يعد حبزبوز أحد رواد الصحافة الهزلية في العراق،ومن أوائل الصحفيين الذين وظفوا عبارات النقد والسخرية في المقالات الصحفية آنذاك، كان التاريخ يومها يشير إلي بداية العقد الثلاثيني من القرن الماضي، كان نوري ثابت يكتب بأحرف مستعارة للتغطية علي مقالاته التي كانت تؤجج الحماسة والعزم في نفوس القراء، وكانت كتاباته تتميز بالأسلوب الساخر والنقد اللاذع، كتب نوري ثابت مقالاته بتوقيع أ.حبزبوز وهو اسم مختصر لشقي بغدادي اسمه احمد حبزبوز في جريدة البلاد، وكذلك نشر كتاباته في جريدة الكرخ لصاحبها المرحوم الشاعر ملا عبود الكرخي بتوقيع خجه خان وكان ذلك في مطلع شبابه وقبل ان تكتمل لديه تجارب العمل الصحفي لتجعله في ما بعد من أكبر كتاب الصحافة ولقد عزز نوري ثابت نجاحاته السابقة وشهرته عندما أصدر جريدته الفكاهية الرائعة حبزبوز عام 1931، ولقد استمرت بالصدور سبعة أعوام متتالية حيث انطفأ صوتها الفكاهي ونبضها الخفيف والرشيق عام 1938.
كان نوري ثابت يحرر الجريدة من الغلاف إلي الغلاف موزعا مواهبه علي صفحاتها فتارة يكتب في النقد السياسي بلغة عامة بغداد من الرجال، وتارة يتناول الوضع الاجتماعي باللغة التي تتعاطاها نساء بغداد وتارة يمسخ بعض القصائد المشهورة ليحولها إلي قصائد نقد وفكاهة علي غرار ما كان يفعله أكبر شعراء الفكاهة والنقد في عصره،وكان صيت حبزبوز قد وصل إلي مصر وكان حبزبوز يمثل مجموعة من الشخصيات العراقية الفكهة التي تعاقبت علي مر العصور والأزمان يستمدها من كتب الأدب القديمة وما يسمعه من أستاذية معروف الرصافي ومحمد بهجت الأثري ومن صديقه الفكه شفيق سليمان الذي يعد الجندي المجهول وراء شخصية حبزبوز كما عانت جريدته التي تحمل الاسم تعكس ثقافة صاحبها التركية، وما كانت تنشره صحيفة قره كوز الفكاهية التي تصدر في اسطنبول آنذاك، وكانت حبزبوز تعكس للقراء ما كانت تنشره الصحف في ذلك الزمان، إلا ان نوري ثابت علي الرغم من انه كان يضحك الناس إلا ان المرض لازمه كظله، وكان دائم التعرض لأزمات صحية وبرغم ذلك عالج مرضه بالاستمرار بالكتابة النقدية إلا ان المرض لم يمهله طويلاً ورحل نوري ثابت عن عمر ناهز الخمسين أو ما زاد علي ذلك بعامين.
ومن الأقلام الفكاهية الرائدة في تاريخ الصحافة العراقية هو المرحوم صادق الأزدي صاحب مجلة قرندل، ولد صادق محمد قدوري خضر الأزدي في محلة المجارية ببغداد عام 1918، ونشأ في محلة القره غول ودرس القرآن الكريم لدي كتاب ملا إبراهيم وبعد ان ختم القرآن الكريم انتمي إلي مدرسة التفيض الأهلية في العام الدراسي 1925 ــ 1926، وتخرج عامي 30 ــ 1931 ثم دخل مدرسة الصناعة حيث تعلم فيها النجارة !، وعكف وهو طالب علي مطالعة الجرائد الفكهة زمنا، فكان يقرأ جرائد الكرخي كما قرأ لنوري ثابت في جريدة البلاد، وعندما صدرت جريدة الناقد لميخائيل تيسي كتب فيها ولم تعد الدنيا تسعه من الفرح يوم قرأ ما خطته يداه، وبعد انقلاب بكر صدقي عمل خلال العطلة الصيفية مصححاً في جريدة الدفاع التي أصدرها سركيس حوراني، وصارت تنطق بلسان قائد الانقلاب، وبعد اغتيال صدقي في الموصل شمال بغداد نفي سركيس حوراني إلي سوريا، وبعد ان أنهي دراسته في مدرسة الصناعة انخرط في سلك التعليم الابتدائي كوكيل معلم وفي نهاية السنة الدراسية فصل من فصل وأدخل هو وآخرون إلي دار المعلمين الريفية وكان هناك العديد من الأساتذة العرب منهم علي حيدر الركابي، ومحمد النقاش، وبدوي الجبل وغيرهم، وكان حينئذ ينشر في صحف بغداد الفكهة، وقد نصحه أساتذته بترك التعليم وامتهان الصحافة، وهكذا فعل بعد ان أمضي سنة دراسية في دار المعلمين الريفية وكان ذلك عام 1940، عمل بعد تركه الدراسة في جريدة النديم لصاحبها ناصر جرجيس ولما قامت الحرب 1941 انتقل إلي جريدة النهار لصاحبها عبد الله حسن، ثم عمل في جريدة الأخبار لصاحبها جبران ملكون.
