دون اهتمام الجهات الرسمية ، وبعض المنظمات المدعية،مؤخراً، بالاهتمامات الثقافية- الفنية في المدينة ، وبدعم “جمعية التشكيليين العراقيين في البصرة” فقط ،و بحضور عدد كبير من الفنانين والأدباء والكتاب، و متابعي الفنون والثقافة ،وبتاريخ 19 آذار 2016،افتتح الفنان التشكيلي”طاهر حبيب” معرضه الشخصي الرابع ، تحت عنوان:” الظل المضيء..” ، على قاعة جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين في البصرة- منطقة نظران- الدور التراثية. ” الظل المضيء” معرض الفنان التشكيلي طاهر حبيب نلاحظ انه قد أكد على إن التغريب وهيمنة المادة في بناء السطح التصويري للوحة المعاصرة يمنحنا هارمونية بَصرية متناغمة في اللون وعوالمه الجمالية – المتعددة والمتسمة برؤى فنية حداثوية ومعاصرة . الفنان “طاهر حبيب” مواليد البصرة 1953 ،بكالوريوس رسم- فنون تشكيلية، وعضو جمعية التشكيليين العراقيين، وعضو نقابة الفنانين، وعضو جماعة آبسو-تشكيل،وأقام منذ العام 2005 معارض شخصية تشكيلية، في البصرة ،وبابل ، وبغداد، كما شارك في معارض جماعية عدة في بغداد والبصرة،وبعض المحافظات،ودأب على المشاركة المتواصلة في المعارض التشكيلية التي أقيمت في مهرجانات المربد منذ سقوط النظام. التجربة التشكيلية التي قدمها الفنان”طاهر حبيب” من خلال معارضه الشخصية أو التي شارك فيها أثارت الاهتمام والانتباه الجاد فكتب عنها الكثير من نقاد الفن التشكيلي والكتاب، ومنهم أستاذنا القاص الرائد محمود عبد الوهاب، والناقد التشكيلي خالد خضير الصالحي، والفنان والناقد التشكيلي هاشم تايه، والناقد زهير الجبوري، والشاعر عادل مردان، والشاعر احمد العاشور، والشاعر محمد محمد صالح، والقاص نبيل جميل،والكاتب عبد الأمير الديراوي.. وغيرهم ، كما اختارته “فنارات” مجلة “اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين- البصرة” في عددها الثالث، فناناً للعدد، وزينت لوحاته المتعددة أغلفتها الملونة ، الأولى والثانية وما قبل الأخيرة وكذلك الأخيرة.يؤكد الناقد والفنان التشكيلي “هاشم تايه” في تقديمه للمعرض الشخصي للفنان”طاهر حبيب”: على إن “حبيب” يواصل التركيز على إنشاء لونية متناغمة تُغطي سطوحه التصورية، ذاهباً إلى خلق فضاء ناعم متسع لكائنات شرعت في التكوين في زمن لا تُعرف بداية له،وعانت من عجزها عن الوجود في أشكال مستقرة تجعلها تنتسب إلى هويات خليقية محددة,وإنها دائمة التبدّي في طبيعة هلامية رجراجة طافية على بحيرة من العماء اللوني. ويضيف :إنها كائنات واهنة غرقت في الصمت بعد إخفاقها في القفز إلى عالم الصيرورة الضاج بالحياة، حيث الخلائق والأشياء أنجزت تحققها الخليقي التام،واستقرت أرواحها في جسوم وأجرام مميزة، لعل طاهراً حرص على أن يطلعنا على عالمٍ آخر من الوجود الهش الطائف ، مكلوماً بأحلامه العاجزة على تخوم عالمنا بعرامة غروره وتبجحه.وقد عمد كثير من الزملاء الذين حضروا افتتاح المعرض على توجيه التحية للفنان “طاهر حبيب” من خلال تسجيلهم الانطباعات المخلصة في سجل المعرض ، فقد كتب الأستاذ القاص “محمد خضير” بعض انطباعاته ومنها:” في هذه المعرض التشكيل واللون يتضافران هنا في علاقة متكاملة ،حيث يؤطر اللون ببهائيته واضاءاته الأشكال المدروسة والمختزنة في تجربة إنشائية طويلة،فجاءت اللوحات مصداقاً على هذا التضافر..واستعمال الفنان”حبيب” لخامة الباستيل، في بعض اللوحات في معرضه هذا عكس لأول مرة قدرته المتميزة على تنويع الخاصات”. نلاحظ إن سطوح اللوحات التي قدمها الفنان التشكيلي ” حبيب طاهر” في معرضه الرابع،مهمومة بشكل جلي بحسٍ تجريدي- غنائي ،و مركزأً فيها على طاقاته اللونية المتميزة، والتي يأمل من خلالها الذهاب إلى منطقة استجابة المشاهد،البصرية وتفاعلاته الروحية،في الحصول على الاستجابة والتأثير. نرى أن ” الظل المضيء..” بما قدمه من لوحات مبهرة لونياً هي الإجابة ،غير المخفية، والواضحة،بلا جدالٍ، على هذا الخراب و الخسارات التي تحيطنا ،من جميع الجهات، وتسم حياتنا ،في عالمنا اليومي المشبع بالقهر والعذابات، لكنه ،من جهة أخرى، الغافي بأحلامنا التي يحاول البعض، برؤى ظلامية، وتوجهات نفعية- غائية أن يجعلها متوارية خلف ظلال ادعاء القهر والمظلومية التاريخية ، بينما يغلفنا البؤس والإهمال اليومي الدائم.
—