
الوقت :فجرا
المكان :صحراء بادية السماوة.
لقطة قريبة تسلط على خطى راعي يواصل المسير مع أغنامه نحو بزوغ الفجر وفي مكان أخر خطى حافلات عسكرية تواصل المسير في العراء وخطى حصان مسرع.
يتوقف الرعي ويظهر وجهة لأول مره في اللقطات الأولى حينما يقف مذهولا لقافلة من الحافلات العسكرية ويذهل حينما يجذبه من هذا المنظر رؤوس معصوبة الأعين متكأة على شبابيك الحافلات فتعتريه الذكرى .
(فلاش باك )
المشهد الاول (2)
المكان : دار في حي سكني
المنظر : دار تحيط به أجهزة الأمن من كل مكان والناس من حولهم يتجمعون مذهولين وأجهزة الأمن تخرج رجل كبير في السن ذو هيبة في شخصيته وأيمان كبير وسط عويل النسوة وبكاء الأطفال والراعي هو الابن وكان حينها شاب في بداية الشباب .
الراعي : (يتمسك بابيه ويكلم رجال الأمن ) وين ماخذين ابوي …وين ماخذينه .
الضابط : (يسحبه بقوه) مالك علاقة .
الراعي : شلون مالي علاقة …هذا ابوي .
الضابط : عدنه امر باعتقاله .
الراعي : ليش شسوه ؟
الضابط : متهم بخيانة الوطن (للشرطة) اخذوه .
الأب: (يبتسم والشرطة تسير به نحو السيارة ) ولا يهمك ….بالنتيجة راح نطلع كلنه خونه… لان سكتنه من شفنه الغلط كاعد يكبر يوم بعد يوم .
الضابط : (للشرطة) اخذوه (الشرطة تدفع الراعي فيقع على الأرض وتسير السيارة الأمنية بسرعة البرق مخلفة عويل يعلو …ويعلو..في مخيلته ) .
المشهد الأول (3)
المكان : الصحراء
المنظر : الراعي وهو يقف بعد (الفلاش باك ) يرقب اختفاء الحافلات خلف الصحراء يمينا ويشعر بصوت حوافر الحصان تقترب منه فيلتفت الى يساره فيرى فارس ملثم يقترب منه وهو متسمر مما راى .
الفارس : السلام عليكم .
الراعي : (بذهول واستغراب وصوت متعثر) وعليكم السلام ز
الفارس : وين صايره نكرة السلمان ..بعد جوه ؟؟
الراعي : (مذهولا) ها …لا نكرة السلمان ضلت وراك
الفارس : (يشير للحافلات) جاوين رايحين .
الراعي : (صمت ويلتفت لطريق الحافلات ) ولله ما ادري .
الفارس : زين …مع السلامة ( ويذهب مسرعا )
الراعي 🙁 ينتبه لنفسه ) أكلك ….اوكف خل أحجي وياك .
(يواصل الفارس مسيرة ويختفي أثره خلف الصحراء والراعي يرقبه ويلتفت يمينا على خطى الحافلات ويسارا على خطى الفارس ويواصل مسيرة ).
المشهد الثاني
المكان : الباحة الخارجية لنكرة السلمان تحيط بها رجال الأجهزة الأمنية بشكل مرعب .
الوقت : عصرا .
المنظر : الحافلات تنزل السجناء بشكل مأساوي تحت ضرب الهراوات ويدخلونهم الزنازين الصغيرة ويقف في ساحة السجن سجان برتبة كبيرة وشكله وشخصيته مقززة ومرعبة .
السجان : (يخاطب العسكر) التعليمات واضحة ….الخاين ممنوع عليه يشم هوه العراق ..(يخرج اربعة جنود يحملون في بطاطين اثنان من السجناء المرضى وهم في حالة سيئة جدا ) شبيهم ذول؟
الجندي: سيدي هذولة صارلهم يومين بس يتقيئون … ولا اكل ولا شرب .
السجان : ماعرفتوا شبيهم ؟؟
الجندي : لا سيدي .
السجان : والعشره القبلهم وين صاروا ؟؟
الجندي : ماتو سيدي ..
السجان : أو ين وديتوهم ؟؟؟
الجندي : دفناهم سيدي حتى لا ينتقل المرض للباقين .
السجان : أذا هذوله أيضا ادفنوهم .
الجنود : بس سيدي (يتحرك المرضى حركة خوف مما قيل ) .
السجان : (يقاطعهم ) لا تبسبسون …الموضوع انتهى …هذوله وباء وبقائهم فوق الأرض ضرر على الجميع ….فدفنهم اكرم …ادفنوا مساوئ موتاكم (يضحك بشكل مقزز) يا لله (للجنود) نفذ ثم ناقش .
