أستاذي الجميل ئاسوس ميدي .. محبتي وأعتزازي
منذ عشر سنوات ،لم تشرق علي شمس وجهك .. والعجيب انني لم ارك في مهرجانات مربد مابعد السقوط وفاتني ان أسأل النصير (آشتي )عنك لم أسأله في مهرجان المربد لكنني في السنة الماضي في مهرجان حركة المقاتلين ألأنصار وهم يشرفونني شرفا كبيرا فقد طلب مني أخي الكبير الشاعر ألفريد سمعان أن أكون عريف حفل الجلسة الشعرية ألأولى قدمت فيها الشاعر موفق محمد والشاعر كاظم الحجاج والشاعرة آمنة عبد العزيز..وقد تزامن ذلك مع نهاية مهرجان الجواهري فأنتقلت الشاعر موفق محمد والشاعر كاظم الحجاج وأنا الى ضيافة حركة ألأنصار…ما أن انفردت بالنصير (آشتي) ومن يتعرف على آشتي لايمكن ألأ يحبه لما فيه من شفافية المقاتل الثوري من تواضع جم…يا أستاذي الجميل سألت آشتي عنك فعرفت انك متعب بعض الشىء..لكنه طمنني عنك حملت آشتي قبلتين مني لك …وفي صبيحة اليوم الثاني من المهرجان وانا انفرد بأسمين كبيرين لم يعرفا أستراحة المحارب اعني المناضل البطل كريم أحمد والمثقف الأنصاري البرفسور كاظم حبيب ..سألت أبو نريمان /المناضل كريم أحمد عن احوالك فأكد انك بخير….
*الجميل ئاسوس ميدي
العجيب يا أبا آزاد.. لم ارك في مهرجانات مربد مابعد سقوط الطاغية؟او مهرجانات الجواهري؟ ملتقى القصة العراقية في بغداد ؟ كنت في شوق لرؤيتك ولمحاورتك كنت أتمنى لقاءا حميميا بيننا مثل ذلك اللقاء وان نكون نحن الثلاثة وربما سنكون أكثر…
يا أبا ازاد اذا انتم في الشمال قد حصدتم بهجة المتغيرات منذ أنتفاضة 1991 فنحن مانزال في حلم يقظة بألأبيض وألأسود..المتغيرات:مرتجى مؤجل ..وتنافس السلحفاة في سيرورتها..وأعظم ما أخشى اننا آلآن نعيش ونمثل مسرحيتك النبوئية(كاوه دلدار)،الصادرة عام1989/بغداد..حيث يصيح صوت فينا(لاتخلطوا بين ضحاك ماقبل التاريخ وضحاك القرن العشرين قرن ألأنجازات العلمية والنزعات ألأنسانية والحركات الديمقراطية../ص47)..أي نداء ديموغاجي/مظلل يوجه للجماهير ذلك الخليط غير المتجانس التي حذرتنا منه الفيلسوفة (حنا أرنت) ؟
وهكذا تتحول الجماهير الى ابواق وطبول بين يدي ضحاك :قوة الملاكم/جسد الراقصة /خوف الكهل ..
بأستثناء تلك الفتاة التي تهمس فتاها وهي ترى الملاكم يحطم قرص سمفونية سبارتكوس للموسيقار العظيم جاغودريان تلك ألأسطوانة التي اشتريت أنا نسخة منها مكونة من ثلاثة أشرطة كاسيت أشتريتها من شارع الجمهورية في كركوك عام 1978:(لاأثق بمن يبغض الموسيقى /ص51)..هكذا تهمس الفتاة فتاها.
على يد ضحاك ومن خلال منظور الدهاء يبدأ تزيف التأريخ فالضحاك عبد صالح وليس طاغية
أستاذي ورفيقي محي الدي زنكنة:ما أن انهيت صلاتي ..حتى همستني زوجتي وهي تشير الى شاشة التلفزيون: خبر مو حلو..:في الشريط ألأخباري لفضائية الشرقية…
ثم عرفت منها انك قبل قليل أشعلت شمعتك ألأولى ..جوار شمعة الناقد محمد مبارك والروائي مهدي عيسى الصقر ومبدع القصة القصيرة العراقية الكبير جليل القيسي وو….
لم أقل شيئا..تمتمت زوجتي:( يرحمه الله،قبل يومين ،كنت تحدثني عن روايته ئاسوس…) ..فعلا قبل يومين اندفعت بشوق بحثا عن رواية ئاسوس لأعيد قراءتها للمرة الثالثة..كانت القراءة ألأولى شتاء 1977،سنة صدورها وقراءتي الثانية 1989..لم اجد الرواية وجدت مسرحياتك المهداة لي والتي أستلمتها من أستاذنا العابر ألأستثنائي محمود عبد الوهاب في حزيران 2002،هل تلطف الحدس بي ،كم يكلفني هذا الحدس اللعين ،دائما ؟انا ابحث في مكتبتي..وروحك الجامحة كانت تبحث عن منفذ لعروجها..
