في الشخص ذاته
أن الكلمة عملة ذات وجهين أن طرحت بحقد زرعت في الشخص كره ومشاعر انتقام لأنها قد تحطم فيه احلام أو تسد في وجهه طرق عدة، أما الكلمة الحسنة قد تبني انسان من الصفر أو تقوي شخص قد سقط أو تعثر في طريقه بل أحياناً تفتح حياة جديدة.
كل هذا يعتمد على قائلها ونيته من وراء كلمته.
يجب أن يراعي القائل اختلاف المتلقي عنه وتفسيره للكلمة.
في أغلب الأحيان يتكلم الناس _مهما اختلفت تسمية العلاقات_ دون تفكير في أثر الكلام؛ لأنها قد تؤثر في المتلقي تأثير كبير عكس ما كان يعتقد القائل سواء كان هذا التأثير سلبي او ايجابي، في الحالتين له نتائج كبيرة.
الكلمة السيئة (السيئة هنا نقصد بها كل كلمة جارحة وسلبية) هي بذرة مشاعر مزعجة قد تكبر هذه البذرة بتكرار الكلمات السيئة وتصبح شجرة تثمر خبث أو تنتج مجرم يريد الانتقام فقط لأنه تألم ويريد أن يرد الصاع صاعين.
الكلمة السيئة حتى لو كانت بدون قصد فإنها قد تقتل انسان، بل أحياناً تقتل شخصاً وبالتالي أسرة.
أما الكلمة الحسنة تخلق الود بين الناس ،تبني انسان يُصلح اينما ذهب، لانه ذاق طيب الكلمة الحسنة فيريد أن يسعد الآخرين بها، أو تجده يجتهد ليتمكن من الكلمة فيحولها إلى خطاب يغير الناس ويزيل الضباب عن روحهم.
في المجتمع
أن هذه الكلمة هي الاثقل من حيث التوابع فقائلها سوف يفتح عيون الناس على غفلتهم ويجعل موته هو الجائزة الكبيرة لأعدائه أو بالأحرى أعداء المجتمع.
كل من يملك علم وإدراك لما في المجتمع يجب أن يقول كلمته للذين لا يعلمون أو لا يملكون الشجاعة لقولها أو للتفكير بها حتى.
هذه الكلمة أن تَفكر بها الناس وفهموها بدون تحريف ستكون ضربة للتغير ضربة تميت الجهل أن كان الجهل هو الوحش السائد وقد تفني ظالم أن كان الشعب أسير ونائم تحت ظل كرسي الظالم.
عندما تكبر هذه الكلمات قد تصبح ثورة، أو انقلاب ليس شرطاً أن يكون سياسياً بل الشرط أن يأخذ المتجمع إلى الأمام وفي هذه الأثناء يعي المجتمع لما كان عليه من ظلام ظنوا أنه نور لسنين.
أن الكلمة صحوة، فايقض بكلماتك من كان نائماً واجبر كسر شخص بسحر الكلمة، واترك سياط الكلمات تُهجر.
في الجانب الآخر هناك كلمات بتكرارها تجر المجتمع إلى الانحدار الأخلاقي أو الصحي، فمثلاً التنمر في البداية يكون أثره على الشخص نفسه وبالتالي تكون اثاره ظاهرة اجتماعية سيئة يلتجأ إليها المتنمر عليهم يسعون إلى تغيير أشكالهم وشيوع التشابه وعمليات التجميل الزائدة عن حدها، أو تقود الاشخاص إلى الأمراض النفسية وبالتالي يمرض المجتمع ككل وتعاد سلسلة الفاعل والضحية وتخلق هذه السلسلة سلاسل عديدة ومتشابها باختلاف الحالات.
علينا أن نفكر بما نقول لأننا جميعاً مسؤولون عن هذا المجتمع ونريد إصلاحه، والإصلاح يبدأ منا أولاً من كلامنا ومن ثم نسعى للتأثير في الناس لكي يعوا على ثقل كلمتهم وأثرها على نفسهم وأسرهم والمجتمع بشكلٍ عام.
وخير ما يلخص هذا المقال وما لم يكتب هنا هو نص عبد الرحمن الشرقاوي في مسرحية الحسين ثائرًا شهيدًا.
أتعرف ما معنى الكلمة؟
مفتاح الجنة في كلمة
دخول النار على كلمه
وقضاء الله هو كلمه
الكلمة لو تعرف حرمه زاد مذخور
الكلمة نور ..
وبعض الكلمات قبور
وبعض الكلمات قلاع شامخة يعتصم بها النبل البشري
الكلمة فرقان بين نبي وبغي
بالكلمة تنكشف الغمة
الكلمة نور
ودليله الأمة.
عيسى ما كان سوى كلمة
أضاء الدنيا بالكلمات وعلمها للصحيح
فساروا يهدون العالم ..
الكلمة الكلمة زلزلت الظالم
الكلمة حصن الحرية
إن الكلمة الكلمة هي الكلمة.