“يعرف “سمبسون “الإبداع بأنه المبادرة التي يبديها الشخص بقدرته على الانشقاق من التسلسل العادي في التفكير إلى تفكير مخالف بالكلية ..”ويقول د.طارق السويدان “إن الإبداع هو النظر إلى المألوف بأسلوب أو من زاوية غير مألوفة ثم تطوير هذه النظرة لتتحول إلى فكرة ثم إلى تصميم ثم إلى إبداع قابل للتطبيق”
وعلى هذا يمكننا أن نصف مخيلة الفنان بأنها مخيلة مبدعة وأنها القدرة على الإتيان بالجديد المختلف وتبدأ ذلك بالاعتماد على مفردات مألوفة مختزنة في الذاكرة بحيث يكون الابتكار سمتها الأساسية وتعد هذه الصفة أسلوب يستعين به المبدع في كافة مجالات الحياة ويتمتع بها المبدعين والعباقرة من الأدباء وعلماء الطبيعة والسياسيين إلا أن الفرق الذي يميز الفنان غيره من المبدعين في مختلف المجالات اذ أن الفنان يفكر وهو يعمل أما العالم فأساس عمله التفكير المطلق ثم العمل وهذا يعد من الفوارق النوعية لا الكيفية في التفكير وهنا يبرز الفرق بين العمل النمطي القائم على الحرفة المتأتية بالممارسة والخبرة مما يحول العملية بالتدرج إلى جانب نمطي ممل ومكرر أما العمل الإبداعي فيتصف بالابتكار والتغيير والتطور الدائم إلى جانب الإتقان لأنه يمكنه أن ينفصل بفكره عن الواقع الموضوعي الذي يرفضه من خلال ملكاته ووعيه وعوالمه الخاصة به يعينه على ذلك اهتمامه بدقائق الأشياء وتفاصيلها ثم تفكيكها وإعادة بنائها وصياغتها بطريقته الخاصة بطريقة فنية أدبية.
ربما يكون هناك تشابه بين نظرية أرسطو وأفلاطون؛ في مجال الإبداع، ويقول أرسطو؛ “إن الإبداع يُستمد من قوانين الطبيعة حيث إن الطبيعة تُعد محورًا أساسيًا في إنتاج الأفكار الإبداعية” اذ تُسهم الطبيعة والمناخ المحيط بالأشخاص في إنتاج أعمال ابتكارية حيث إن رواد الأعمال الذين يعيشون في منطقة ما تحتوي على كثير من السلبيات التي يعانون منها طوال الوقت ربما يفكرون كثيرًا في هذه السلبيات المحيطة بهم ومن هنا يستمدون أفكارهم الإبداعية من الحلول التي تقضي على كل هذه السلبيات لذا فإن الطبيعة عامل مؤثر في إنتاج الأعمال الإبداعية وهذا وفقًا لما يراه العالم فرويد في نظرية الإبداع؛ حيث يعتقد أن الإنتاج الإبداعي ينبع من تناقض في اللا شعور من الأنا، والأنا الأعلى.
واخيرا إن كان الابداع كما يراه “كانط ” “ينبع من مخيلة الفرد حيث يطور قدرته على استنباط الأفكار الجديدة التي تنتج عن البيئة المحيطة “فهو الذي يمنح الأفراد القوة على إنتاج الأفضل ما يضمن لهم وللأشخاص المُحيطين بهم مستقبلاً أفضل وواعدًا وهو بذلك عملك فكري متواصل بتواصل الوجود البشري .