وفي عام 1947 أصدر صادق الازدي مجلته الشهيرة قرندل التي تعطلت خلال مسيرتها خمس مرات، ولقد توقفت عن الصدور نهائياً في الثامن من أيلول (سبتمبر) عام 1958 وعمل بعد ذلك في عدة جرائد منها العهد الجديد ــ والعرب ــ والجماهير ــ والجمهورية، وغيرها ثم تقاعد بعد ذلك عام 1974 بيد انه لم ينقطع عن الكتابة فكان يزود جريدة (العراق) ومجلة (المرأة) وجريدة (الاتحاد) الأسبوعية بالمقالات التراثية والاجتماعية، وعمل الأزدي رئيساً لتحرير صحف عدة في فترة العهد الملكي ومنها جريدة الدفاع لصادق البصام وأخبار المساء لمهدي الصفار والحوادث لعادل عوني، كما حرر في صحف أخري، ومنها الكشكول وبالك والعهد الجديد وفتاة العرب لمريم نرمه،وصوت الشعب والناشئة الإسلامية والصحافة والمنار التي كانت تصدر في بغداد أواسط الستينيات.
ويقول الباحث فخري حميد القصاب الذي عمل معه في أواخر الثمانينيات ان الازدي شخصية مرحة ظريفة تجيد حبك النكتة وتبتكر النوادر والتعليقات الطريفة. وكان المرحوم متأنقاً في مظهره وملبسه وقد بقي محافظاً علي مظهره هذا إلي حد شيخوخته، وكانت أصول مقالاته التي يرسلها من خلالي لنشر في جريدة العراق غاية في الدقة والأناقة وكان رحمه الله كثيراً ما يشفع الظرف الذي يحتويها بعبارات مداعبة موجهة لي مما يعكس روحيته المفعمة بالمرح والتفاؤل بالحياة، وكان فوق هذا وذاك يحتفظ بخزين من الصحف والمجلات والصور التاريخية النادرة عن العراق، وكان لا يخفي اعتزازه بها، كما لم يكن يخفي ألمه الشديد من أولئك الذين كانوا يستعيرون الوثائق والصور النادرة منه لينشروها بأسمائهم دون ان يعيدوها إليه شاكرين أو غير شاكرين، توفي صادق الأزدي في التاسع عشر من شهر حزيران (يونيو) عام 1999م
كان نوري ثابت يحرر الجريدة من الغلاف إلي الغلاف موزعا مواهبه علي صفحاتها فتارة يكتب في النقد السياسي بلغة عامة بغداد من الرجال، وتارة يتناول الوضع الاجتماعي باللغة التي تتعاطاها نساء بغداد وتارة يمسخ بعض القصائد المشهورة ليحولها إلي قصائد نقد وفكاهة علي غرار ما كان يفعله أكبر شعراء الفكاهة والنقد في عصره،وكان صيت حبزبوز قد وصل إلي مصر وكان حبزبوز يمثل مجموعة من الشخصيات العراقية الفكهة التي تعاقبت علي مر العصور والأزمان يستمدها من كتب الأدب القديمة وما يسمعه من أستاذية معروف الرصافي ومحمد بهجت الأثري ومن صديقه الفكه شفيق سليمان الذي يعد الجندي المجهول وراء شخصية حبزبوز كما عانت جريدته التي تحمل الاسم تعكس ثقافة صاحبها التركية، وما كانت تنشره صحيفة قره كوز الفكاهية التي تصدر في اسطنبول آنذاك، وكانت حبزبوز تعكس للقراء ما كانت تنشره الصحف في ذلك الزمان، إلا ان نوري ثابت علي الرغم من انه كان يضحك الناس إلا ان المرض لازمه كظله، وكان دائم التعرض لأزمات صحية وبرغم ذلك عالج مرضه بالاستمرار بالكتابة النقدية إلا ان المرض لم يمهله طويلاً ورحل نوري ثابت عن عمر ناهز الخمسين أو ما زاد علي ذلك بعامين.
