يحرص المخرج السينمائي الشاب أمير البصري على التحرك في مناطق غير مأهولة ومليئة بالألغام والخطوط الحمر ، وهو بهذا يخرق المألوف والمتعارف عليه فيما نراه من اعمال سينمائية عراقية.
في عمله كابتن عادل وهنا العنوان مجاراة لعنوان المسلسل الكرتوني المعروف كابتن ماجد يضع المشاهد امام واقع عراقي مؤلم منذ بدء اشارة المشهد الأول حيث الامهات اللاتي يندبن ازواجهن في مأتم كثرما نراه في المناطق المحشوة بالفقر والعوز، هذا الوجع العراقي المتتالي والصراع اليومي يوضح من خلال انموذجين متضادين لجيلين مختلفين يمثلان لعبة حقيقية هي لعبة الحياة بكل تفاصيلها والتحدي القائم على رفض السائد بالرغم من الضعف واللاحول الذي يبدو واضحا في شخصية الطفل وهو عنوان المستقبل الذي وجد نفسه مقيدا بتقاليد واعراف لا مفر منها، فيما الام الثكلى تحاول وباصرار واضح ونبرة متشنجة فرض هيمنتها والاحتفاظ بالتقليدي السائد.
استطاع المخرج البصري ان يرينا بشاعة تلك التقاليد التي لا مخرج منها الا بالمقاومة والثبات واقناع الآخر بضرورة كسر القيود المفروضة فلم تكن لعبة كرة القدم التي اخذت خطاً رئيسيا في الفلم الا اشارة للعبة الحياة التي تبث الحياة والنشاط في زوايا البيت المظلم. وهو واحد من ملايين البيوتات التي تغيب ابناءها في نفق العادات والتقاليد المؤطرة بالدين وتخويفهم بالنار ان كسروا حاجز الاعراف.
كابتن عادل هو صرخة في وجه عالم مضبب لا يرى الا ما تحت قدميه ولا ينظر الى المستقبل الذي لا بد ان يكون اكثر اشعاعا وتقدما وتمكن المخرج من خلال استخدامه لكاميرا تدور في فضاء البيت وحوار موجز ان يقنعنا بالحدث الدرامي مؤكدا على شخصية الطفل وتمرده المستمر حتى نهاية الفلم والذي يؤكد ان الحال ما زال قائما وانه لا بد من تغييره حتى وان احتاج الامر الى تمرد كبير.