يُحلِّق الشَّاعر «أمجد ريَّان» في عوالم تخُصُّه، تتأسَّس على جماليَّة المألُوف والعادي، يتجاوز في أشعاره مُستويات لُغويَّة مُتعدِّدة، وجغرافيّا شعريَّة استثنائيَّة وفضاءات زمنيَّة مركزها الذَّات، المُوزَّعة بين المُمكن والمُستحيل. غالبًا ما يكسر الأنماط الأسلُوبيَّة الثَّابتة، ويُنوِّع في الأداء اللُّغوي، متجاوزًا اللُّغة النَّمطيَّة، نازعًا عنها ثوب القداسة، فيُحيلُها إلى صُوٍر فنَّيَّةٍ خاضعةٍ لتأويلاتٍ مُتجدِّدةٍ.
وُلد الشَّاعر «أمجد ريَّان» في الأوَّل من شهر يُوليُو عام 1953م، لعائلةٍ تُحبّ الشِّعر والأدب حيث كان والده تلميذًا لعميد الأدب العربي الدُّكتُور «طه حُسين» (1889-1973 م)، فأحبّ الشِّعر وبدأ في كتابته في سنٍّ مُبكِّرةٍ، ونُشرت أوّل قصيدة له وهُو في سنِّ العشرين على صفحات جريدة «المساء».
تخرج في قسم اللُّغة العربيَّة وآدابها بكُلِّيَّة الآداب، جامعة القاهرة، ثُمَّ حصل على درجة الماجستير، فالدُّكتُوراه في النَّقد الأدبي. أسس في سبعينيَّات القرن المُنصرم مجلَّة «إضاءة 77» مع زملائه، الشُّعراء: «جمال القصَّاص»، «رفعت سلام»، «حسن طلب».
وقد صدر للشاعر العديد من الدواوين الشعريَّة، التي نذكر منها: «أغنيات حُبّ للأرض» (1972م)، «الخضراء» (1978م)، «أيها الطفل الجميل اضرب» (1990م)، «لا حدّ للصباح» (1991م)، «أمسّ كائنًا» (1991م)، «مرآة الآلهة» (1991م)، «نوستالجيا » (2002م)، «البيوت الصَّغيرة» (2013م)، «تي شيرت واسع بكُلِّ الألوان» (2018م).
ومن أهمِّ مُؤلَّفاته في مجال الدِّراسات النَّقديَّة، نذكُر: «غّالي شُكري.. بين الحداثة وما بعد الحداثة» (1991م)، «الحراك الأدبي» (1996م)، «من التَّعدُّد إلى الحياد.. قراءة في نُصُوص شعريَّة جديدة» (1997م)، «اللُّغة والشكل.. الكتابة التَّجريبيَّة في الشِّعر العربي المُعاصر.. علاء عبد الهادي نموذجًا» (1999م)، «رواية التَّحوُّلات الاجتماعيَّة.. لا أحد ينام في الإسكندريَّة، لإبراهيم عبد المجيد نموذجًا» (2000م)، «الصِّراع الجمالي بين المُكتمل والمحُتمل» (2044م).
وقد كان لمجلَّة «بصرياثا»الثَّقافيَّة الأدبية هذا الحوار، مع الشَّاعر:
* في البداية.. كيف تولَّد الإحساس بكتابة الشِّعر لدى الشَّاعر «أمجد ريَّان» ؟
– البدايات الأوَّلى بدأت بشكلٍ مبكرٍ جدًّا مُنْذُ الطُّفُولة، لأنَّ والدي كان شاعرًا، وكان يعمل مُوجهًا عامًا للُّغة العربيَّة، وكان جدي أيضًا شاعرًا، فكُنت بالطبع أري والدي وهُو يجتمع بأصدقائه من الشُّعراء فتأثَّرت بهذا الجوّ، البيئة يكون لها دورٌ كبيرٌ في تنشئة الطِّفل وشغفه وحُبّه لقضايا بعينها، وكذلك لاتجاهه نحو موهبة بعينها، وأنا أتصوَّر أنِّي أختلف مع هؤُلاء الذين يقُولُون بالموهبة، أنا أعتقد أنَّ كُلَّ إنسان يستطيع أن يكتُب الشِّعر، فقط إذا تحمَّس، كُلُّ البشر يملكُون نفس الطَّاقة ونفس الإمكانات، فالإنسان عندما يتحمَّس لقضيَّةٍ ما يهتمّ بها اهتمامًا كبيرًا، يظلّ يتوسَّع ويتوسَّع إلى أنْ يُسمَّى موهُوبًا، وهذه المسألة في أساسها أنَّه مُتحمِّس أصلًا للتَّجربة.