ومن الأقلام الفكاهية الرائدة في تاريخ الصحافة العراقية هو المرحوم صادق الأزدي صاحب مجلة قرندل، ولد صادق محمد قدوري خضر الأزدي في محلة المجارية ببغداد عام 1918، ونشأ في محلة القره غول ودرس القرآن الكريم لدي كتاب ملا إبراهيم وبعد ان ختم القرآن الكريم انتمي إلي مدرسة التفيض الأهلية في العام الدراسي 1925 ــ 1926، وتخرج عامي 30 ــ 1931 ثم دخل مدرسة الصناعة حيث تعلم فيها النجارة !، وعكف وهو طالب علي مطالعة الجرائد الفكهة زمنا، فكان يقرأ جرائد الكرخي كما قرأ لنوري ثابت في جريدة البلاد، وعندما صدرت جريدة الناقد لميخائيل تيسي كتب فيها ولم تعد الدنيا تسعه من الفرح يوم قرأ ما خطته يداه، وبعد انقلاب بكر صدقي عمل خلال العطلة الصيفية مصححاً في جريدة الدفاع التي أصدرها سركيس حوراني، وصارت تنطق بلسان قائد الانقلاب، وبعد اغتيال صدقي في الموصل شمال بغداد نفي سركيس حوراني إلي سوريا، وبعد ان أنهي دراسته في مدرسة الصناعة انخرط في سلك التعليم الابتدائي كوكيل معلم وفي نهاية السنة الدراسية فصل من فصل وأدخل هو وآخرون إلي دار المعلمين الريفية وكان هناك العديد من الأساتذة العرب منهم علي حيدر الركابي، ومحمد النقاش، وبدوي الجبل وغيرهم، وكان حينئذ ينشر في صحف بغداد الفكهة، وقد نصحه أساتذته بترك التعليم وامتهان الصحافة، وهكذا فعل بعد ان أمضي سنة دراسية في دار المعلمين الريفية وكان ذلك عام 1940، عمل بعد تركه الدراسة في جريدة النديم لصاحبها ناصر جرجيس ولما قامت الحرب 1941 انتقل إلي جريدة النهار لصاحبها عبد الله حسن، ثم عمل في جريدة الأخبار لصاحبها جبران ملكون.
وفي عام 1947 أصدر صادق الازدي مجلته الشهيرة قرندل التي تعطلت خلال مسيرتها خمس مرات، ولقد توقفت عن الصدور نهائياً في الثامن من أيلول (سبتمبر) عام 1958 وعمل بعد ذلك في عدة جرائد منها العهد الجديد ــ والعرب ــ والجماهير ــ والجمهورية، وغيرها ثم تقاعد بعد ذلك عام 1974 بيد انه لم ينقطع عن الكتابة فكان يزود جريدة (العراق) ومجلة (المرأة) وجريدة (الاتحاد) الأسبوعية بالمقالات التراثية والاجتماعية، وعمل الأزدي رئيساً لتحرير صحف عدة في فترة العهد الملكي ومنها جريدة الدفاع لصادق البصام وأخبار المساء لمهدي الصفار والحوادث لعادل عوني، كما حرر في صحف أخري، ومنها الكشكول وبالك والعهد الجديد وفتاة العرب لمريم نرمه،وصوت الشعب والناشئة الإسلامية والصحافة والمنار التي كانت تصدر في بغداد أواسط الستينيات.
ويقول الباحث فخري حميد القصاب الذي عمل معه في أواخر الثمانينيات ان الازدي شخصية مرحة ظريفة تجيد حبك النكتة وتبتكر النوادر والتعليقات الطريفة. وكان المرحوم متأنقاً في مظهره وملبسه وقد بقي محافظاً علي مظهره هذا إلي حد شيخوخته، وكانت أصول مقالاته التي يرسلها من خلالي لنشر في جريدة العراق غاية في الدقة والأناقة وكان رحمه الله كثيراً ما يشفع الظرف الذي يحتويها بعبارات مداعبة موجهة لي مما يعكس روحيته المفعمة بالمرح والتفاؤل بالحياة، وكان فوق هذا وذاك يحتفظ بخزين من الصحف والمجلات والصور التاريخية النادرة عن العراق، وكان لا يخفي اعتزازه بها، كما لم يكن يخفي ألمه الشديد من أولئك الذين كانوا يستعيرون الوثائق والصور النادرة منه لينشروها بأسمائهم دون ان يعيدوها إليه شاكرين أو غير شاكرين، توفي صادق الأزدي في التاسع عشر من شهر حزيران (يونيو) عام 1999م