وقبل ان تكمل …اعلن موبايلي عن أستلام رسالة من الشاعر ابراهيم الخياط ( ينعى أتحاد ألأدباء الكاتب محي الدين الذي توفي اليوم في السليمانية ) كتبت تعزية جوابية للعزيز الشاعر ابراهيم الخياط.
ثم جلست لأقرأ القرآن…على روحك الطاهرة…
أقرأبصوت خفيض ،صار صوتي رطبا ثم تحول الى مادة سائلة ساخنة …(هذا فراق بيني وبينك…سأنبك بتأويل مالم تستطع عليه صبرا..): اتوقف عن تلاوة القرآن :اطوي القرآن اقبله….أغادر البيت ،أجلس في الحديقة ،فأراني في ممر فندق المنصور ميليا ،عام 2000،العابرألأستثنائي الجميل ،أستاذنا محمود عبد الوهاب وانا قاصدين غرفتنا،يخاطبني أستاذ محمود ،سألني عنك أبوأزاد ،حين دعوته الى غرفتنا هذه الليلة،طمنته….
تلك الليلة ..ياأستاذي كانت من أجمل الليالي بالنسبة لي،ليلة حوار ثقافي رشيق وشفيف ، يدور بيننا نحن الثلاثة:أستاذان :محمود عبدالوهاب برقته وعذوبته
وانت يا اديبنا العراقي الكبير محي الدين زنكنة ،..و ..أنا تلميذكما ..تحدثنا عن الثقافة والعلاقات بين المثقفين وألأجناس ألأدبية ،وحدثتك بدوري عن روايتك الجميلة ئاسوس،وكيف أصبحت في أوائل السبعينات ضمن التثقيف الجماعي في منظمات الحزب،وكنت انا شخصيا مسؤولا عن تجميع أثمان روايتك وأثمان الموسوعة الصحفية للصحفي الكبير(فائق بطي)..كنت تبتسم وتصغي ثم قهقهت حين أخبرتك ان البعض لم يدفع الثمن فأضطررت ان اسدد من جيب طالب ألأعدادية الذي كنته… حدثتني عن كيفية كتابتها وحدثتك بدوري عن جبل ئاسوس الذي عرفني كجندي مكلف … سألتك سؤالا لم تتوقعه في البدء(من هو سعيد نفطجي) ،أبتسمت في وجهي أبتسامة أستفهام ،أعدت عليك السؤال :من هو سعيد نفطجي؟وكم تحبه حتى تهديه مقالتك الصادرة في مجلة ألأقلام عن الكتابة؟ أبتسمت أبتسامة لتستعيد مافي ذاكرتك:فعرفت دور هذا الرجل في وعيك السياسي والثقافي..
ليلة رشيقة وعذبة وحديث لاينتهي الضوء فيها..
بعد فطور اليوم الثاني،سألتك عن(كتابات تطمح أن تكون قصصا)الصادرة عن 84 عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر/بيروت …
.. صمت قليلا ثم أجبتني:هي محاولة لكتابة القصة بطريقة جديدة لاأزعم أني نجحت لكنني حاولت مغادرة هذا الشكل الذي ضقت به وضاقت القصة القصيرة أيضا..ثم استمر الحديث حول هذا المنوال،الى ان سألتك :ان الكاتب المسرحي فيك كان ينافس الروائي وانت تكتب رواية (ئاسوس)..قبل ان تجيب سألتني:مقداد ..صحيح ان(ئاسوس)ضمن قائمة التثقيف الجماعي
كانت في تنظيماتكم في البصرة؟ وحين أكدت لك ذلك رأيت البهجة تغمر وجهك الصارم بضوئها
تمشينا خارج الفندق..قلت لي سأرسل لك من كتبي بيد أستاذ محمود…
وها أنا آلآن في 21/آب /2010 وشمعتك آلآولى آلآن أشعلتها انت في الشاطىء الثاني..أنبش مكتبتي..بحثا عن عطاياك الكريمة ،فأعثر على: (كاوه دلدار) مسرحيتك المنشورة عام 1989/
ألى أخي الشاعر والناقد مقداد مسعود وهو يحاول ألأنتصار على مافي عينيه من حزن …من خلال الكتابة
أخوك
م.زنكنة/حزيران/2002
———————————
*ئاسوس ميدي :أسم مستعار استعمله محي الدين زنكنة ،حين نشر ،مسرحيته الجنزير/في مجلة (يه يقين – الحوار العربي-العدد7-2001