* هل يُمكنُك أنْ تحدَّثنا عن حُدُود العلاقة الشِّعريَّة بين تجربتك الخاصَّة وتجربة شُعراء الرِّيادة، أمثال: «أدُونيس»، و «مُحمَّد عفيفي مطر» ؟
– لقد انبهرت بهذين الشَّاعرين في صباي وشبابي الأوَّل، واذكر أنَّني كُنت احْلُم في منامي بأنَّني اقرأ شعر«أدُونيس»، وكُنْتُ بالفعل أُردِّد قصائدُه التي أحفظُها عن ظهر قلب في المنام، وكُنْتُ أرى فيها معني الخلاص في قلب ظُرُوفٍ غير آدميَّةٍ كُنْتُ أعيشُها، وكُنْتُ أحسُّ أنَّه يلُوذ بالطَّبيعة ويستنجد بها، تمامًا كما أُريد أنْ أفعل أنا، وكما أُريد أنْ اشبع رومانسيَّة ما في داخلي، كان «أدُونيس» يُعبِّر عنّي بقُوَّةٍ ووصل إلىَّ قبل «مُحمَّد عفيفي مطر».
أمَّا «مطر» فقد عرفته من خلال قصيدة منشُورة في إحدى مجلَّات وزارة الثَّقافة في عام 1969م، وما زلت أذكُر اسمها: «الثَّابت والمُتحرِّك»، وقد أثَّرت فيَّ تأثيرًا شديدًا لدرجة أنَّ جسدي كان ينتفض وأنا أقرؤُها، بسبب اكتشافي لهذا الأسلُوب الشِّعري التَّركيبي المجازي شديد الكثافة. أرسلت له في العام نفسه قصيدة إلى مجلَّة «سنابل» الإقليميَّة حيثُ كان من ضمن المُشرفين عليها، فنشر القصيدة ونشر إلى جوارها ردًّا نقديًّا على رسالتي قال فيه مدحًا شديدًا وقال أنَّني أحد كُنُوز مصر في المُستقبل.
كان هذان الشَّاعران يُمثِّلان الوجه الإبداعي للطَّبقة المُتوسطة الصَّغيرة في مصر والبُلدان العربيَّة، وقد عبَّرا عن هزيمة هذه الطَّبقة وإحساسها بالاختناق بسبب القهر الاقتصادي الذي تسبَّبت فيه الدُّول الاستعماريَّة، والقهر الإنساني الذي سبَّبته حالة التَّخلُّف العظيمة التي كُنَّا نعيشُها.
