في تمام الحادية عشر ،في الثالث من الشهر الحادي عشر عام 2010.سيارة هاف لوري،تقف في مدخل سينما اطلس،في حوضها رتبت بشكل نظامي كراسي سينما اطلس..العمال يدخلون في جوف الظلمة حاملين مجموعة من الكراسي ويضعونها في ذات السيارة.
انا العابر الرائي،يستفزني المشهد اقف على الرصيف المقابل،لا لأشرب الشاي،بل لأتأمل مايجري بهدوء قاس..معذرة لاأتهم احدا.ولا ارفع يدي احتجاجا فالسيل عال..وعلي مواصلة العزف بأطرافي ألأربعة في هذا الراكد الذي صار لايشبه الماء..ربما اصل اذ لم اتلفت صوب المنادون..الى عشبة لم تتيبس بعد
الكراسي مترابطة يتشبث بها الغبار المتراكم منذ سنوات..القوائم اصابتها الظلمة والوحدة بالصدأ
مع كل حزمة كراسي توضع في الهاف لوري ارى اجسادا تتدحرج:فتيات ببناطيل جارلستون ..سيدات ملكات في ألأناقة رجال انيقون تتضوع منهم روائحة كالامور ،ريفدور..رجال بشعور طويلة واسلاف لها نفس الطول تكاد تصل الى الشوارب،صبايا بضات بأقراط غجرية وعيون يغمرها الكحل فيزيد اقمارها سطوعا،تتعالى نغمات هندية،ثم يتدحرج الممثل الهندي(شامي كابور) على رصيف لآمثيل لنظافته ألأ في السينما..ثم تغمر الشاشة ،الراقصة الهندية(آشا باريخ)
بجسدها اللدن الذي يغار منه الحرير،في هذه ألأثناء يخترق زائر الفجر جسد سعاد حسني،ونور الشريف،وحمدي أحمد….ظلمة لزجة ينبجس منها صوت كامل الشناوي وهو يشرف على تعذيبهم بتهمة ألأنتماء الى اليسار المصري..
حين أغادر صالة الفلم،اعود الى أستعارة رواية(الكرنك) من عيسى عبد الجبار،لأرى نسبة الخروج عن النص في الفيلم.وهي ظاهرة لازمت روايات محفوظ كلها،حين تتحول الى السينما..
بعد يوم من مشاهدة الفلم،نتناقش حوله في(كازينو زهير)،لاوجود لها آلآن،لكن موضعها يقع قبالة غرفة التجارة التي كانت هنا سابقا..آلآن موقع الكازينو قبالة مركز شرطة العزيزية.في الكازينو ينتظرني ألأجنبي الجميل الشاعر مصطفى عبدالله،الشاعر حيدر الكعبي والشاعر والقاص محمد حمد وابن الخالة عيسى عبد الجباروفخري شاكر عبد الوهاب واحيانا يكون معنا الشاعر عبد الباقي فرج..وثمة وجوه لاانسى منها سوى اسماء اصحابها..
أنا واقف قبالة الكراسي،لاأشرب الشاي على الرصيف المقابل..تتمرد علي ذاكرتي..تجتاز العتبة،تدخل صالة عرض مانشيتات الأفلام، معارض الصورة الفوتوغرافية العائدة للقطات ألمثيرة..شباك التذاكرة المفتوح للغبار..اجتاز كل هذا العدم..متوغلا في ظلمة قاعة العرض:فراغ اسود..لايذكرني بطامورات النظام السابق أو النظام اللاحق لأي سلطة في الكون..هنا في الظلام..أنتظر ضوءا يضيئ لحظتي الجماعية التي استطالت أتساءل بغضب مكتوم:من شيده هذه اللحظة بالفحم؟ والى كم والفحم عاطل عن الضوء؟العمال يواصلون تفريغ الصالة من الذكريات…
وحدي من ينتظر فلما ملونا سكوب،وليكن ذلك الفلم الرائع من تمثيل آلممثل الوسيم الذي كنت اتابع افلامه(آلآن ديلون)والممثلة الفرنسية السمراء الضخمة الرائعة في كل أفلامها(سيمون سينوريه)..الظلام مستمر وأنا أنتظر وانتظرت طويلا في سينما الحمراء الشتوي..وفي سينما الكرنك ايضا وسينما الرشيد وسأنتظر في سينما الوطن الشتوي والوطني الصيفي
وسينما السندباد في نهاية شارع الوطن .
يالكثرة ال….
يالكثرة السينمات
يالكثرة السينمات التي لاتثمر فلما
يالكثرة السينمات التي أصابها الشارع بالضمور
فأنزوت في ذاكرتي.
حول أسماء الشخوص البصرية
*مصطفى عبدالله/شاعر غادر البصرة آواخر سبعينات القرن الماضي،توفى أوائل التسعينات في حادث دهس
*حيدر خضير الكعبي/شاعر يعيش آلآن في أمريكا
*محمد حمد:شاعر يعيش في ايطاليا وهو شقيق الفنانين التشكيليين شاكر حمد ومحمود حمد
*عيسى عبد الجبار،مناضل مثقف،غادر البصرة اوائل الثمانينات وقاتل ضمن حركة ألأنصار وأستشهد عام 1986 ودفن في مقابر بشت آشان.
