تستوقفنا جملة من القضايا الفنّية التي تشغل أذهان المختصيّن في مجال الفنون التّشكيليّة والبصريّة، وتحرّك داخلنا تلك الرّغبة الملحّة التي تقود الفرد منّا لكشف أجوبة عن أسئلة ملحّة ذات الصّلة بهذه القضايا، فالصّورة – المرجع بمختلف أنماطها وتمظهراتها هي بمثابة القدح الذي يؤجّج فتيل البحث عند الفاعل التّشكيلي. ولعلّ أبرز القضايا المطروحة في الفن منذ نشأته الأولى إلى حدود التّجارب المعاصرة تلك العلاقة الجدليّة التفاعلية بين الفضاء والمادّة والفراغ، وما يربط بينهم من علاقات متشابكة لا نقدر على فصلها أو إحداث المفاضلة بينها. وقد تمثّل هذه القضية جوهر الفعل التّشكيلي الذي يدفع نحو مساءلة المكتسبات الأسلوبية وأنماط الكتابة التّشكيليّة التي تنتمي للذّات المشكّلة للأثر الفنّي بصفة عامّة، والمعبّرة عن ثنائية تعليميّة منشودة تتضايف فيها صفتي المتعلّم والمبدع، لترتبط الأولى بالثّانية داخل تجربة تستحضر المتعلّم المبدع باعتباره مشروع فنّان يعي مقاصد الأطروحة الفنّية ويستوعب الدّرس التّشكيلي، ويستقي المعرفة في بعديها البصري واللّفظي. وهي تجربة عايشتها مجموعة لامعة من متعلّمي المدرسة التّونسيّة في مرحلتيها الاعداديّة والثّانوية على إثر ملتقى وطني للفنون البصريّة يحمل أهدافا تربويّة، وأخرى إبداعيّة تنقل الذّات المتعلّمة من مجال ضيّق إلى فضاء أرحب يلامس خلالها التّلميذ المعنى التعبيري والتّشكيلي لجدلية الفضاء والمادّة والفراغ ضمن رؤية فنيّة مدارها إنشاء بدائل فنّية تتجاوز نقل الظّاهرة ومحاكاة الصّورة – المرجع، وتلتقي مع إنشائية سخية المعاني مشحونة بمعالجات أسلوبية تعبّر عن مقاصد المسألة المطروحة.
فكيف لامس المبدع الصّغير داخل المدرسة التّونسية إشكالية المادة، الفضاء، الفراغ في منجزه؟
وما هي الدّروس التي قدّمها من خلال هذه التّجربة الفريدة؟
تعدّ الفنون التّشكيلية والبصرية مادّة محوريّة في كلّ منظومة تربويّة لما تحمله من أهداف تعليميّة معرفيّة، وتعبيريّة وجدانيّة تنقل الذّات المتعلّمة من مرحلة الكمون إلى مرحلة قائمة على دينامية لا تستكين، إذ تعدّ ورشة الفنون درسا متفرّعا يحفّز المتعلّم ويدفعه للتّفكير ثمّ التّجريب عبر مساءلة وسائط وتقنيات تكسبه معالجات أسلوبية ذاتية مرجعها الفكرة المطروحة مسبقا، لينشئ مقاربات متنوّعة لا تخلو من رؤى مخصوصة تترجم صورة الأنا الفاعلة. وبالتّالي نستخلص أنّ شبكة البرامج في اختلاف توجّهاتها داخل المدرسة التونسية تستهدف بالأساس تلك الرّوح المتحرّكة للفرد المسكون بمنسوب من الإبداع يراه متنفّسا فكريّا وعاطفيّا معبّرا عن سلوكيات مخصوصة تجمع بين الحسّي والذّهني، ويؤكّد قدرات تقنية وأسلوبية يحسن توظيفها وتطويرها لينتج رؤيته الفنّية المحمّلة بمعاني سخيّة. وفي هذا الإطار تتنزّل التجربة الأولى للملتقى الوطني للفنون البصرية بالإعداديات والمعاهد التّونسيّة باعتباره مناسبة ثقافية فنّية تدحض التّصوّر المغلق الذي يختزل الدّرس الفنّي في تلك الممارسة التّشكيليّة المغلقة داخل أسوار قاعة القسم، أو ضمن إطار محدّد بتعليمات على شاكلة تمارين تفترض حلولا قاصرة عن التعبير على عمق القضايا الفنّية، ليؤكّد أنّ الفضاء الفنّي أكثر انفتاحا، وأشمل تناولا للدّرس الفنّي الذي يرنو إلى إنشاء صورة أنموذج خاصّ للمتعلّم المبدع الذي يمرّ عبر بوّابتين أوّلها اكتساب آليات التّكوين والتّشكيل والتّوظيف، وثانيها تترجم أفكاره ضمن معالجة تخرج من حيّز التّقني الموجّه إلى حيّز الأسلوبية الذّاتية التي تجمع بين قوّة الفكرة والمفهوم، وقوّة الكتابة التّشكيليّة المتفرّدة.
