عبد السلام منذ القصيدة الأولى عقد بينه وبين لوركا وثيقة صداقة عميقة وعلى أساسها كتب شعر لوركا على جدار قلبه حتى لا ينسى أي بند من بنود الوثيقة
عبد السلام منذ القصيدة الأولى عرفته غجريا حمل معه قيثاره ورحل وما زال يرحل حتى ألان، يتنقل من ساحة شعرية إلى ساحة شعرية أخرى لا يقيم في مكان ولا ينحاز إلى جوقة تحسبه مقيما وهو ليس بمقيم. تحسبه لا يغني وهو يغني. تلقاه مرة في شارع ما في غرناطة مع صديقه لوركا ومرة أخرى تلقاه في شارع ما أو في قصر ما في اشبيلية مع المعتمد او مع انطونيوا ماتشادو وتلقاه أخرى في الدار البيضاء مع شعراء غجريين آخرين وقد تلقاه في شفشاون مدينته التي هرب منها ولم تهرب منه فهي معه في جيب ذاكرته . في زاد قلبه .في مداد
كلماته ولو أغمض عينيه ولو سد إذنيه ولو أغلق باب قلبه
عبد السلام هكذا عرفته عن قرب قليلا وعن بعد كثيرا
تعلم في مدرسته حرفا واحدا هو الحاء ولم يتعلم من الأبجدية ما سبق هذا الحرف وما لحقه عبد السلام لم يتعلم إلا هذا الحرف الذي هو الحاء : الذي هو الحب هو الحرية هو الحرف القصيدة .
وما ذا بعد الحب والحرية والقصيدة؟
ربما لا شيء
هذه هي الأقمار الثلاثة التي تضيء ظلمة الكون .عتمة الروح .دجنة الطبيعة
لو أن الأقمار الثلاثة هذه انبثقت في هذا الكوكب المعتم لكان الكون آخر ولكان الإنسان آخر…كل الأديان والشرائع والفلسفات كانت ولا تزال من اجل أن تسطع هذه الأقمار الثلاثةعبد السلام لست وحدك في الغربة، لست وحدك الذي تعلمت هذا الحرف وحده فمعك هنا في المهرجان غرباء مثلك يتنقلون في الساحات وأميون مثلك لم يتعلموا إلا هذا الحرف
عبد السلام مصباح لك هنا في أبي الجعد المدينة الصغيرة التي أحبها لأنها مدينة صغيرة كمدينتي ومدينتك
وأحبها أكثر لأنها تحتفي بالشعر كمدينتي
ولأنها أحبتك
شفشــاون 04/04/2011