تحت عنوان “من بغداد إلى برلين” ووسط جمهور من المهتمين والفنانين من العرب والألمان والأجانب، أفتتح يوم الأحد 12 أيلول 2010 في مقر جمعية “حي شونه بيرك” Stadtteilverein Schöneberg في برلين، معرض الفنان التشكيلي العراقي منير العبيدي. وحي “شونه بيرك”، الذي يعني بالعربية “الجبل الجميل”، مشهورٌ بإرثه الثقافي، ولا يبعد كثيراً عن المقر السابق لقيادة قوات التحالف الأربعة التي دخلت برلين عام 1945 لتخليصها من الحكم النازي.
في هذا المعرض يعرض علينا الفنان منير العبيدي ما يثبت الاتقان في استخدام ادواته التشكيلية وتوظيفها بأساليب مختلفة مطبوعة بصبغة متميزة تحمل جوانب فريدة تثير التساؤل والعجب في آنٍ واحد. فلوحات معرضه تجسد ثلاث مراحل، الذكرى ـ الكارثة ـ الرحيل. الأمر الذي جعل المعرض في فضائه التأملي متكاملاً من حيث النوع والمساحة وأضفى عليه عمقاً في الربط بين ما هو فلسفي وما هو جمالي، والأهم من هذا أن المعرض قد شغل حيزاً هاماً في تقريب لغة الحوار بين الحضارات المختلفة على صعيد برلين.
صور منير العبيدي رحلة إبداعية معبرة صادقة تأتي من عميق معاناته، فقد سجل في كل لوحة إنطباعاته وتنقلاته في حاضرة الزمان والمكان، بين بغداد وبرلين ليس بلوحاته وانما أيضا بالكلمة التي القاها في حفل الإفتتاح طارحا السؤال: ما هو السلام ؟ لكي يجيب: إنه ببساطة الحياة الطبيعية! ثم أضاف: لإدراك هذه الحقيقة البسيطة كان على أن أعيش مصيرا مأساويا كالمصير الذي صارت اليه بلادي، حين كنت أتكلم مع اولادي عبر الهاتف أجد أنهم، قبل كل شيء، يتوقون إلى حياة طبيعية، لكي يسيروا في شوارع بلادهم و يختلفوا الى المدارس ولكي يزوروا اصدقائهم وأقاربهم دون أن يتهددهم شيء. ثم ما لبثت بعدها أن لاحظت بأن الحياة اليومية الطبيعية التي يتوق لأن يعيشها عامة الناس تنعكس بدون وعي مني في لوحاتي، سواء كانت هذه اللوحات تمثل هذه الشوارع والامكنة والمقاهي في بغداد أو في برلين.. وجدت انني مفتون بالحياة اليومية الطبيعية: في برلين كواقع معاش، وفي بغداد كحلم ورغبة. كلا المدينتين انتظرتا طويلا أن يحل السلام عليها، واحدة من هاتين المدينتين حققت السلام والامان الذي تصبو إليه، ولاخرى عليها للاسف أن تنتظر ربما طويلا.
يحتوي المعرض الذي احتضنته قاعتا وممر النادي الثقافي على 29 لوحة فنية بأحجام مختلفة، وبأساليب تجمع بين التعبيرية والواقعية والتجريد. استعمل الفنان العبيدي اللون المائي والزيتي والكواش والأكريلك، لكنه استخدم عدا ذلك الخطوط المذهبة و “الريليف”، وهو خط بارز يستعمل عادة في رسم خطوط بارزة على الخشب أو الزجاج ويمتاز بجاذبية كبيرة وألوان براقة.
من هذه اللوحات الـ 29 عرض منير العبيدي ستاً كان موضوعها “الكارثة”، كما عرض اربعة عشر عملا تجسد “الذكرى” بين الواقع والحلم، من بينها 3 لوحات عن بغداد الأحلام في ألف ليلة وليلة ولوحات عن المدينة والريف العراقي.
استوقفت اللوحات الستة التي تناولت موضوع الكارثة العراقية التي دفعت بملايين العراقيين لمغادرة بلدهم المشاهدين وأثارت العديد من الاسئلة وكانت من ناحية الأسلوب الفني والموضوع، أهم الأعمال في المعرض إجمالاً. ألا أن اللوحات التسع عن برلين وشوارعها، ناسها ومقاهيها، الطبيعة والأحياء، تبقى قراءة دقيقة تسجل للفنان، كونه ربط بين الادراك الفكري والادراك البصري فنياً، بين نظرته للطبيعة وحسه إزاء الإنسان أياً كان. وهو لم يصنع مثالاً خيالياً بأعماله، أنما إستجاب لمشاعره الذاتية بهدف الإقتراب من الآخر وبأسلوب المحاكاة عله يفلح في إطفاء ما استبد في نفسه من أحاسيس.