كيف لامس التلميذ المبدع إشكالية المادة، الفضاء، الفراغ في منجزه؟
بدأت التّجربة بمثابة تحدّ غايته تغيير النّظرة التّقليديّة عند البعض للفنون التّشكيليّة باعتبارها عملا دراسيّا روتينيّا لا يخرج من تلك الأطر المغلقة، ولا ينفصل عن وسائط ومحامل تقليدية، ولا يستقيم إلاّ بممارسات “خجولة” أورثتها طرائق تقليديّة تجاوزها الزّمن، ليضع أركان جديدة بنظرة أكثر عمق للمادّة باعتبارها مجمعا لميادين فنّية مختلفة، وهي ميادين لا تنحصر ضمن ذلك المجال المغلق بقدرما تنفتح على ممارسات عديدة يجتمع فيها الرّسم والنّحت، والحفر، والفوتوغرافيا، وفنّ التنصيبة، وفنّ النّسيج وفق معالجة قد تدمج هذا بذاك بتوظيف فضاءات بديلة، وتخصيص وسائط وأدوات تتناسب وروح الطّرح، وهو درس جديد أوجدته ملامسة أولى ضمن تجربة فتيّة تحمل عنوان الفنون البصريّة لتختلف التّسمية فتفتح مسارات بحث ثريّة ارتبطت بإشكالية الفضاء والمادّة والفراغ. هذه الثّلاثية التي بحث فيها كلّ تلميذ مبدع أراد الخروج بفنّه من منزلة التقليد نحو الانعتاق من خلال خوضه لتجربة تتدرّج بفعله الإنشائي من مرحلة الولادة الفكريّة إلى مرحلة البناء الفنّي وفق أسلوب يضع أمامه تلك الضّواغط والملزمات التي تحدّد مسار بحثه، إذ الأساس في فعله أن يجمع دون تناقض العلاقة التّفاعلية بين مادّة الفعل، وفضاء التّكوين وما يحتّمه من نظم علائقيّة ترتبط بمكوّنات الأشكال، والمواد الموظّفة وما يمكن أن تفرزه من قراءات بصريّة تضعنا أمام ثنائية الكتلة والفراغ، وهو مسار تشكيليّ طرح فيه التّلميذ المبدع رؤية بديلة أنتجت تركيبات متنوّعة وبأنماط متباينة، وظّف فيها أساليب قادته أحيانا إلى ميادين أحكم دمجها داخل عمل واحد.
