في واحد من اكثر المعارض غرابة اقام الفنان قاسم البديري معرضه الشخصي الثامن في زقاق “العاقولية” بشارع الرشيد مقابل شارع المتنبي يوم الجمعة الموافق 15-1-2016 المعرض الاول من نوعه في مكانه طبعاً استطاع جذب عشرات المهتمين ومتذوقي الفن التشكيلي والكرافيك حيث استطاع الفنان بمهارته وحسن صنعه ان ينتج لوحات غاية في الروعة.. الزقاق القديم ذو البيوت المتهرئة الآيلة الى السقوط كان عالماً خاصا اختاره الفنان قاسم حضناً للوحاته وفنه.. لعلها مغامرة وشجاعة من الفنان قاسم ان يعرض فنه في مثل هذه الاجواء الا انه بغرائبيته نال رضا واستحسان الجمهور .
واقامت الفنانة التشكيلية عادلة فاضل معرضها الفني على قاعة عشتار في وزارة الثقافة والسياحة والاثار بحضور وكلاء الوزارة ومعاون مدير دائرة الفنون التشكيلية . ومثلت لوحات عادلة مدارس عدة لعل التجريدية والتعبيرية اهم مدرستين استلهمتهما في رسم لوحاتها التي تناولت اكثر من موضوع تراوحت بين المشاهد البغدادية الاصيلة والمناظر الطبيعية .
واقامت الفنانة زينة الاسدي معرضها الشخصي الاول على قاعة حوار يوم الخميس الموافق 14 كانون ثاني 2016 .. زينة استثمرت الاساطير والخرافات الاغريقية لتنتج لوحات تنتمي الى المدرسة الغرائبية في الفن ، المعرض ضم 21 لوحة فنية مزجت ما بين الغرابة والتعبير حيث عكس تنوع الكائنات الخرافية سعة افق الفنانة وتصورا لعالم غريب لا نعيشه في الواقع بل نتخيله احياناً.
الفن باق والفنانون راحلون حيث فقدت الساحة الفنية واحدة من كبار الفنانين العراقيين الرواد هي الخزافة عبلة العزاوي .. لقد استطاعت الفنانة عبلة العزاوي ان تؤسس اتجاها عراقياً خاصاً بالخزف وتركت بصمة مهمة هي شاهد على مرحلة فنية غنية .. العزاوي اسست لها قاعة للفن التشكيلي كانت تعرض فيها اعمالها وتقام فيها المعارض من رسم ونحت وخزف . قاعة عبلة العزاوي كانت عبارة عن منتدى يلتقي فيه الفنانون والمثقفون والمبدعون ورواد الجمال.
ضمن النشاطات الثقافية المهمة التي اقيمت خلال الاسبوع الندوة التي نظمها مركز التنمية الاعلامية حيث ناقش عدد من المختصين موضوع ” مرحلة ما بعد تحرير الانبار” وهي ورقة بحثية للباحث ابراهيم العبادي مدير العلاقات والاعلام في وزارة الداخلية استعرض فيها اهم الاهداف التي حققها العراق من خلال تحرير مدينة الرمادي من دنس داعش واهمية ذلك في تعضيد الوحدة الوطنية العراقية .. ادار الندوة التي شهدت عددا من المداخلات من قبل الحاضرين الدكتور عدنان السراج مدير المركز .
في هذه الاثناء شهد المسرح الوطني عرضاً لمسرحية “مكاشفات” قدمتها الفرقة الوطنية للتمثيل ، المسرحية اعدها الكاتب الكبير الراحل قاسم محمد واخرجها غانم حميد ، جسد ادوارها الفنانون شذى سالم وميمون الخالدي ، وفاضل عباس وسينوغرافيا علي السوداني . هذا النشاط تزامن مع فعاليات مهرجان المربد الشعري الذي انطلقت اعماله في محافظة البصرة بحضور عدد من الشعراء العراقيين والعرب واستمر ثلاثة ايام ، مهرجان المربد انطلقت اعماله لاول مرة في الاول من نيسان عام 1971 .
المسرح الوطني نفسه شهد يوم السبت الموافق 16/1/2016 عرضا أول للفلم الايراني الكبير ( محمد رسول الله ) الذي يتحدث عن طفولة النبي محمد عليه الصلاة والسلام حيث استطاع مخرج الفلم ان يبهر المشاهدين بالمشاهد واللقطات السينمائية المثيرة ما يشير الى عظمة السينما الايرانية والمراحل التقنية االمتقدمة التي وصلت اليها .. المخرج مجيد مجدي استحق احتفاء الجمهور به من خلال التصفيق له وقوفاً . الافتتاح الرسمي لعرض الفلم شهد حضور وزيري الخارجية و الثقافة ووكيل وزارة الثقافة جابر الجابري والسفير الايراني حسن دنائي ومدير مكتب رئيس الوزراء وعددا من المسؤولين اضافة الى جمهور كبير امتلأت بهم مدرجات المسرح .
ولعل واحدا من النشاطات المهمة ذلك الذي اقامته دار النشر والثقافة والكردية بعنوان ( المرأة الكردية من منظور المستشرقين ) حيث حاضر في الندوة الدكتور اسماعيل ابراهيم مستعرضا اهم المستشرقين الذين مروا باقليم كردستان وكتبوا عن المرأة الكردية اذ يرى المستشرق مينورسكي ان الكرد اكثر الشعوب الاسلامية تسامحاً مع المرأة واعطاء المكانة التي تستحقها وخاصة في التعبير عن الرأي .
هذه الفعاليات وغيرها هي التي ميزت جمعة المتنبي يوم 15 كانون ثاني 2016 .. وهي شاهد واضح على ان بغداد تستحق ان تكون عاصمة للابداع خلال هذا العام ، بل عاصمة ابدية للابداع .. انها بغداد الحضارة والجمال.
—