قلبي لكردستان يهدى والفمُ ، ولقد يجودُ بأصغريه المعدمُ
تلكم هدية مستمت ٍ مغرم ، انا بالضحية والمضحي مغرمُ
غاليتُ في حب الشهيدِ وراعني في ما احدّث عنه فكرٌ مبهمُ
ووهمتُ اني في الصبابة منهم، ولقد يعين على اليقين توهمُ
وتمجيد بطولات الشعوب، وتضحياته ، سمة انغمس فيها قصيد الجواهري الثري، منذ أن اعتبر الشاعر الحرية مذهباً وانتماء ، وامتهن ثورة الفكر التي علّمه تاريخها “بأن ألف مسيح دونها صلبا”… وهكذا راحت قوافيه تترى في “حب الشهيد” ومن “يتقحم أزيز الرصاص” دفاعاً عن مبادئه وتطلعاته… وان كان من بدٍ للبرهنة، فتلك هي قصائد الشاعر العظيم تتحدث عن نفسها وهي تسجل نضالات شعوب الدنيا بهدير لم يبرح يصك الأسماع منذ عقود، وعقود… ومن بينها عن فلسطين وسواستابول والجزائر ووارسو وبور سعيد… وغيرها عديد، وكل ذلك دون حساب الأرث الوطني المعروف والمنتشر دون مدى
والحديث عن نضالات “الجبل الأشم وأهله” في ميمية ” كردستان … موطن الأبطال” الفريدة يأخذ مناحي ومحاور شاملة ومتداخلة في ترابط وثيق، كما هي العادة في سفر الجواهري العريق… بوصف شاهد عيان، وعيون شاعر، وفلسفة مفكر مُنور، وعطاء فنان مبدع…
يا موطن الأبطال بثٌ مؤلم، وألذ اطراف الحديث المؤلمُ
سلّم على الجبل الأشم وعنده من ابجديات الضحايا معجمُ
سفرٌ يضم المجد من اطرافه، ألقاً كما ضم السبائك منجمُ
يا موطن الأبطال حيث تناثرت قصص الكفاح حديثُها والاقدمُ
حيث انبرى مجدٌ لمجد ٍ والتقى ، جيلٌ بآخر زاحف يتسلمُ
… وهنا وبهدف التوثيق، تقتضي الاشارة إلى أن وزارة اعلام النظام الدكتاتوري المندثر في بغداد قدأجتزأت القصيدة هذه من طبعة ِ ديوان الجواهري (بغداد 1974-1980) ذي الأجزاء السبعة… وقد كان ذلك مسعى خائباً لاخفاء حقائق تتحدث بنفسها عن نفسها ومواقف واضحة من نضالات الشعب الكردي، وثورته، وزعاماته التاريخية… ولكن ها هي القصيدة تخلد وتدوي، وتتحقق نبوءاتها أو تكاد، فيما يندحر الشوفينيون أو يكادون.
————————————————————————————————
jawahiricent@yahoo.com
مرفق صوتي على الرابط ادناه
http://www.iraqhurr.org/content/article/1969889.html
مع تحيات مركز الجواهري في براغ
www.jawahiri.com