إنّ المتأمّل في كمّ المنتوجات الفنّية تستوقفه تلك اليقظة الفكريّة التي رسخت في ذهن المشارك في هذه التّظاهرة، حيث أنّ المنطلق الأساسي لخوض التّجربة لا ينبع من فعل متحرّر فعليا، فهو على صلة بتقصّي جوهر الإشكال الفنّي وتطويعه بآليات مختلفة تضع المشاهد منذ الوهلة الأولى أمام إشكالية الفضاء، وسؤال الفضاء، وكيفية تنشيطه، أو تركيبه، وإمكانياته التعبيريّة، وإن كان الفضاء يعني البعد الفيزيائي المرتبط بالمكان والزّمان أم أنّه افتراضيّ تتّبع إشاراته المبطنة والمعلنة، وتبحث عن صورته وتجلّياته البصرية والحسّية، واشراك الذّات المبصرة ليغوص في أعماق التّركيبة لينظر إلى السّمة التي تمظهر فيها هذا الفضاء في حضوره المفرد، أو في اعتباره فضاءات كثيرة تجتمع داخل التّكوين دون أن تتماهى. وهو سؤال محوريّ يفرض على المتعلّم أن يقف في كلّ محطّة من محطّات تجربته كي يقرأ معاني البنية التي تخيّرها في منتجه، ويبحث عن السّمات الخاصّة لفضائه التّشكيلي سواء كان نحتا أو تصويرا، أو نسيجا، أو فوتوغرفيا أو تنصيبة. ولعلّه تساءل عن ماهية الفضاء فعرّف أصل الكلمة باعتبارها “السّاحة وما اتّسع من الأرض”1 أو قد يدغدغ العلم وتفسيراته ونظرياته ليشتقّ تفسيرا للفضاء من خلال نظرية النّسبيّة لآينشتاين والتي يرى فيها “أنّ الفضاء غير متشابه أو متجانس وهو غير مادّيّ”2 وقد يصل في تحليله للمسألة إلى الاعتقاد القائل بأنّ الفضاء فضاءات متعدّدة، منها المغلق الذي ينحصر داخل حدود اللّوحة، ومنها المفتوح ليتشكّل بين الدّاخل والخارج، ومنها الضّمني المنسجم مع مكوّنات اللّوحة، وهو فصل إجرائيّ ليدرك من خلاله أنّ كلّ هذه الفضاءات تفترض عناصر تشكيليّة لنستدلّ على ماهية وجودها إذ يعدّ العمل الفنّي “صورة خاصّة للفضاء ينتجه الفنّان عن طريق الخطوط والألوان يبدع على إثره وهما من العمق” 3 وبالتالي يسود الاعتقاد في ذهن المتعلّم معنى تشكّل الفضاء وفق علاقات تركيبيّة تنتجها فواعل عديدة وعناصر كثيرة منها المادّة في مختلف تمظهراتها الفنّية وخصائصها اللّمسيّة، ومميّزاتها البصريّة، وحضورها المميّز الذي يؤسّس لمقاربة فنّية من شأنها أن تفعّل أدوارا لآليات تكوينيّة ونظم تركيبيّة يكون أحد ركائزها الفراغ ونقيضه، فيدرك بذلك أنّ للفراغ أبعادا تعبيريّة تعاضدها مساحات نابضة بالحركة يقرّها حضور المواد المدمجة داخل المنجز التّشكيلي الذي أكّد حضوره الفعلي من خلاله طرائق توزيع مفرداته باختيارات أسلوبية تتجاوز الاعتباطيّة في التّكوين.
ما هي الدّروس التي قدّمها التّلميذ المبدع من خلال هذه التّجربة الفريدة؟
أنامل تلمذيّة حاكت تصوّراتها واستنطقت المادّة في اختلاف ماهياتها، واستهوتها قول الفنّان جون دي بوفيه Jean Dubuffet الذي أقرّ أنّ “لكلّ خامة لغتها”4، فبحثت هذه الذّوات الفاعلة في الحقل الفنّي في لغة المادّة والخامة، وعمق حضورها الفيزيائي، وقدراتها وخصائصها التركيبيّة لتبني تصوّرا لها غير الذي أعدّت له، فأخرجت المادّة من بعدها الوظيفي لتساير مميّزاتها الحسّية منها واللّمسيّة، والتعبيريّة الدّلاليّة، وأوّلت ما تحتويه من أفكار عميقة حين تدمجها بمكوّنات جديدة سواء كانت لونية، أو خامات لا تنتمي إليها، أو من خلال التعامل معها بطرائق بنائيّة تغيّر من نمط تواجدها، وترسم ملامح ببدائل فنّية تخفي حقيقتها لتظهر تكوينات تتماهى وفضاء تواجدها وتنصهر مع مميّزاته سواء كانت ثلاثية أو ثنائية الأبعاد، وهي تجلّيات ذات صبغة هيكليّة مميّزة تفعّل أدوارا كثيرة لعناصر التّكوين وتنشئ عوالم مخصوصة تتغيّر على إثرها لغة المادّة.
