
عبد الكريم العامري
في كل بلد عربي هناك نشاط ثقافي ومنها نشاطات ثقافية كبيرة ومهرجانات يشترك فيها أدباء من كل البلاد العربية وهذا أمر جيد اذا وضعنا في حساباتنا حسن النية الا أن “حسن النية” غير موجودة أصلا في أغلب تلك النشاطات فالعلاقات والاخوانيات لها أثر كبير فيالمهرجانات وفي المسابقات ايضاً باستثناءات بسيطة، وأقول استثناءات لأني مررت بتجربة منذ زمن ليس ببعيد، ولأني ليس من صيادي الجوائز وأرغب في الابتعاد عن الانظار حاولت ذات مرة ارسال نص الى قناة فضائية تلفزيونية رعت مسابقة وعلمت ان اللجنة موثوق بها لهذا ارسلت لهم نصا ونسيته بعد عدة شهور طرق الى مسمعي اسماء الفائزين وكنت منهم، استغربت حينها ولم احضر حتى استلام الجائزة لعدم استطاعتي السفر الى بغداد فارسلتها لي صديقة من الصحافيات..أذكر ذلك لأني وجدت مهرجانات كثيرة تقام في بلدان عربية الا اني اقرأ ذات الاسماء المشاركة فيها وكأن تلك الاسماء هي فقط من يمثل الادب العربي للأسف الشديد واذا بحثنا عن السبب نجد هناك امرين، الأول أن القائمين على المهرجانات لا علاقة لهم بالأدب ولم يطلعوا على نتاجات الادباء ومنهم من لا يفرق بين قاص وشاعر! والثاني ان هناك اخطبوط أدبي يمد أذراع في كل الاروقة الثقافة من خلال العلاقات وهناك من يتصل بهذا او ذاك ليعطيه رأيه بالأديب الفلاني ليقول له “هذا لا ينفعكم” و”هذا علماني كافر” و”وذاك متدين متطرف” وما الى ذلك من تبريرات ليقطعوا الطريق عن مشاركة اسماء كبيرة في الوسط الثقافي والادبي العربي…
الدعوة التي وصلتني من المغرب الشقيق لحضور مهرجان شعري لم تتحقق قبل عام ذلك لعدم وجود سفارة مغربية بالعراق ويتطلب من المدعو للمهرجان ان يذهب الى الاردن/عمان ويستخرج الفيزا او سمة الدخول وهذا ما لم اتمكن من القيام به لاسباب كثيرة لا مجال لذكرها.
اتمنى على المؤسسات الثقافية والادبية في البلاد العربية وضع قاعدة بيانات وعدم الاعتماد على اتحادات الادباء العربية المملوءة بالكره لهذا الاديب او ذاك والملتصقة بالسلطات الاستبدادية التي تمنع دخول فلان وفلانة..من اجل ان يتمكن جميع الادباء من ايصال نتاجهم الى الى البلاد العربية وليس الاكتفاء باسماء ثبتت في الطابو العربي.
—