارضوا المالكي هو اضعافه اكثر من بناء حكومة فعّالة للعراق” .
الصحفية الامريكية التي اجرت الحوار مع علاوي، في تعليقها عنه، تعتقد أنه” وبعد اربعة اشهر من اجراء الانتخابات، هنالك نوع من التحايل للوصول الى السلطة بين كل من علاوي والمالكي وانصارهما”، وكل منهما لديه طرق، أراها مشروعة اذا لم تؤثر سلبيا على اوضاع البلاد، من اجل الوصول للمنصب خصوصا أن الاول منهما متفوق افقيا انتخابيا والثاني متفوق عموديا ان صح استعمال الفاظ رياضية في هكذا موضوعات تحمل طابع سياسي بحت.
السيد علاوي استخدم، في مطالبته للمالكي بالايمان بالتداول السلمي للسلطة، وللكتل السياسية بالاسراع بتشكيل الحكومة وتخليص البلاد من ازمته، عبارة انكليزية استفزت بي الرغبة في الكتابة بعد سبات دام اياما عديدا وهيFor the sake of democracy أي ” لخاطر الديمقراطية ” فكانما يقول علاوي لهم: لخاطر الديمقراطية لنشكل الحكومة العراقية ونبني البلد وننسى الماضي… كانما الامور في العراق تسري طبقا لأسس الديمقراطية وقواعد الدستور الذي يتمشدق في التغني بها الكثير من السياسيين في العراق بعد سقوط نظام صدام الدكتاتور عام 2003 .
هذه الدعوة او المناشدة تدعو للعجب والدهشة وهي ليست صحيحة البتة، فالمفروض من علاوي ان يناشد قادة الكتل ويستحلفهم بقيمة محترمة اخرى لديهم غير الديمقراطية ! التي تحتل مرتبة متدنية في سلم قيم بعض الساسة في العراق ان كانت اصلا تحتل مركزا وموقعا في اولوياتهم القيمية.
ولنسال السيد علاوي هذا السؤال الكبير :
هل الديمقراطية التي تناشد السياسيين بها هي الديمقراطية التي قال عنها ارسط بانها ديمقراطية المحتاجين وليس أصحاب الأملاك؟
وهل هي نفسها التي ” تستحق الموت في سبيلها، لأنها أنبل أشكال الحكم التي اخترعها الإنسان” كما قال الرئيس الامريكي رونالد ريغان ؟
ام هي الديقراطية التي تُمكن بعض ” صعاليك السياسة وجهلتها ومراهقيها” من قبض اموال طائلة وركوب سيارات حديثة والسير بحمايات تقوم بازعاج المواطنين في الشارع ؟
اي ديمقراطية هذه التي يناشد علاوي بها الساسة و” الشعب العراقي مُرهق بسبب حياته التي تفتقر للخدمات والاستقرار الامني” كما تقول اروا دامون التي اجرت اللقاء مع علاوي ؟
هل يمكن له ان يناشد علاوي الاخرين بالديمقراطية وهم اصلا لايؤمنون بها ؟
هل بقى لسياسينا الحق في الحديث عن الديمقراطية وهم غارقين في مشكلات وازمات يعود سببها الى عدم ايمانهم بالديمقراطية ؟
هل تستطيع هذه الديمقراطية، التي وعدوا العراقيين بانها ستدر الخير عليهم، انهاء هذه الازمة الحالية التي مازالت تنبض منذ اربعة اشهر ودفعت، أيضاً، الكاتب ثوماس ريك في مجلة ال Foreign Policy الى طرح تساؤل مهم مفاده ” هل نجحت القوات الامنية العراقية ؟ ويجيب بنعم وكلا…نعم اذا كنت تعتقد ان الهدف منه كان تامين طريق للولايات المتحدة للخروج من العراق مع شظايا قليلة من الكرامة،…ولان هذا الجواب مثير للسخرية كما يقول الكاتب فقد كان هنالك جواب اخر هو..كلا اذا كنت تعتقد ان الغرض كان هو تطوير القدرة الامنية بطريقة تؤدي الى حصول تطورات سياسية هامة في البلد.
واي تطورات سياسية في العراق وهو الان عالق في ازمة عصيّة عن الحل ولا يوجد ، كما يبدو، ضوء قريب في الافق وسط تشبث كل قائمة من القوائم التي فازت بالانتخابات بمطالبها دون ابداء مرونة في هذا الوقت الذي يشهد انسحاب القوات الامريكي المقاتلة من العراق التي تشعر ازائه بعض دول العراق وخصوصا دول الخليج بــ” عدم الاطمئنان وتعتبرها سابقة لاوانها ” كما اشار الى ذلك الباحث سلطان سعود القاسمي في مقاله” نذير سيء..ازمة الانتخابات العراقية” المنشور في صحيفة Huffington Post .