تتواصل تجربة “التّلميذ المبدع” ليفكّر خارج الصّندوق عملا بحكمة قديمة تركها العجوز “باشرو” معلّم فيلاسكيز والتي قال فيها “على الصّورة أن تخرج من الإطار” وهي حكمة ستمكّن كلّ ذات مبدعة من أن تنعتق أفكارها وتتحرّر نظرتها للفنّ باعتباره ممارسة الغرض منها اكتساب تربية فنّية تشكيليّة، لتلامس فكرة وتصوّرا أشمل للفنّ البصريّ باعتباره فسحة أوسع لطرق ميادين فنّية متنوّعة تتجاوز تلك المقاسات المحدّدة، والوسائط المعتادة، والأماكن المحدودة بجغرافيّة ضيّقة يجعل الرّؤية أضيق لا تختزل مكامن التّفكير داخل فكره، ولا تستوعب دوافعه الوجدانية، ولا تترجم عمق الخيال الذي يسكن باطنه، فما تراه عين النّاظر في هذه الملامسات الفنّية يختلف عن الدّرس الاعتيادي الذي ينتظر فرضيات تحتّمها نتائج قبليّة نسبية في مدى تحقّقها، وهو ما يعكس قدرة “المتعلّم المبدع” على سرعة اكتساب آليات التّشكيل وفق درجات من التّنفيذ آخذة في التّنامي قصد الوصول إلى ممارسة فنّية تعبّر عن عمق المقاصد التي أراد أن يبلّغها للقارئ المبصر من خلال ما توفّره هذه النّماذج المرئيّة والتي وإن تمحورت حول مدار مخصوص تختزله العلاقة الثّلاثيّة مادّة، فضاء، فراغ، فإنّها تنفتح على ثراء محسوس يؤكّد عمق تفكير الذّوات المبدعة التي تترجمها براعة تقنية ومكتسبات أسلوبية ثريّة.
هي نماذج من بين عديد المنجزات التي أثّثت هذا الملتقى، نعرضها دون ترتيب تفاضليّ باعتبار أنّ كلّ الأعمال قد عبّرت عن ثراء تشكيلي، وإبداع فاق حدود المتوقّع ليؤكّد بذلك الرّهانات التي تأسّس عليها درس الفنّ باعتباره رؤية للعالم من زاوية جماليّة إذ “لا يمكننا أن نتخاطب إلاّ من خلال الفنّ” فالفنّ رسالة تنفذ من خلال تجلّيات مادّية لتنطبع بعين المبصر فيبني بينه وحضورها المادّي علاقة تفاعليّة تحدّدها ثنائية المثير والاستجابة. وبذلك تتماهي الرؤية ومعاني فكرة ميشال فوكو القائلة: “إنّ عيني الرّسّام في اللّحظة التي تضعان فيها المشاهد في حقل رؤيتهما تمتلكانه وترغمانه على الدّخول في اللّوحة مخصّصتين له مكانا هو في آن واحد متميّز وإجباري “5 وهو قول يؤكّد حالة المتلقّي في حضوره المتعدّد والتي جالت في مكان العرض باعتباره فضاء مفتوح يحمل في ثناياه تعبيرات متنوّعة تتصارع فيها المواد لتثبت ماهيات جديدة بعد أن نزعت عنها تلك الوظائف التّقليديّة، وتصوّرات فنّية بلمسة معاصرة تعكس توجّها تجاوز منطق المحاكاة والمشابهة لتنزاح كلّيا عن المقاربات المعتادة، لترتبط باختيارات تقدّمية متطوّرة تنهل من مبادئ الفنّ المعاصر في علاقته بقضايا الفضاء والمادّة وترابطه بمعنى الفراغ التّشكيلي في بعده الفنّي وتجلياته الذّهنية. فبدت بذلك اللّوحات الفنّية المعروضة في هذه المقال على هيئة حياكات تعبيريّة محمّلة بمفاهيم تثري حضورها الماديّ وتعمّق جوانبها الفكريّة التي خرجت بها من بعدها المباشر لتعانق رؤى بديلة قائمة بالأساس على قوّة الفكرة وطرائق العرض، والقدرة على توظيف الفضاء وتغيير ملامحه ليلعب دوره باعتباره أحد عناصر العمل الفنّي باختلاف ميادينه. ممّا من شأنه أن يؤثّر على الملتقى بإقحامه داخل التركيبة وذلك عبر مروره ليس بصفته كمشاهد بل كأحد الفواعل داخل هذا التّكوين.
