برنامج على الناصية كان فكرة الإذاعي أحمد طاهر وهو انتقل من إذاعة الـ بي بي سي في لندن إلى مصر وابتكر فكرة برنامج على الناصية وبدأه إسماعيل عبد المجيد وكان يذيع خلاله 9 أغنيات إضافة إلى الحوارات ومعلومات كان يقدمها للمستمعين وبدأت الإذاعية آمال فهمي برنامج على الناصية عام 1958 واستمر حتى توقف في 2014 ومن بين العديد من اللقاءات الإذاعية التي أجرتها الإذاعية القديرة آمال فهمي بداخل وخارج القاهرة لبرنامجها الشهير على الناصية كان أول حوار مع العالم المصري الراحل أحمد زويل ففي عام 1984 قدمت الإذاعية آمال فهمي الدكتور أحمد زويل إلى المستمعين عبر الإذاعة لأول مرة قبل حصوله على جائزة نوبل بـ 14 عاما، قائلة ففي ذلك العام وبمحض المصادفة أوفدت الإذاعة الإذاعية آمال فهمي لإجراء مجموعة لقاءات إذاعية عن النماذج المصرية الناجحة بالخارج في البرنامج ولم تكن تعرف شيئا عن الدكتور أحمد زويل وعندما ألتقت الإذاعية آمال فهمي بشخصية مصرية ناجحة في أمريكا وهى الدكتورة ماجدة بكلية الهندسة أخبرتها بوجود عالم مصري في الكيمياء بلوس أنجلوس وأعطتها رقمه تليفونه وعندما اتصلت الإذاعية آمال فهمي بمنزل الدكتور أحمد زويل لم يكن موجودا بالمنزل حينها فتركت له رسالة بأنها ترغب في إجراء حوار معه لتتفاجئ بعد ساعتين من ذلك بأن تجد على بابها شابا يرتدي تي شيرت عليه صورة كبيرة لتوت عنخ آمون وعلى ظهره مكتوب ايجبيت وصافحها بابتسامة وقال لها أنه أحمد زويل .
سجلت الإذاعية آمال فهمي مع العالم المصري الدكتور أحمد زويل وتحدث عن حبه الشديد لوطنه مصر رغم أنه لم يزرها منذ عشرين عاما لانشغاله بأبحاثه العلمية وقال لها الدكتور أحمد زويل : إنه في أشد اللهفة لزيارة أهله وبلده لدرجة أنه بكى بأحاسيس صادقة وتطرق الحديث أيضا عن شخصية العالم الدكتور أحمد زويل وحياته الإنسانية وعشقه لأم كلثوم التي تربى على صوتها وذاكر عليه خلال دراسته بالثانوية العامة .
أذكر أيضا أن سائق تاكسي قام بتوصل أحد المواطنين وبعد هبوطه من التاكسي اكتشف السائق كيس على الكرسي الخلفي وعندما فتحه وجد به مبلغ 3500 جنيه وعلى الفور توجه سائق التاكسي إلى قسم الشرطة القريب من مكان نزول المواطن من التاكسي وقام بتسليم المبلغ وفجأة حضر المواطن إلى القسم لتحرير محضر بفقدانه للمبلغ فقام الضابط بتسليمه المبلغ وأراد المواطن إعطاء مبلغ من المال للسائق الأمين تقديرا لأمانته ولكن السائق رفض والوقت الذي قضاه السائق الأمين في قسم الشرطة آخره عن موعد تسليم التاكسي لصاحبه 4 ساعات وأيضا التأخير عن ابنه الذي كان مريضا ومنتظر حضور والده للذهاب معه إلى الدكتور وعندما ذهب السائق إلى مالك التاكسي قص له ماحدث فلم يصدقه واعتقد أنه يشغل التاكسي لصاحبه ولذا أنهى علاقته بالسائق ومن ثم فقد السائق مصدر رزقه وعندما وصل السائق إلى منزله وجد ابنه قد مات .
علمت الإذاعية القديرة نهى العلمي كبيرة مذيعي إذاعة صوت العرب بهذا الكلام فبحثت وتمكنت من الحصول على رقم التليفون الأرضي للبقال القريب من مسكن السائق الأمين فاتصلت به وأعطته رقم تليفونها المنزلي ليعطيه بدوره إلى السائق الأمين ليتصل بها وبالفعل اتصل السائق الأمين بالإذاعية نهى العلمي فطلبت منه الحضور إلى مبنى الإذاعة للتسجيل معه وأذيع حديث السائق الأمين مع الإذاعية نهى العلمي في برنامجها الذي كان يذاع في السهرة عبر أثير إذاعة صوت العرب.
عندما حضرت الإذاعية نهى العلمي للإذاعة في اليوم التالي وجدت اهتمام الزملاء بها وأبلغوها أن رئيس الإذاعة شال عليها أكثر من مرة وعندما ذهبت إليه قال : رئاسة الجمهورية طلبتك فماذا فعلت ؟ فقالت : لاشىء وأخر برنامج لي شمل قصة السائق الأمين .. وبعد وقت قليل اتصل مكتب رئيس الجمهورية بالإذاعية نهى العلمي وأخبرها بأن الرئيس السادات استمع إلى البرنامج وحديث السائق الأمين ورئاسة الجمهورية اشترت تاكسي جديد للسائق الأمين وسوف تهديه إليه تقديرا لأمانته وفي اليوم التالي اتصل سائق التاكسي الأمين بالإذاعية نهى العلمي وشكرها.