كُنْت كأحد أفراد هذه الطَّبقة المُستلبة أحسّ باختزال الإنسان وتحجيمه، وتحجيم دوره في دورة الإنتاج العام، الإنتاج ليس بمعناه الاقتصادي فقط، بل من خلال كافَّة المعاني التي يُمكن أنْ تطرحها كلمة الإنتاج في كافَّة المجالات والظَّواهر الثَّقافيَّة والفلسفيَّة والحضاريَّة، كانت أُسرتي نمُوذجًا تشريحيًّا دقيقًا لهذه الطَّبقة، فأبي الموظَّف البسيط ينتمي لأرياف مصر، وأبُوه واحدٌ من عُلماء الأزهر الفُقراء، ربَّانا أنا وإخوتي من خلال قيمٍ دينيَّةٍ وأخلاقيَّةٍ صارمةٍ، ولم تكُن في حياتنا أيَّةُ مُعطياتٍ تُبرِّرها، وكان الفقر الذي نعيشُه لا يستطيع حماية هذه القيم، لأنَّ القيم دائمًا أيًّا كان نوعُها تحتاج إلى سندٍ مادِّيٍّ قويٍّ، فكانت النَّتيجة هي تمرُّدي العقلي العنيف والذي تجسَّد في صُورة تمرُّدٍ شِعريٍّ جذريٍّ، وكان هذان الشَّاعران الكبيران خير مَنْ يستطيع أنْ يمسَّ الأوتار الحسَّاسة في أعماقي، حيث كانا يمتلكان هذه القُدرة الخارقة، على تشغيل المجاز، واستخدامه في مُداراة فجائع زماننا، ووضع عصابات غليظة فوق عُيُوننا حتى لا نرى هذا الرُّعب الذي يستشري في العالم من حولنا، كُنَّا نُغلق على أنفُسنا قواقع جماليَّة سميكة، نظلّ في داخلها نجترُّ ذواتُنا الحسَّاسة الرَّهيفة، دُون قُدرة على شرخ جدار التَّاريخ، أو حتى الطرق على هذا الجدار.
وبمُرُور الزَّمن بدأت الحياة تتغيَّر، وتتبدَّل مُعطياتها، وصارت الثَّقافة تُعانق التكنُولُوجيا الجديدة، وبدأ المجاز اللُّغويّ يفقد مكانته، وأهمِّيَّتُه المركزيَّة السَّابقة، ويتحوَّل إلى مُجرَّد قناعٍ سميكٍ يُخفي مُحاولات الهُرُوب من مُواجهة الواقع، بل الهُروُب من معرفة الواقع أصلًا قبل مواجهته.
* مُشكلة التَّواصل بين المُبدع والمُتلقِّي هي مشكلةٌ مُحيِّرةٌ، بل ومُؤرِّقة، فهل صادفت مثل هذه الحيرة أثناء مشوارك الإبداعي ؟ وكيف يمكن للمُبدع تلافي مثل هذه المُشكلة ؟
– المُتلقِّي له حكايةٌ طويلةٌ في تاريخ الشِّعر كُلَّه، وليس الآن فقط..أتخيَّل أنَّه في المدارس الكلاسيكيَّة كان هُناك لقاء بين الشَّاعر وجمهوره، وقد يكون هُناك تجانُس، الشَّاعر «أحمد شوقي» كان يكتب القصيدة فكان الشَّعب المصريّ كُلَّه يتفاعل معها ويستمتع بها، لأنَّه كان يُخاطب وجدان الجماهير، ويتناغم مع أحلامهم ومشاكلهم، فالكلاسيكيَّة دائمًا تنقُل إلى المُتلقِّي أخلاقيَّاتٍ مُعيَّنة، وتتَّفق معه حول معاني كُبرى هُم يُحبُّونها، فيتغنَّي الشَّاعر بهذه المعاني فيُغني معه النَّاس. بداية من الرُّومانسيَّة تغيَّر الحال، فأبناء الطَّبقة التي ذهبت إلى أورُوبَّا للدِّراسة، نقلُوا منها الرُّومانسيَّة، فنقلوا بالتَّالي أفكارًا أكبر لم يستطع الجُمهُور العامّ استيعابُها.. مثلًا «جُبران خليل جُبران» كان شاعرٌ شديد الغُمُوض بالنِّسبة للجُمهُور المصريّ العامّ، «خليل مُطران»، أيضًا، و«علي محمُود طه»، وشُعراء «الدِّيوان»، و«أبُولو». ثُمَّ ظهر ما يُسمَّي بالحداثة، والحداثة في الحقيقة مشرُوع شِعري، المُتلقِّي فيه يًحسّ بانغلاقٍ شديدٍ، لأنَّه لا يستطيع التَّعامُل مع النَّصّ، فالحداثة كانت تحلُم بإقامة مشرُوع فنِّي رفيع المُستوي، تحلم بأنَّ الجُمهُور يصعد إليها، لا أنْ تهبط هي إليه، لذلك ففي مرحلة السَّبعينيَّات من القرن المُنصرم ظهرت تيارات شِعريَّة أعتقد أنَّها صنعت خُصُومة كبيرة مع الجُمهُور، لأنَّها رفعت شعار (أنَّ الشِّعر له خُصُوصيَّة)، بمعنى أنَّه ينبغي للشِّعر أنْ يكون به نوعًا من الغُمُوض، غُمُوضٌ شرعيٌ، يبتعد عن المُباشرة تمامًا.. وأنا أتصوَّر أنَّه مُنذ بداية التِّسعينيَّات بدأت تنتعش حركة شعريَّة جديدة، لها طابع مختلف تمام الاختلاف عن السَّابق، فأصبحت المسافة بين الشَّاعر والمُتلقِّي أُفُقيَّة وليست رأسيَّة، فقد صار الشَّاعر والمُتلقِّي ندين، يُعاني كُلّ منهما من نفس الحالة ونفس المشاعر، وصار النَّصّ الجديد بلا غُمُوض، فاللُّغة هذه المرَّة لُغة مُحايدة، وفي كتابي: «من التَّعدُّد إلى الحياد» أوضحت ذلك، أعتقد أنَّ النَّصَّ اليوم هو نصّ شديد القُرب من المُتلقِّي.
* يحدث الآن أنَّ السَّاحة الأدبيَّة امتلأت بأصواتٍ كثيرةٍ تشكُو ندرة النُّقَّاد، وغيابُهُم عن نقد كُلّ ما يُطرح على السَّاحة من نُصُوصٍ شعريَّةٍ.. ما تعليق الشَّاعر «أمجد ريَّان» ؟
– ما تطرحُهُ سليمٌ وصحيحٌ، وأنا لي آراءٌ في ذلك، أوَّلًا: ستجد بالفعل أنَّ النُّقَّاد أقلّ بكثيرٍ من الشُّعراء، بلْ أكاد أقُول أنَّ الكُتَّاب والشُّعراء والأُدباء بشكلٍ عامٍّ يُمثِّلُون بحرًا مُتفجِّرًا، بينما النُّقَّاد منحسرُون وقليلُون، ولا نسمع لهم صوتًا مثلما كُنَّا في الماضي من خلال الجامعة مثلًا، أو من خلال الحياة الثَّقافيَّة بشكلٍ عامٍّ. تسألني ما السَّبب ؟ أقُول: إنَّنا مُنْذ بداية التِّسعينيَّات من القرن الفائت ونحن نعيش مرحلة مختلفة على المستوى الاجتماعي، فمُعظم الأفكار الكُبرى ذات الطَّابع الاجتماعي والإيديُولُوجي والفكري التي كانت سائدة مُنذ ثلاثين عامًا، لا نستطيع أنْ نُسايرها اليوم، لأنَّ الواقع العالمي الجديد اليَّوم له ظروف مختلفة تمامًا، حينما تُناقش مجموعة من الشَّباب في أفكارهم سوف تجد أنَّهُم ينتمُون إلى مبادئ وتصوُّرات تختلف جذريًّا عن الأفكار التي كانت متواجدة في السَّابق، حتى أنَّ مسألة الهُوِيَّة نفسها اختلفت، على الأقلِّ أُضيف إلى معناها عناصر ومعان جديدة، الشَّباب اليوم ينتمُون إلى ثقافةٍ ذات طابع إنسانيٍّ عالميٍّ وشاملٍ، وعُمُومًا.. ففي كُلِّ مرحلةٍ من المراحل إذا ما حدث تغيُّر اجتماعي أو ثقافي أو حضاري فالنُّقَّاد تجدهم ينحسرُون، لأنَّ النَّاقد بالطَّبع تربَّي على أفكار ونظريَّات الماضي. ومن هُنا يُمكنني أنْ أقُول لك أمامنا فترة طويلة نسبيًّا إلى أنْ يخرُج نُقَّاد حقيقيُّون ليُعبِّروا عمَّا يدُور اليوم من إبداعٍ.