الجنود : أمرك سيدي (يخرجون بهم ) .
المشهد الثالث
المكان : قبور كثيرة لا توجد عليها أسماء فقط ارقام
يظهر الجنود وهم يحفرون القبور والمرضى ينظرون لهم بحزن وتسليم بالقضاء والقدر وهم ينظرون لبعضهم البعض ومن ثم يظهر الجنود وهم يهيلون التراب على المرضى وتنساب من المرضى دموع خلسة وبصمت دون أدنى حركة .
المشهد الرابع
المكان : الفضاء الخارجي لخيمة الراعي
الوقت : المغرب الشمس تختفي وراء الصحراء.
الراعي وهو يدخل أغنامه في مكان مبيتها المكون من أسلاك شائكة بشكل دائري فيسمع صوت حافلات فتمر من أمامه حافلات تحيط بها الوازات العسكرية والراعي متسمر في مكانه من الخوف ويلفت نظره الرؤوس المعصوبة الأعين ومتكئة على شبابيك الحافلات لكن هذه المرة رؤوس أكراد وأطفال ونساء وفي خلفيه الحافلة الأخيرة يشده منظر طفل في التاسعة من عمره وهو يقف ويرفع يديه إلى الأعلى من الشباك الخلفي للحافلة كأنه يطلب النجدة دون أن يتكلم أو يحرك شفتيه وما إن يتحركوا من أمامه مسافة ليست بقليلة حتى يأتي حصان الفارس الملثم من غير فارس وهو يسرع خلف الحافلات فيتقدم الراعي خطوات ليتابع سير الحافلات التي اختفت خلف الصحراء ومن ثم يرجع إلى خيمته مسرعا خائفا مرعوبا .
المشهد الخامس
الوقت : ليلا
المكان زنازين نكرة السلمان .
زنزانة فيها سجناء متعبون جدا احدهم يقرأ والآخر يلف له سكاره والآخر مبحر في عالم أخر وأخر نائم ووجهه للحائط ويبكي خلسة وأخر يجلس ليغني في زاوية بعيدا عنهم ويغني ببكاء أغنية البنفسج للمطرب (ياس خضر) وتظهر خلال هذه الدندنة وجوه السجناء وهم يبكون خلسة فيما يظهر وبكل خاطف مشهد خاطف لثلاثة سجناء في زنزانة أخرى احدهم يقف يتابع القادمين واثنين يحفرون تحت الأرض نفق للهروب ومنظر آخر خلال الأغنية للسجان يجلس خلف مكتبه يبتسم على أنين هذه الآهات وعند نهاية المقطع الأول من الأغنية يبدأ السجان يشعر بألم وعدم ارتياح واحدهم يصرخ بحاله هستيرية فيما احد السجناء والسجان وفي آن واحد يتقيئون (مشاهد بشكل خاطفة ).
المشهد السادس (1)
المكان : داخل خيمة الراعي
الوقت ليلا.
المشهد يتحول من زنزانة نكرة السلمان إلى الراعي الذي يجلس وهو مغطى ببطانية ويجلس أمام نار من الحطب ذات لهب عال يتحمى من برودة الجو ويظهر له خلال أبحاره في اللهب (فلاش باك ).
المشهد السادس (2)
المكان :الباحة الخارجية لدار الراعي في المدينة .
الوقت: عصرا .
تجلس ام في عمر سحيق وهي تبكي بكاء مؤلم جدا وعندها يدخل الراعي كان شابا في مقتبل العمر .
الام : (بلهفه ) ها يمه ..بشر …سمعت عنه اخبار ….لكيته …عرفت هوه وين .
الراعي : على كيفج يمه ..ان شاء الله خير .(يجلس متعبا وتجلس الى جانبه الام ).
الام : (ببكاء) احجي يمه مو راح اموت كلي لكيت ابوك .
الراعي : (بخوف ) عمرج طويل يمه …بس .
الام : بسيش ..احجي ..ابوك عدموه .
الراعي : (مقاطعا ) لا….بس مالكيتله اثر .
الام : كل السجون …والشرطة والامن والاستخبارات ؟؟؟
الراعي : كلهم يكولون ماعدنه هالاسم .
الام : (تبكي وتولول) .
الراعي : بس امولني خير .
الام : اشأملوك ؟؟
الراعي : كالولي تلكاه بنكرة السلمان .
الام : ياستار ….نكرة السلمان اليدخلله بعد ما يطلع يمه .
الراعي : راح أحاول ..حتى لو اضطريت اجودر هناك واكعد انتظره .
(يفيق الراعي من هذا التذكر) .
