للكاتبه هاجر سرحان قصتها الموجهة للطفولة وعنوانها”أمي حدثيني عن فلسطين” والعنوان كعتبة للدراسة والاستثمار تحيلنا عن ثلاثية الأم والحديث وفلسطين
فعالم الطفل الأول هو عائلته التي تمثل مصدر ثقافته وتطوره الحس حركي والمعرفي ومصدرأخلاقه واللبنات الأولى المكونة لشخصيته بعد سنوات عندما تكون الأم ملهمة اولادها ومنبع معارفهم وهذا ما تم فعلا بالقصة فلقد أتت الأم على مجمل تفاصيل فلسطين الارض والقضية والتاريخ والتراث .
وهذا مجموع ما دار بينهما أما عن الحديث فكان موضوعه معرفة فلسطين هذه الأرض وهذه القضية التي ما زالت تثير الحديث وتثير الحبر على القراطيس اختارت الام أن تحدث ابنتها عن فلسطين في المكتبة ورفضت أن يكون الحديث على الفراش وقت النوم ربما تكون قصص الخيال العلمي أو قصص بنت السلطان والفارس المنقذ وحكايات الغولة أما أن يكون الحديث عن فلسطين فيجب أن يكون في اطار آوقد اختارت الأم المكتبه لهدفين أولهما نبل القضية ” فلسطين” ثانيا تمرير ثقافة زيارة المكتبات والمطالعةفي رحابها وهذا درس ومضمون موجه للطفوله للتفاعل الايجابي مع عالم القصص الورقيةوالكتب والمكتبات في زمن العالم الافتراضي والحواسيب والهواتف الذكية التي تنافس العالم الورقي بل وتهدد عالم المطالعة الذي يحتاجه الطفل لنموه الذهني والمعرفي وقد تطرقت قصة”امي حديثيني عن فلسطين ” عبر كلمة حدثيني والحديث أقرب الى المستمع من ” اقرا لي” أو أن نشتري لها قصة موضوعها فلسطين تطالعها الفتاةوقد تكون الفائدة أقل ولقد اختارت الطفلة “ورد” كلمة “حدثيني” لأنها ربما سمعت أحاديث أخرى عن فلسطين فرجعت لمصدر معارفها ومنهلها لتستقي منها المعلومات وربما ستقارن ما سمعته وما ستسمعه من حديث أمها
أما فلسطين فقد اتت الكاتبة على مجمل ما يقدم للتعريف بالأرض والقضية بدء بالاحتلال من طرف الأعداء وشكل الخريطة قبل الاحتلال نظرا لوجود عشرات الخرائط في الكتب وعلى مواقع التواصل الاجتماعي وهدفها نقد الخرائط المزورة والمبثوثة هنا وهناك خريطة أصلية موثقة قبل الاحتلال وتقسيم الأراضي المحتلة علمها وألوانه وحدود هذه الدولة وعدد محافظاتها 11 وهي القدس وغزة وبيت لحم وجنين ونابلس وأريحا وعكا والخليل وحيفا ورام الله ومذكرة بمعالم المدن الفلسطينية الدينية وأهميتها كمهبط للوحي وموطن الأنبياء وبها المسجد الأقصى ثالث الحرمين مستشهدة بحديث أبي هريرة وشد الرحال إلى ثلاثة مساجد منهم المسجد الأقصى ولتثبيت الهويةالعربية الفلسطينية التي تجتهد عدة جهات للتعريف بها قصد مقاومةالتهويد وضرب الأيادي العابثة التي تقوم بسرقة عدة جزئيات هامة في الأكل والتطريزو البناء والزينة لذلك كان مرور الأم على الأكلات الشعبية الفلسطينية ومنها المقلوبة وزيت الزيتون والزعتر والأزياء الرائعة من التراث الفلسطيني العريق والذي يميز كل جهة بتطريز معين مرتبط بها وبحياكة يدوية عالية التطريز والفنية وهدية الجارة “زهراء” الفلسطينية يذكرنا الاسم بالعلاقة التي تربط سكان فلسطين بعالم النبات والأزهار والأشجارالتي الهمت الشعراء والكتاب أحاديثهم وشعرهم وأسماء أبنائخم وأحفادهم وتحيلنا على التهجير القسري والمفروض على أهالينا منذ نكبة 1948ووجودهم بالمخيمات و البلدان المجاورة كالأردن ومصر ولبنان وسوريا بل يتواجد الفلسطيني اليوم في كل بقاع الأرض تقريبا
وقد نجح حديث الأم وحكيها وتفاعلها مع القضية في تحضير المقلوبة و في مفاجأة الأزياء الفلسطينية والشال الفلسطيني ما جعل الفتاة الصغيرة يكون حلمها الصلاة بالأقصى وقدوم المسلمين من كل صوب وحدب بعد انتصار الحق الأطفال وسعادتهم باللعب في ساحة الأقصى ودمعت عين ام ورد بفرحة قد تاتي قريبا وتعود فلسطين لفلسطين
“امي حديثيني عن فلسطين” تسافر بخيالك إلى مدنها وحدودها ومعالمها وتراثها المادي بلغة سلسة ساحرة ثالثه تشجعك على قراءتها واستثمار ما جاء فيها كانفتاح القارئ على المدن الفلسطينية وخصائصها أو الأزياء الفلسطينية وتنوعها من مدينة لأخرى مع أهمية الكتاب الورقي في المنزل أو بمكتبات الأبناء في غرفهم