بسم الله الرحمن الرحيم “اقرأ باسم ربك الذي خلق” نلاحظ ان كلمة اقرأ هنا مفهوم يتجاوز الأخذ بظاهر الكلمة وأن معناها متعدٍّ الى ما لا نهاية له فهي قراءة مادية حسية ..ومعنوية روحية ..
القراءة معرفة وهي أول كلمة نزلت في القرآن الكريم كأمْر و كخطوة أولى للوصول إلى مراد الله سبحانه وتعالى بالانسان عن طريق النموذج المبلغ لرسالته سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ..
“باسم ربك” هذه الاستعانة فيها صدق نية وحسن توكل بأن اسم ربك كقوة روحية تجعلك مطالبا فقط بما قدرك الله عليه وهو القراءة المقصود بها (التأمل).
قوله بعد ذلك “الذي خلق” فيها إشارة إلى أن ربك الذي خلق هو الذي سيعلمك اذا أعملت ملكات العقل بالتأمل ..لأن التأمل هو قراءة الكون بالعقل والتفكر انطلاقا من صفة الخالق وهو الإسلام بالفطرة الذي توصل اليه سيدنا إبراهيم عليه السلام قبل بعثته والذي هو والله أعلم سبب قول الله تعالى فيه أنه أتى الله بقلب سليم لأن سلامة القلب سلامة للعقل وبالتالي صفاء للبصيرة التي لا تشوبها شائبة شرك قد تدنس صفاء نظرتها المتصله بروح تتوق لمعرفه ربها فهي ترى بعين الحقيقة لا عين الهوى وتقيس بمقياس العقل لا العاطفة فتؤمن بالتالي بأن خلف هذا الخلق العظيم بنظامه القويم ذاتٌ الية أعظم يجدر بنا معرفته ما دام قد حبانا بنعمة العقل التي تميزنا عن سائر المخلوقات وإلا فما الفرق بين الانسان والحيوان .
” خلق الإنسان من علق” الانسان كمحور للكون وسبب لوجوده وكأهم ما فيه بما كرمه الله وجعله خليفه له في الارض .. يجعله أول كائن جدير بالتأمل في إعجاز الله سبحانه وتعالى في خلقه انطلاقا من نفسه فالانسان مطالب بالتأمل في ذاته بدءا بخلقه الأول الذي هو من علق ..
وكأن التدرج في الخلق كمعجزة إلهية فيه إشارة الى ان التدرج كسُنٓة كونية أيضا هو في اتباع التوجيه الالهي الذي يرتقي بالانسان من مجرد مخلوق مادي إلى شرفات الروح تبصرا وتعرفا إلى الذات الالهية الأعظم استعانة به واعتمادا عليه وفقرا اليه من كل حول و قوة …
يتبع بإذن الله …