المشهد السادس (3)
بعدما يفيق تمر أمامه صور خاطفه لما راه صباحا من سجناء ومساءا من سجناء وصورة الطفل التي يراها ويرى أيدي من بين التراب تخرج تطلب النجدة فيستيقظ كأنه كان في كابوس ..كل هذه من خلال اللهب …
المشهد السادس (4)
يعلو أصوات كلاب بشكل يثير القلق فيأخذ الفانوس ويخرج خوفا على مواشيه …يخرج الراعي مسرعا وهو يحمل فانوسه نحو مكان مواشيه فيتفقدها فلا يجد شيء ألا انه يسمع صوت بكاء ..يتقدم إلى الأمام ..فيرى شيء ما يركض ..يتقدم ..فيشعر بشيء بين فخذ ساقيه شيء ما وهو يحتضنه ويبكي ..فيضع الفانوس بوجهه فيجده الطفل الذي شاهده في خلفية الحافلة وهو يبكي وبحاله مزرية ومصاب بيده وينزف يأخذه ويدخل الخيمة ….
المشهد السادس (5)
يظهر وهو يضمده ويدخله الفراش ويجلس عند رأسه يرقبه والطفل ينام بخوف ..ألا إن الطفل سرعان ما يسترجع ما مر به (فلاش باك) الحافلات وهي تحمل العوائل الكردية وتنزلهم في مكان فيه حفارات تحفر قبر على شكل نهر والكل معصوب عينيه ألا الطفل ووجوههم إلى الأمام وظهورهم إلى النهر المراد حفره فينهال الرصاص على العوائل من كل جانب فيسقطون إلى الحفرة جميعا ويهال التراب عليهم ..يغادر العسكر ..فينفض الطفل الغبار عنه ويمر بحاله هستيرية وبكاء وهو يركض ….يستفيق الطفل من (الفلاش باك ) وهو يصرخ ..
الطفل : بابه ….بابه …مامه …مامه ..
الراعي : كان نائما ويفيق على الصراخ ) سم لله …سم لله ..شبيك ..شبيك ..(يحضن الطفل) سولفلي شبيك .
المشهد السابع .
المكان : الباحه الخارجية لسجن نكرة السلمان .
الوقت: صباحا .
يقف السجناء ويظهر السجناء كأنهم في استعداد صباحي ويتجول بينهم السجان بشكل استفزازي مع ضرب من يحلو له بالهراوة على ظهره .
السجان : اكو صوت حلو بالسجن هالايام وانه ما ادري ..وغنه البارحة أغنية ممنوعة (صمت) يا عندليب البارحة لتجرئ وغرد بمملكتي من دون أذني …خل يطلع منه ومن كيفه ..أحسن من ما يعم على الكل .
المغني : انه غنيت .
(والسجناء خوفا على من غنى ادعى كل واحد منهم بأنه غنى فكل واحد منهم كال )
السجناء: انه الغنيت
(السجان يرتبك من تعالي الأصوات يسحب المغني ويحاول ضربه أمام الجميع فيتقدم السجناء نحوه سعيا منهم لضرب السجان ).
السجان : (بصوت عال) حرس …..اضرب.
(يطلق الحرس النار بشكل عشوائي فيسقط سجناء كثر أموات والآخرون يزجوهم إلى الزنزانات بالهراوات فيظهر الجنود وهم يحملون القتلى ببطاطين ).
المشهد الثامن
المكان : مقبرة الأرقام
يرافق هذا المشهد كله صوت المغني بالسجن بأغنية (البنفسج)يظهر جنود يحفرون قبور لدفن السجناء المنتفضون ومن ثم يدفنوهم بشكل همجي ويهيلون عليهم التراب ويضعان على قبريهما شواهد عبارة عن أرقام يتخلل هذا المشهد ظهور ثلاثة سجناء الذين يحفرون نفق وهم يزحفون داخله وخطى الراعي بلا أغنام وهو يحمل بندقية ومشهد لحصان الفارس وهو يركض مسرعا وعند انتهاء مشهد الدفن وذهاب الجنود يظهر نور من القبور جميعا للسماء ومن ثم يظهر السجناء الثلاثة وهم يخرجون من النفق مع بزوغ الفجر وظهور الحصان يشم القبور والراعي والطفل يحفران بأيديهم الأرض و لا يعثرون في عملية الحفر ألا على أرقام فقط فيصهل الحصان ويقفل مسرعا بصهيل عال جدا فيسقط منه قماش على شكل (شال) بنفسجي اللون على القبور وحينما تقترب الكاميرا منه ينفجر دما بالشاشة …فيظهر بشكل جدا خاطف مشهد سقوط صدام حسين فقط من حبل الإعدام .
النهاية