خلاصة القول، تعتبر التّجربة التي عايشها “التّلميذ المبدع” في الملتقى الوطني للفنون البصريّة بمثابة النّقلة النّوعيّة التي أثّرت بالإيجاب في تجربته، ممّا انعكس على سلوكه لتتوسّع دائرة معارفه وتتعمّق قدراته المهاريّة لتشحن وجدانه فيعبّر بطلاقة عمّا يجول بدواخله، وبذلك تتأكّد النّظرة للفن في ثقافة المدرسة بكونه مجالا للإبداع يتجاوز حدود تربية الفرد على التّشكيل وهو ما يدعونا كي نفتح أفقا أرحب تجعل من الفنون البصريّة أولويّة تعليميّة تثقيفيّة أهدافها كونيّة تتجاوز حدود التلقين باعتبارها أفقا للتّفرّد داخل ميدان رحب لا يقبل التضييق.
—-
المصادر:
1- معجم المعاني الجامع https://www.google.com/url?sa=t&source=web&rct=j&opi=89978449&url=https://www.almaany.com/ar/dict/ar-ar/%25D9%2581%25D8%25B6%25D8%25A7%25D8%25A1/%3F&ved=2ahUKEwjpsfn2v7aLAxVTxQIHHdgsPRUQFnoECBYQAQ&usg=AOvVaw33imUxnWf06T2Rg3aBOpb4
2-علم الكونيات غير المتجانس https://ar.wikipedia.org/wiki/
3-عصام ناظم صالح -ديلا كروا ص18 – دراسة بعنوان وسائل توظيف الفضاء في اللّوحة التّشكيليّة – مجلة كلية الآداب عدد 90
4-جون ديبوفيه – Jean Dubuffet https://www.google.com/url?sa=t&source=web&rct=j&opi=89978449&url=https://www.independentarabia.com/node/148806/%25D8%25AB%25D9%2582%25D8%25A7%25D9%2581%25D8%25A9/%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2581%25D8%25B1%25D9%2586%25D8%25B3%25D9%258A-%25D8%25AC%25D8%25A7%25D9%2586-%25D8%25AF%25D9%2588%25D8%25A8%25D9%2588%25D9%2581%25D9%258A-%25D8%25A7%25D8%25A8%25D8%25AA%25D9%2583%25D8%25B1-%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2581%25D9%2586-%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AE%25D8%25A7%25D9%2585-%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2585%25D8%25AA%25D8%25AD%25D8%25B1%25D8%25B1-%25D9%2585%25D9%2586-%25D8%25A5%25D8%25B1%25D8%25AB-%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AB%25D9%2582%25D8%25A7%25D9%2581%25D8%25A9&ved=2ahUKEwim6Jfuw7aLAxU-3gIHHW2uBnIQFnoECBQQAQ&usg=AOvVaw3sXcgj9McqOD_qmDzhFIGu
5 – https://itsafaneen.blogspot.com/
6-ميشال فوكو-الكلمات والأشياء ص 41 – دار الفرابي بيروت لبنان – طبعة 2 سنة 2013