منذ عشر سنوات ،لم تشرق علي شمس وجهك .. والعجيب انني لم ارك في مهرجانات مربد مابعد السقوط وفاتني ان أسأل النصير (آشتي )عنك لم أسأله في مهرجان المربد لكنني في السنة الماضي في مهرجان حركة المقاتلين ألأنصار وهم يشرفونني شرفا كبيرا فقد طلب مني أخي الكبير الشاعر ألفريد سمعان أن أكون عريف حفل الجلسة الشعرية ألأولى قدمت فيها الشاعر موفق محمد والشاعر كاظم الحجاج والشاعرة آمنة عبد العزيز..وقد تزامن ذلك مع نهاية مهرجان الجواهري فأنتقلت الشاعر موفق محمد والشاعر كاظم الحجاج وأنا الى ضيافة حركة ألأنصار…ما أن انفردت بالنصير (آشتي) ومن يتعرف على آشتي لايمكن ألأ يحبه لما فيه من شفافية المقاتل الثوري من تواضع جم…يا أستاذي الجميل سألت آشتي عنك فعرفت انك متعب بعض الشىء..لكنه طمنني عنك حملت آشتي قبلتين مني لك …وفي صبيحة اليوم الثاني من المهرجان وانا انفرد بأسمين كبيرين لم يعرفا أستراحة المحارب اعني المناضل البطل كريم أحمد والمثقف الأنصاري البرفسور كاظم حبيب ..سألت أبو نريمان /المناضل كريم أحمد عن احوالك فأكد انك بخير….
*الجميل ئاسوس ميدي
العجيب يا أبا آزاد.. لم ارك في مهرجانات مربد مابعد سقوط الطاغية؟او مهرجانات الجواهري؟ ملتقى القصة العراقية في بغداد ؟ كنت في شوق لرؤيتك ولمحاورتك كنت أتمنى لقاءا حميميا بيننا مثل ذلك اللقاء وان نكون نحن الثلاثة وربما سنكون أكثر…
يا أبا ازاد اذا انتم في الشمال قد حصدتم بهجة المتغيرات منذ أنتفاضة 1991 فنحن مانزال في حلم يقظة بألأبيض وألأسود..المتغيرات:مرتجى مؤجل ..وتنافس السلحفاة في سيرورتها..وأعظم ما أخشى اننا آلآن نعيش ونمثل مسرحيتك النبوئية(كاوه دلدار)،الصادرة عام1989/بغداد..حيث يصيح صوت فينا(لاتخلطوا بين ضحاك ماقبل التاريخ وضحاك القرن العشرين قرن ألأنجازات العلمية والنزعات ألأنسانية والحركات الديمقراطية../ص47)..أي نداء ديموغاجي/مظلل يوجه للجماهير ذلك الخليط غير المتجانس التي حذرتنا منه الفيلسوفة (حنا أرنت) ؟
وهكذا تتحول الجماهير الى ابواق وطبول بين يدي ضحاك :قوة الملاكم/جسد الراقصة /خوف الكهل ..
بأستثناء تلك الفتاة التي تهمس فتاها وهي ترى الملاكم يحطم قرص سمفونية سبارتكوس للموسيقار العظيم جاغودريان تلك ألأسطوانة التي اشتريت أنا نسخة منها مكونة من ثلاثة أشرطة كاسيت أشتريتها من شارع الجمهورية في كركوك عام 1978:(لاأثق بمن يبغض الموسيقى /ص51)..هكذا تهمس الفتاة فتاها.
على يد ضحاك ومن خلال منظور الدهاء يبدأ تزيف التأريخ فالضحاك عبد صالح وليس طاغية
أستاذي ورفيقي محي الدي زنكنة:ما أن انهيت صلاتي ..حتى همستني زوجتي وهي تشير الى شاشة التلفزيون: خبر مو حلو..:في الشريط ألأخباري لفضائية الشرقية…
ثم عرفت منها انك قبل قليل أشعلت شمعتك ألأولى ..جوار شمعة الناقد محمد مبارك والروائي مهدي عيسى الصقر ومبدع القصة القصيرة العراقية الكبير جليل القيسي وو….
لم أقل شيئا..تمتمت زوجتي:( يرحمه الله،قبل يومين ،كنت تحدثني عن روايته ئاسوس…) ..فعلا قبل يومين اندفعت بشوق بحثا عن رواية ئاسوس لأعيد قراءتها للمرة الثالثة..كانت القراءة ألأولى شتاء 1977،سنة صدورها وقراءتي الثانية 1989..لم اجد الرواية وجدت مسرحياتك المهداة لي والتي أستلمتها من أستاذنا العابر ألأستثنائي محمود عبد الوهاب في حزيران 2002،هل تلطف الحدس بي ،كم يكلفني هذا الحدس اللعين ،دائما ؟انا ابحث في مكتبتي..وروحك الجامحة كانت تبحث عن منفذ لعروجها..