الموضوع الذي إختاره الفنان منير العبيدي تحت عنوان “من بغداد إلى برلين” لم يكن سهلاً، لكنه بالتأكيد كان فريداً في نوعه وجديراً بالاهتمام والمشاهدة.
في هذا المعرض يعرض علينا الفنان منير العبيدي ما يثبت الاتقان في استخدام ادواته التشكيلية وتوظيفها بأساليب مختلفة مطبوعة بصبغة متميزة تحمل جوانب فريدة تثير التساؤل والعجب في آنٍ واحد. فلوحات معرضه تجسد ثلاث مراحل، الذكرى ـ الكارثة ـ الرحيل. الأمر الذي جعل المعرض في فضائه التأملي متكاملاً من حيث النوع والمساحة وأضفى عليه عمقاً في الربط بين ما هو فلسفي وما هو جمالي، والأهم من هذا أن المعرض قد شغل حيزاً هاماً في تقريب لغة الحوار بين الحضارات المختلفة على صعيد برلين.
صور منير العبيدي رحلة إبداعية معبرة صادقة تأتي من عميق معاناته، فقد سجل في كل لوحة إنطباعاته وتنقلاته في حاضرة الزمان والمكان، بين بغداد وبرلين ليس بلوحاته وانما أيضا بالكلمة التي القاها في حفل الإفتتاح طارحا السؤال: ما هو السلام ؟ لكي يجيب: إنه ببساطة الحياة الطبيعية! ثم أضاف: لإدراك هذه الحقيقة البسيطة كان على أن أعيش مصيرا مأساويا كالمصير الذي صارت اليه بلادي، حين كنت أتكلم مع اولادي عبر الهاتف أجد أنهم، قبل كل شيء، يتوقون إلى حياة طبيعية، لكي يسيروا في شوارع بلادهم و يختلفوا الى المدارس ولكي يزوروا اصدقائهم وأقاربهم دون أن يتهددهم شيء. ثم ما لبثت بعدها أن لاحظت بأن الحياة اليومية الطبيعية التي يتوق لأن يعيشها عامة الناس تنعكس بدون وعي مني في لوحاتي، سواء كانت هذه اللوحات تمثل هذه الشوارع والامكنة والمقاهي في بغداد أو في برلين.. وجدت انني مفتون بالحياة اليومية الطبيعية: في برلين كواقع معاش، وفي بغداد كحلم ورغبة. كلا المدينتين انتظرتا طويلا أن يحل السلام عليها، واحدة من هاتين المدينتين حققت السلام والامان الذي تصبو إليه، ولاخرى عليها للاسف أن تنتظر ربما طويلا.
يحتوي المعرض الذي احتضنته قاعتا وممر النادي الثقافي على 29 لوحة فنية بأحجام مختلفة، وبأساليب تجمع بين التعبيرية والواقعية والتجريد. استعمل الفنان العبيدي اللون المائي والزيتي والكواش والأكريلك، لكنه استخدم عدا ذلك الخطوط المذهبة و “الريليف”، وهو خط بارز يستعمل عادة في رسم خطوط بارزة على الخشب أو الزجاج ويمتاز بجاذبية كبيرة وألوان براقة.
من هذه اللوحات الـ 29 عرض منير العبيدي ستاً كان موضوعها “الكارثة”، كما عرض اربعة عشر عملا تجسد “الذكرى” بين الواقع والحلم، من بينها 3 لوحات عن بغداد الأحلام في ألف ليلة وليلة ولوحات عن المدينة والريف العراقي.
استوقفت اللوحات الستة التي تناولت موضوع الكارثة العراقية التي دفعت بملايين العراقيين لمغادرة بلدهم المشاهدين وأثارت العديد من الاسئلة وكانت من ناحية الأسلوب الفني والموضوع، أهم الأعمال في المعرض إجمالاً. ألا أن اللوحات التسع عن برلين وشوارعها، ناسها ومقاهيها، الطبيعة والأحياء، تبقى قراءة دقيقة تسجل للفنان، كونه ربط بين الادراك الفكري والادراك البصري فنياً، بين نظرته للطبيعة وحسه إزاء الإنسان أياً كان. وهو لم يصنع مثالاً خيالياً بأعماله، أنما إستجاب لمشاعره الذاتية بهدف الإقتراب من الآخر وبأسلوب المحاكاة عله يفلح في إطفاء ما استبد في نفسه من أحاسيس.
الموضوع الذي إختاره الفنان منير العبيدي تحت عنوان “من بغداد إلى برلين” لم يكن سهلاً، لكنه بالتأكيد كان فريداً في نوعه وجديراً بالاهتمام والمشاهدة.