قد لا يتصور البعض منا حجم الاستهلاك في الاقتصاد ،باعتباره الركيزة الاهم في ديمومةبقاء الانسان بما عهد عليه نفسه من متطلبات الحياة من الماكل ،والمشرب واختلاف اذواق البشر فيماتريد ان تاكل وتلبس.
ولكن قد يتبادر الى اذهاننا مفهوم الاستهلاك اللغوي عند البشر ،وهو ما يكتسبه الفرد بعد الولادة فكانت الالفاظ ،والكلمات،والجمل وهي ما يعبر عنها في الوصول الى غايته.وقد تجاوز الاستهلاك اللغوي هذا السلوك المكتسب الى وسائل الاعلام التي دخلت للاستهلاك من ظروف المحن ،والماسي التي توسعت بعد عام 2003/من مخلفات الارهاب مثل حالات الاعلان عن المستشهدين من الانفجار بقطع جداريةتبرز حجم الكلمات المحزنة في الاستهلاك اللغوي ،وما تعرضه الجدران من اعلانات ملونة عن الاستهلاك في البضاعة الجديدة رغم عدم جودتها ،وطريق الوصول اليها .مع اشارات ،ورسوم باسلوب موجز عن نوعية البضاعة .
وجاءت الجداريات القائمة على ركائز الحديدبقياسات وابعاد مناسبة ولتعلن عن الرغبة في بقاءالاعلان اللغوي قائما ملازماللمدينة الحديثة وتطورها،اويقل وجوده في الارياف من عدم الاهتمام به ،او الحفاظ على الارض والنهر والزرع من الداخل اليها بفعل التغيير ،وقد يقتصر على الطريق الخارجي فقط والواصل الى القرى المتفرقة ،ولكن يصبح الاستهلاك اللغوي بعيدا عن الصو اب قبل الاهتمام به من حيث مزج الالوان واختيار القطعة المناسبة للعرض اللغوي ،ومن ذلك جدارية وسط المدينة باعلان كبير (لا ترمي النفايات في النهر ) وهذا بحد ذاته يهدم في اللغة التي ستفقد صلاحيتها للاستهلاك من خلال الخطا اللغوي ،وفي جداريات الحائط نجد الكثير مثل ما يكتب بالضاد ،والظاء والفرق بينهما في تثبيت الالف من عدمها والتي ستحدث اعاقة لفظية رغم استخدامها للاستهلاك ،والانتفاع من تلك الجدارية .
وجانب اخر للاستهلاك اللغوي هو النشرة الملونة للكلمات على اغلفة الحلوى مثل -حافظ على نظافة مدينتك-والتي نادرا ما تلفت انظار من يلقم الحلوى ويرمي الغلاف ،وهو يحمل من العبارات ،والجمل التي تثري الاستهلاك اللغوي مع جمالية الصورة المعلنة عن الحلوى ودونما اكتراث من الطفل او المشتري في تتبع الغاية من النشرة الملونة في الفاظها اما لسيطرة البطون ،وكثرة اللعاب النازل من اللهفة في شدة التذوق ،اوغاية الجهل والتجاهل في النظرةللاشارات ،والمقاطع اللغوية المثبتة عليها ..
ان دور الملصق الجداري ،والنشرة الجدارية القائمة على الخط الواضح ،وماتتركه المصانع من اغلفة الانتاج للاستهلاك الغذائي قد يعزز
دور الاستهلاك اللغوي في اختيار العبارة المناسبة ،اذا احسنا النظر الى ماهية العبارات المستخدمة ،وطر يقة توظيفها ،وتنظيمها والدقةفي اعلانها وتخيرالالوان المناسبة لها فكل ذلك يسهم في الحفاظ على اللغة وديمومتها رغم اختلاف طرق استهلاكها الغذائي سواء الملصق الجداري ،ام الملصق الذي يخرج الى الضوئي ،ولا ننسى ما ينشر في السنوات الاخيرة من ملصقات باللغة الاجنبية ،وهي متناسقة في الوانها وكتابة الحروف الاجنبية فيها مع الاشارات وهذه قد لا ينظر اليها الا دارس اللغة الاجنبية ،وقد تكون مبهمة الالفاظ وعدم فهمها اذا كانت في التجارة والاستثمار وهذا لايلغي جمالية الملصق المعلن عنه.
ان ثقافة الاستهلاك بجانبها اللغوي والتعبيري بالصورة والتشكيل قد تسهم في مفاهيم انتشرت تحمل علامات المرض اللغوي ،وحالات التشخيص ولكن دون علاج وتعبير عن ملصق انهكته الاخطاء اللغوية وغفل عن ابداء رايه في جمالية الملصق الملون حتى يقرر الفرار عند اول هبوب للرياح العاتية ولا يحمل اوزار اللحن في قراءة مايكتب عليه،وقد يكون عرضة للتمزيق من ايدي طائشة لا تريد ان تعرف شيئا عن عنوان الاستهلاك اللغوي الذي يبدو غريبا عليها ،وهي تسعى للاستهلاك الغذائي فقط .