وقبل ان تكمل …اعلن موبايلي عن أستلام رسالة من الشاعر ابراهيم الخياط ( ينعى أتحاد ألأدباء الكاتب محي الدين الذي توفي اليوم في السليمانية ) كتبت تعزية جوابية للعزيز الشاعر ابراهيم الخياط.
ثم جلست لأقرأ القرآن…على روحك الطاهرة…
أقرأبصوت خفيض ،صار صوتي رطبا ثم تحول الى مادة سائلة ساخنة …(هذا فراق بيني وبينك…سأنبك بتأويل مالم تستطع عليه صبرا..): اتوقف عن تلاوة القرآن :اطوي القرآن اقبله….أغادر البيت ،أجلس في الحديقة ،فأراني في ممر فندق المنصور ميليا ،عام 2000،العابرألأستثنائي الجميل ،أستاذنا محمود عبد الوهاب وانا قاصدين غرفتنا،يخاطبني أستاذ محمود ،سألني عنك أبوأزاد ،حين دعوته الى غرفتنا هذه الليلة،طمنته….
تلك الليلة ..ياأستاذي كانت من أجمل الليالي بالنسبة لي،ليلة حوار ثقافي رشيق وشفيف ، يدور بيننا نحن الثلاثة:أستاذان :محمود عبدالوهاب برقته وعذوبته
وانت يا اديبنا العراقي الكبير محي الدين زنكنة ،..و ..أنا تلميذكما ..تحدثنا عن الثقافة والعلاقات بين المثقفين وألأجناس ألأدبية ،وحدثتك بدوري عن روايتك الجميلة ئاسوس،وكيف أصبحت في أوائل السبعينات ضمن التثقيف الجماعي في منظمات الحزب،وكنت انا شخصيا مسؤولا عن تجميع أثمان روايتك وأثمان الموسوعة الصحفية للصحفي الكبير(فائق بطي)..كنت تبتسم وتصغي ثم قهقهت حين أخبرتك ان البعض لم يدفع الثمن فأضطررت ان اسدد من جيب طالب ألأعدادية الذي كنته… حدثتني عن كيفية كتابتها وحدثتك بدوري عن جبل ئاسوس الذي عرفني كجندي مكلف … سألتك سؤالا لم تتوقعه في البدء(من هو سعيد نفطجي) ،أبتسمت في وجهي أبتسامة أستفهام ،أعدت عليك السؤال :من هو سعيد نفطجي؟وكم تحبه حتى تهديه مقالتك الصادرة في مجلة ألأقلام عن الكتابة؟ أبتسمت أبتسامة لتستعيد مافي ذاكرتك:فعرفت دور هذا الرجل في وعيك السياسي والثقافي..
ليلة رشيقة وعذبة وحديث لاينتهي الضوء فيها..
بعد فطور اليوم الثاني،سألتك عن(كتابات تطمح أن تكون قصصا)الصادرة عن 84 عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر/بيروت …
.. صمت قليلا ثم أجبتني:هي محاولة لكتابة القصة بطريقة جديدة لاأزعم أني نجحت لكنني حاولت مغادرة هذا الشكل الذي ضقت به وضاقت القصة القصيرة أيضا..ثم استمر الحديث حول هذا المنوال،الى ان سألتك :ان الكاتب المسرحي فيك كان ينافس الروائي وانت تكتب رواية (ئاسوس)..قبل ان تجيب سألتني:مقداد ..صحيح ان(ئاسوس)ضمن قائمة التثقيف الجماعي
كانت في تنظيماتكم في البصرة؟ وحين أكدت لك ذلك رأيت البهجة تغمر وجهك الصارم بضوئها
تمشينا خارج الفندق..قلت لي سأرسل لك من كتبي بيد أستاذ محمود…
وها أنا آلآن في 21/آب /2010 وشمعتك آلآولى آلآن أشعلتها انت في الشاطىء الثاني..أنبش مكتبتي..بحثا عن عطاياك الكريمة ،فأعثر على: (كاوه دلدار) مسرحيتك المنشورة عام 1989/
ألى أخي الشاعر والناقد مقداد مسعود وهو يحاول ألأنتصار على مافي عينيه من حزن …من خلال الكتابة
أخوك
م.زنكنة/حزيران/2002
———————————
*ئاسوس ميدي :أسم مستعار استعمله محي الدين زنكنة ،حين نشر ،مسرحيته الجنزير/في مجلة (يه يقين – الحوار العربي-العدد7-2001