سوف لن يكون من المبالغ فيه القول ان ال ام بي سي نجحت في لحس الخيال الساذج للمشاهد العربي واحتلت من راسه مساحه كبيره جدا وبدات تملا الفراغ (الواسع) الذي يميزهذا الراس بعاصفة هوجاء وسلسلة (لها بداية وليس لها نهايه) من مسلسلات محملة بكل ماهب ودب من تقاليد وعادات وقيم ورموز هي ابعد ماتكون عن الواقع الماساوي والدرامي الذي يعيشه المشاهد العربي على غرار المسلسلات المكسيكية السيئة الصيت حيث بطل المسلسل لايموت ولايتاثر بكل اسلحة الدمار الشامل فحين يبدا المسلسل يسري فرض (حضر تجوال) اوتوماتيكي في شوارع وازقة المدن العربيه وتتوقف الحياة بكل تفاصيلها في الشوارع بل لقد امتدت هذه الظاهرة الدخيله حتى الى عقول الاطفال الصغار المساكين واصبحت هذه المسلسلات الهاجس الاوحد ولان شر البلية مايضحك ولان مصائب قوم عند قوم فوائد استطاعت ال (ام بي سي) ان تلعب بمخيلة الجماهير ضاربة بعرض الحائط المسؤلية التاريخيه للافرازات السامة لهكذا دراما (هابطه) فاذا كنت من هواة مشاهدة التلفاز فهذه المسلسلات هي شر لابد منه ولامفر لك عزيزي المشاهد وانت عبثا تحاول الهرب من محطة الى اخرى املا بالخلاص من هذا الكابوس القاتل فهم يلاحقونك ياولدي في كل مكان في الباص وفي المدرسة وفي نغمات الموبايل وفي البيوت والشوارع وعلى اغلفة المجلات وفي احاديث السهره ولو حاولنا ان نضع مراة امام واقع هذه المسلسلات لانعكست لدينا الصورة المريرة لواقع الدراما العربية.(اذا كان المقياس الفني يشتمل على سذاجة وضحالة المشاهد) فهناك ثمة تساؤل االى هذا الحد نجح مراد علمدار مهند او خليل او شرشبيل في قول ماعجزت ان تقوله كل الدراما العربيه ؟؟ سؤال مخيف في زمن غياب الذائقة الفنيه
في البدايه كانت البادرة جميلة لهذا الانفتاح والتنوع الثقافي على المجتمع التركي بشقيه الاوربي والاسيوي ولكن البادرة امتدت وصارت (ظاهرة) القت بظلالها السوداء فكانت سببا لخراب بيوت كثيرة ليس هكذا فحسب بل استطاع بعض ابطال هذه المسلسلات العجيبه من الدخول حتى في قلوب بعض النفوس الهشة والغريب في الامر ان كل هؤلاء هم في بلدانهم ممثلين (من الدرجة العاشرة) استطاعو السباحه صوب سواحل الراس العربي سيما وان المياه المؤديه اليه هي مياه ضحلة وسطحية وبسيطة بعد ان عجزوا عن الدخول الى قلوب مواطنيهم في تركيا وغيرها ولو حاولتم البحث عبر الشبكة عن شعبية هذه المسلسلات في تركيا لاكتشفتم انها انها دراما من الدرجة العاشرة. وهنا اضع تساؤلا جديدا لماذا نحب ان نستورد كل شيء (حتى الدراما مستورده) ونطلق بذلك رصاصة الرحمه على هويتنا التي تميزنا عن غيرنا لماذا لاتعرض مسلسلات عربية مدبلجه في تركيا؟؟ او في اليابان مثلا او حتى في المريخ كان حريا با ال ( ام بي سي) وغيرها من الفضائيات ان تتحمل وتنظر بتمعن الى المسؤليه الملقاة على عاتقها لان الاعلام سلاح خطير ذو حدين ستكون اثاره التخريبة وخيمة العواقب على اولادنا وبناتنا رحم الله تلفزيون ايام زمان حيث كانت هناك محطتين او ثلاث محطات تلفزيونيه عفيفة وبريئة ايام كانت هناك رقابه على الذائقة الفنيه وكان المعروض على اساس النوعية وليس على اساس الكمية كما في ايامنا هذه حيث اختلط الحابل بالنابل وضاع الذوق والجمال في فوضى الفضائيات وحمى المسلسلات التركية التي كتبت اغلب سيناريوهاتها في كوكب زحل او في المريخ حيث لاتمت احداثها باي صلة على كوكب الارض…