تطل علينا في 25 سبتمبر/ أيلول من هذا العام مناسبة يوم المسن العربي الذي أقره مجلس وزراء الشؤون الأجتماعية العرب لجعلة مناسبة أستذكار ومراجعة للمجتمعات العربية لما قدمته للمسن العربي من ضمانات حياتية تكفل له ما تبقى من حياته ، وهو أقل مما مضى منها ، والذي قضى ما مضى منه في إعداد نشأ وجيل جديد تتضارب الآراء دائماً فيما يقدمه لوطنه الكبير في خضم التداعيات الأقتصادية والسياسية والأجتماعية مع حجم المخاطر التي تواجهه تحت مظلة القرن الواحد والعشرين .
ونحن في العراق علينا أن نبدأ ، إذا لم نكن قد بدأئنا ، بوضع الأسس الكفيلة برعاية المسننين العراقيين لما لهم من مكانه كبيرة في نفوسنا وضمائرنا فهم الأب والجد والعم وأبن العشيرة الذين طالما طالتهم المظالم التي طالت أغلب أبناء الشعب العراقي بكافة طوائفه .. فلم يرحمهم الأرهاب لكبر سنهم وعظمة شيبهم وقتلوا وذبحوا بسبب مذاهبهم وأنتماءآتهم العرقية .. إضافة الى ما يعانوه من شظف العيش بعدما تلاقفتهم السنين وأتعبت أجسادهم ايامها الثقيلة ولم يعودوا قادرين على تحمل مسؤولية أنفسهم بعدما أفنوا العمر في بناء اسرهم التي ، بعضها ، لم تتحمل وزرهم فرمتهم في دور العجزة التي نأمل أن يعاد النظر في تجهيزاتها وتمويلها المالي لتتمكن من توفر افضل الخدمات لأولئك الكبار في كل شيء فهم لم يتركوا فرصة للتعب إلا واغتنموها في سبيل .
نتمنى على الحكومة أن تجعل من هذا اليوم مناسبة كبرى للأستذكار ولأعادة الدَين الكبير المعلق برقاب العراقيين لكل مسني العراق والذين يختلفون عن كل مسنى العالم فيما كابدوه من معانات وظلم بسبب الحروب والمحن التي تلاقفت الوطن الجريح .. موسومون هم بجرح الوطن الذي أجتزت على ترابه رقاب ابناءهم .. فيا حبذا لو يتم التوجيه الى وزارة الصحة بأتباع أقصى درجات الحكمة في التعامل مع عجائز العراق .. فوالله ما أبشعه من منظر وأنت ترى عجوزاً تفترش الرصيف في شارع السعدون ،وكر الأطباء، ويرتمي في حضنها رجل كبير في السن انهكه المرض وجعله مصفراً ذاوياً وتقرأ في عينيهما طلب الرحمة والأستجداء وهم قادمون من المحافظات البعيدة طمعاً في الحصول على الشفاء . أنهم بحاجة كبيرة للضمان الأجتماعي التام الذي يكفل لهم ما تبقى من أعمارهم من خلال آليه خاصة يتم الأتفاق عليها .
كذلك فأن هذا اليوم هو مناسبة كبيرة للوقوف بجدية على مستوى الخدمات المقدمة لهم وأغلبهم يطمح الى أن يحج بيت الله الحرام بعدما حرمه الفقر من تأدية مناسكة فياحبذا لوتساهم الحكومة في تحديد عدد من أولئك المسنين لأرسالهم مجاناً على حساب الحكومة .
علينا أن نضع لهذا اليوم البرامج والنشاطات ونرفع الشعارات التي تليق به وتعرف وتذكر الناس بذلك الرجل الذي لم تسعفة الحكومات في إعاطئه حقه المسلوب فهناك الكثير منهم قد تراهم مرميين على قارعات الطرق والمتروكين هناك بلا معيل بعد أن أعالوا اسر كبيرة في حياتهم وعندما استنزفوا طاقاتهم لم يعنهم احد على البقاء للعيش بحياة حرة كريمة في أخر محطات العمر .
وعلى منظمات المجتمع المدني أن تساهم وبشكل كبير لمساعدة المسنين من خلال الزيارات الميدانية لأماكن تواجدهم والمساهمة إستقطاب المساعدات اللازمة من المنظمات الدولية في العلاج والمساعدات المادية والطبية كذلك في حصر إعدادهم ليتسنى للحكومة وضع الخطط اللازمة لرعايتهم والأحزاب السياسية عليها أن تبادر بأدخال موضوع رعاية المسنين ضمن منهاجها الأنتخابية لكونهم ، المسنين، شريحة مهمة من المجتمع يجب إيلائها الأهمية .
علينا محاسبة كل من يعق والديه أو من هو اكبر منهم ويرميهم بدون أدنى درجات الرعاية والعناية وأن نطور مؤسساتنا وهيئآتنا ونتابع خططها ومستوى تنفيذها بصورة مستمرة عملاً بمبدأ أن للكبار المسنين حقاً علينا وسيبقى برقابنا نرده بأكثر مما أخذناه .
zzubaidi@gmail.com