* ما الذي أضافه النُّقَّاد إلى تجربة الشَّاعر «أمجد ريَّان» ؟
– جميع النُّقَّاد أثَّروا في تجربتي الشِّعريَّة، سواء كتبوا عني أو لم يكتبوا، هُناك عددٌ من النُّقَّاد كتبُوا دراسات مباشرة في تجاربي الشِّعريَّة، واستفدت منهم استفادة كبيرة جدًّا، منهم النَّاقد «بدر الدِّيب»، والنَّاقد «إبراهيم فتحي» وغيرهما، ولكنِّي – بشكلٍ عامٍّ – دائم الاستفادة من الحركة النَّقديَّة، ودائم المُتابعة للكتابات النَّقديَّة حول النُّصوص الشِّعريَّة، وحول الأدب والفنّ بشكلٍ عامٍّ، ولا أكُف عن مُتابعة التَّيَّارات النَّقديَّة المُختلفة المحليَّة والعربيَّة والعالميَّة، وهذه المُتابعة النَّقديَّة أفادتني فائدة كبيرة جدًّا. لقد تابعت الحداثة وما طرحته من نقدٍ، وتابعت البُنيويَّة بشكلٍ جيدٍ للغاية، وقرأت لــــــ «كُلُود ليفي شتراوس» Claude Lévi-Strauss البُنيوي الأنثُرُوبُولُوجي، وقرأت «جاك لاكان»، Jacques Lacan واستفدت من البُنيويَّة استفادة كبيرة في شعري، وتابعت تيارات ما بعد الحداثة «جاك دريدا» Jacques Derrida، و«رُولان بارت»، Roland Barthes و«جان فرانسُوا ليُوتار» Jean François Lyotard ، وكُلّ الكتابات الكبيرة في قضايا وفكر ما بعد الحداثة.
* يري البعض من النُّقَّاد أنَّ شعر هذا الجيل يتشابه بشكلٍ غريب، فيكاد يكون الصَّوت واحدٌ، والنَّغمة واحدةٌ.. فهناك أصواتٌ كثيرةٌ ولكنَّنا لا نستطيع أنْ نُحدِّد أيّ شاعر كتب هذه القصيدة من تلك !!
هل تتَّفق مع هذا الطَّرح ؟ ولماذا ؟
– تكمُن المُشكلة في أنَّه كُلَّما خرجت إلى الحياة الثَّقافيَّة رُؤية جديدة شعريَّة أو إبداعيَّة، النُّقَّاد الذين ينتمُون إلى المدارس النَّقديَّة الأسبق، يعتقدُون أو يتصوَّرُون أنَّ كُلَّ الأصوات الجديدة مُتشابهة تمامًا، لماذا ؟ لأنَّ النَّاقد بمُجرَّد أنْ يجد الشَّاعر الجديد خارج منظُوره يجعلُه مُتشابهًا مع الآخرين، وأنا أدَّعي أنَّ شُعراء هذا الجيل يتميَّزُون عن بعضهم تميُّزًا قاطعًا، وكُلّ شاعر منهُم له تركيبته وهُوِيَّته الشِّعريَّة، وله لُغتُه وأسلُوبُه، ومُناخُه الذي يعمل فيه. هذا الكلام قيل من قبل عن شُعراء الرُّومانسيَّة من قِبل نُقَّاد المدرسة الكلاسيكيَّة، ونُقَّاد مدرسة الشِّعر الحُرّ قالوا عن جيلنا جيل السَّبعينيَّات أنَّنا مُتشابهون، واتَّضح بعد عدد كبير من الدِّراسات الأكاديميَّة المُتعمِّقة أنَّ كُلَّ شاعر منا يحمل مُعطيات وقضايا تختلف كُلّ الاختلاف عن الآخرين.. النُّقَّاد الذين ينتمون إلى المراحل الفائتة عندما يُتابعون الأعمال الأدبيَّة الجديدة يعتقدُون أنَّها متشابهة، وهذا غير حقيقي.