ان المسرح له دور في تنمية الوعي وتطوير الملكات لا يقل بأي حال عن أثر المدرسة والجامعة مما له من أثر تنموي بين العامة ، كما يعتبر كأحد منابر الأدب والثقافة ومختلف الفنون، لا اغالي إذا قلت إن الأدب التمثيلي، أي العرض المسرحي ، هو تحفيز للعقول ويدرب النفس الإنسانية على إعادة تقدير مواقفها واعتماد العقل والمنطق للرأي والموقف، لا اريد ان اقول المقولة الشهيرة ( أعطني خبزا ومسرحا أعطيك شعبا مثقفا)، والتي تدل دلالة واضحة على إن المسرح في دول العالم المتقدم يحتل مرتبة مهمة في الحياة اليومية محققا ما تخططه من الأهداف التربوية أو الأخلاقية أو الأمنية وحتى السياسية وهو أحد أهم الوسائل الإعلامية التي ترقى بالمتلقي (الجمهور) وتساعد على ترسيخ الهوية الوطنية وهو الساعي دوما لتوفير حلول لمشكلات المجتمع وخصوصا ما يندرج تحت التنشئة الاجتماعية صانعا مرآة واضحة لملامح المجتمع بمحاسنه وسيئاته ويحفزه بخطاب مؤثر جدا للتغيير.
وهذا ما سعى اليه المؤلف والمخرجي المسرحي ( ظافر صباح البك) الذي قدم عرضا مسرحيا سماه ( دومينا)، في مخيم النازحين ( الجدعة) التابع لناحية القيارة ، بحضور وزير الثقافة ووزيرة الهجرة ومحافظ نينوى وعدد من المسؤولين المحلين المدنيين والعسكريين.
يقول الأستاذ ظافر عن موضوعة العمل المسرحي وأهميته وسبب تقديمه لهذا الجمهور:
( تتمحور فكرة العرض المسرحي حول التعايش السلمي بين الانسان وأخيه الانسان وترسيخ منهج حب الوطن والسعي المتواصل في بناءه والحفاظ عليه عبر بناء الانسان الذي يعتبر اللبنة الاساسية في اي مجتمع متطور مثالي، إنطلاقاً من مبدأ أن الانسان يحصد ما يزرع، اعتمدنا في هذا العمل أن تكون لغة النص باللهجة العامية( الدارجة ) لتصل الفكرة الى الجهة المستهدف بشكل واضح وسليم وممتع وهم أخواننا وأبنائنا في مخيم الجدع للنازحين).
جسد هذا العرض عدد من الممثلين في قسم الفنون المسرحية من معهد الفنون الجميلة للبنين ، وهم { محمد جدعان ـــ زهراء محمد ــــ تمارا جمال ـــ عثمان سعد ــ عبدالرحمن نوفل- يوسف رعد} وساعد في الاخراج ( كرم خالد)، الاشراف الفني ( سليك الخباز ) والاشراف العام ( رعد الحسيني).