*فخري شاكر عبد الوهاب:مثقف ومناضل من أهالى(التنومة) أستشهد في التعذيب مع بداية الثمانينات
*عبد الباقي فرج:شاعر يعيش آلآن في الدنمارك،يزور البصرة بين الحين وآلآخر.
انا العابر الرائي،يستفزني المشهد اقف على الرصيف المقابل،لا لأشرب الشاي،بل لأتأمل مايجري بهدوء قاس..معذرة لاأتهم احدا.ولا ارفع يدي احتجاجا فالسيل عال..وعلي مواصلة العزف بأطرافي ألأربعة في هذا الراكد الذي صار لايشبه الماء..ربما اصل اذ لم اتلفت صوب المنادون..الى عشبة لم تتيبس بعد
الكراسي مترابطة يتشبث بها الغبار المتراكم منذ سنوات..القوائم اصابتها الظلمة والوحدة بالصدأ
مع كل حزمة كراسي توضع في الهاف لوري ارى اجسادا تتدحرج:فتيات ببناطيل جارلستون ..سيدات ملكات في ألأناقة رجال انيقون تتضوع منهم روائحة كالامور ،ريفدور..رجال بشعور طويلة واسلاف لها نفس الطول تكاد تصل الى الشوارب،صبايا بضات بأقراط غجرية وعيون يغمرها الكحل فيزيد اقمارها سطوعا،تتعالى نغمات هندية،ثم يتدحرج الممثل الهندي(شامي كابور) على رصيف لآمثيل لنظافته ألأ في السينما..ثم تغمر الشاشة ،الراقصة الهندية(آشا باريخ)
بجسدها اللدن الذي يغار منه الحرير،في هذه ألأثناء يخترق زائر الفجر جسد سعاد حسني،ونور الشريف،وحمدي أحمد….ظلمة لزجة ينبجس منها صوت كامل الشناوي وهو يشرف على تعذيبهم بتهمة ألأنتماء الى اليسار المصري..
حين أغادر صالة الفلم،اعود الى أستعارة رواية(الكرنك) من عيسى عبد الجبار،لأرى نسبة الخروج عن النص في الفيلم.وهي ظاهرة لازمت روايات محفوظ كلها،حين تتحول الى السينما..
بعد يوم من مشاهدة الفلم،نتناقش حوله في(كازينو زهير)،لاوجود لها آلآن،لكن موضعها يقع قبالة غرفة التجارة التي كانت هنا سابقا..آلآن موقع الكازينو قبالة مركز شرطة العزيزية.في الكازينو ينتظرني ألأجنبي الجميل الشاعر مصطفى عبدالله،الشاعر حيدر الكعبي والشاعر والقاص محمد حمد وابن الخالة عيسى عبد الجباروفخري شاكر عبد الوهاب واحيانا يكون معنا الشاعر عبد الباقي فرج..وثمة وجوه لاانسى منها سوى اسماء اصحابها..
أنا واقف قبالة الكراسي،لاأشرب الشاي على الرصيف المقابل..تتمرد علي ذاكرتي..تجتاز العتبة،تدخل صالة عرض مانشيتات الأفلام، معارض الصورة الفوتوغرافية العائدة للقطات ألمثيرة..شباك التذاكرة المفتوح للغبار..اجتاز كل هذا العدم..متوغلا في ظلمة قاعة العرض:فراغ اسود..لايذكرني بطامورات النظام السابق أو النظام اللاحق لأي سلطة في الكون..هنا في الظلام..أنتظر ضوءا يضيئ لحظتي الجماعية التي استطالت أتساءل بغضب مكتوم:من شيده هذه اللحظة بالفحم؟ والى كم والفحم عاطل عن الضوء؟العمال يواصلون تفريغ الصالة من الذكريات…
وحدي من ينتظر فلما ملونا سكوب،وليكن ذلك الفلم الرائع من تمثيل آلممثل الوسيم الذي كنت اتابع افلامه(آلآن ديلون)والممثلة الفرنسية السمراء الضخمة الرائعة في كل أفلامها(سيمون سينوريه)..الظلام مستمر وأنا أنتظر وانتظرت طويلا في سينما الحمراء الشتوي..وفي سينما الكرنك ايضا وسينما الرشيد وسأنتظر في سينما الوطن الشتوي والوطني الصيفي
وسينما السندباد في نهاية شارع الوطن .
يالكثرة ال….
يالكثرة السينمات
يالكثرة السينمات التي لاتثمر فلما
يالكثرة السينمات التي أصابها الشارع بالضمور
فأنزوت في ذاكرتي.
حول أسماء الشخوص البصرية
*مصطفى عبدالله/شاعر غادر البصرة آواخر سبعينات القرن الماضي،توفى أوائل التسعينات في حادث دهس
*حيدر خضير الكعبي/شاعر يعيش آلآن في أمريكا
*محمد حمد:شاعر يعيش في ايطاليا وهو شقيق الفنانين التشكيليين شاكر حمد ومحمود حمد
*عيسى عبد الجبار،مناضل مثقف،غادر البصرة اوائل الثمانينات وقاتل ضمن حركة ألأنصار وأستشهد عام 1986 ودفن في مقابر بشت آشان.
*فخري شاكر عبد الوهاب:مثقف ومناضل من أهالى(التنومة) أستشهد في التعذيب مع بداية الثمانينات
*عبد الباقي فرج:شاعر يعيش آلآن في الدنمارك،يزور البصرة بين الحين وآلآخر.