ولد غني العاني في العراق في مدينة بغداد بالذات. انتقل عام 1967 إلى باريس لإتمام دراسته الجامعية والتحق بكلية الحقوق بباريس وحصل فيها على شهادة الدكتوراه لكنه ترك الحقوق لان ميله وحبه إلى فن الخط كانا كبيرين واستعادا مكانهما الحقيقي عنده. وأصبح فن الخط الذي كان هواية عنده مهنة له.
يقول غني العاني “لا استطيع أن احدد بالضبط الفترة التي بدأت أتعلم فيها فن الخط للمرة الأولى”. ثم يضيف قائلا ” إن الخط كان بالنسبة لي مجرد إشباع ميل وهواية. كان حبي كبيرا في البداية للكتابة ولكل ما هو مكتوب وقمت بعدها بتطوير الكتابة إلى أن أصبح المكتوب خطا وأصبح الخط فنا.”
هذا الفن يشبه شجرة النسب
وكان التأثر والإعجاب باديين عليه عندما يتحدث عن معلمه في الخط ” أستاذي بالخط كان اكبر المعلمين للخط في مدرسة بغداد. اسمه هاشم محمد المعروف بالبغدادي. وقد سمي بهذا الاسم لأنه يمثل رمزا قويا لهذا الفن في مدرسة بغداد.
ورث غني العاني هذا الفن عن مدرسة بغداد في الخط . ويعتبر نفسه ينحدر من ” شجرة النسب” لهذا الفن وانه يقوم بإيصاله إلى الآخرين عبر نشاطه في التدريس حول العالم وخاصة في كلية ” ايكس اون بروفونس” الفرنسية وفي معهد اللغات الشرقية بباريس. هذا النشاط كان احد الأسباب التي من اجلها وقع اختياره من قبل منظمة اليونسكو لمنحه هذه الجائزة وتقديرا بما يقوم به للتعريف وإيصال فن الخط العربي الإسلامي إلى الجمهور الغربي. وتقدر الجائزة بقيمة ثلاثة آلاف دولار لكل فائز.
اعتراف بفن الخط بأنه فن قائم بذاته
وعبر غني العاني عن فرحته بالحصول على هذه الجائزة بعد جهد متواصل دام الحياة كلها وان هذه الجائزة هي أيضا رمز لشيئين اثنين : أولهما أنها تعتبر ” اعترافا بأن فن الخط أصبح فنا قائما بذاته وانه يمس أشكالا أخرى من الفن مثل الهندسة المعمارية والشعر وحتى الموسيقى”.
من الناحية الشخصية يقول غني العاني ” انه مسرور جدا بهذه الجائزة لأنها تعطي وجها آخر لبلدي الأصلي العراق الذي يتخبط في العنف وأن هذه المرة هو خبر ثقافي سار وليس انفجارا”.