*نترحم على ضحايا الزلزال ونحترم وقفة الدولة الجزائرية.
**لوحة( الزلزال )توثق لنكبة الشعب السوري
***في رصيدي 35لوحة فنية تشكل المتعة البصرية
جمعت بين مهنة التمريض وقدمت جرعات الأمل لكل من احتاج الدعم المعنوي بزرع الأمل في النفوس من خلال الريشة والألوان، ووثقت عبر اللوحة الواقعية بتقنية الزيت والرصاص أحداث مؤلمة للشعب السوري ،إنها الضيفة ( ثناء النبواني) عضو إتحاد الفنانين التشكيليين ،اقتحمت مجال الفن منذ سبع سنوات ،وشاركت في عديد المعارض الفنية والورشات .
استضفناها على مجلة بصرياثا العراقية لنعرف قصة (لوحة الزلزال )التي انتشرت عبر مواقع التواصل الإجتماعي وتجيبنا
عن لوحة (الدمشقيات) وتكرر موضوع المرأة في لوحات فنية أخرى كل هذه الإستفهامات تجدون لها إجابات في حوارنا الثقافي.
بصرياثا : ترويض الريشة والألوان حكاية تختلف من فنان تشكيلي لآخر بحسب البيئة والتراكمات كيف وجهتم الريشة للحديث عن حزن الأمة السورية؟
ثناءالنبواني:بالبداية وقبل الحديث عن الأزمات،اللون عند الرسام عادة ما يعكس شيئا من شخصيته ،أنا متفائلة،محبة للفرح ومتمسكة بالأمل مع وجود الألم في المشهد الذي أرسمه بلوحتي،و غالبا ما استخدم ألوانا فيها شئ من الفرح.وأتعامل مع اللوحة الحزينة
بأن أكون مكان المتلقي ماذا سيرى فيها! وما التأثير الذي ستتركه في نفسيته! أركز على أن يكون العمل الفني بوظيفته الأساسية متعة بصرية تحرك المشاعر للأفضل، لهذا فانا أعتمد على عنصر التفاؤل وأجسده بأعمالي، وتجربتي الفنية عمرها سبع سنوات، وما زلت ضمن الوجع السوري الحالي الذي جعل تفكيرنا وأعمالنا متعمقة فيه بعيدا عن المناسبات الوطنية التي اعتدناها، ولدي أعمالا تخص الوجع السوري في العشر سنين الماضية.
بصرياثا:رصيدكم من اللوحات الموجعات التي تعود لعشرية مضت ماذا اختزلتم فيها؟ وهل تعتبرونها توثيقا لأحداث ماضية ؟
ثناء النبواني:شأن الفن ووظيفة الرسام هو نقل ما يراه في الواقع بأسلوبه و بحسب فهمه له،و كوني أتبع المدرسة الواقعية أنقل الصورة كما هي،مثلا لوحة (السوريون والبحر) هي عذاب حقيقي عاشه هؤلاء لكن من صور هذه اللقطة وثقها ومن قام برسمها وثقها أيضا مع بعض الإضافات التي تفيد العمل الفني مع التركيز على أهم شئ في هذا المشهد وهو الطفل الناجي الذي يرمز إلى المستقبل الذي نبني امالنا عليه، وبالتأكيد العمل الفني على اختلاف الفنون
يوثق الأحداث وهذا شأن الفن.
بصرياثا:هل تعتبر الفنانة ثناء إنتشار الوجع الداخلي للعالم العربي من خلال الريشة هو صرخة المواطن السوري من تردي الوضع؟ وضياع الأمن المنشود في القرى؟ أوجد ظاهرة اللجوء.. _كيف عالجتم الظاهرة من بابها الإنساني؟
ثناء النبواني:نحن ندعم بعضنا كوننا سوريين، فمن لجأ من مدينة إلى أخرى لن يجد فرقا وبلدنا مضياف وأما من هم خارج سوريا من اللاجئين عانوا في حقيقة الأمر ونعود للفن والرسم الذي هو طريقة للتعبير وإيصال رسالة الفن ووصول الصورة يكون أسرع وأسهل طريقة نصل بها للمتلقي و يشعر الانسان الموجوع بفحوى الصورة التى ترصد حاجة المحتاج للمساندة والدعم المادى والمعنوى ،ونبقى دائما على أمل أنه ربما عمل فني واحد قد يحدث تغييرا ودعما لكل من تأذي.
بصرياثا :عثرنا على لوحة فنية في مجموعتكم تثبت هوية الفنانة ثناء وهي (الدمشقيات) كيف كانت السياحة فى بلدكم سوريا ؟ -وهل الشوارع الدمشقية القديمة مفتاح للتوريج للتراث ؟ (وما وصلنا مسلسل باب الحارة.)
ثناء النبواني :من اقرب اللوحات الى قلبي وكيف لا نعشق دمشق وشوارعها التي زاد عمرها على الاف السنين وما زالت بهذا الجمال وبالتاكيد اي سائح يراها سيعرف لماذا يعشقها السوريون.فيها كم من الاصالة والتفاصيل والزخارف التي تلفت نظر الرسام. اضافة لعفوية اللمسات التي اضافها السكان من زهور واسلاك وسبابيك اعطت المنظر جمالا اضافيا. يتعب الرسام لنقله لكنه يغني العمل الفني. اما عن مسسل باب الحارة فلم اتابعه ابدا لاني لست من هواة المسلسلات. عذرا منك.
بصرياثا :تكرار وجود المرأةفى لوحاتكم في حالات الوحدة واليائس تقابلها لوحة لإبنتكم وهي تعزف على آلة الكمنجة ..
_رحلة الروح فى لوحاتكم من أين تنطلق؟
ثناء النبواني :المرأة هي بحد ذاتها حالة تستهوي كل الفنانين فهي تجسد حالات الحب والحنان والرحمة والكثير من المشاعر التي اذا ترافقت مع جمال المرأة تنتج عملا فنيا جميلا فكرة اللوحة التي رسمت فيها ابنتي لانه جذبني إحساسها كرسامة وليس كأم لها احساسها جد صادق وكانت لحظة وجدتها مناسبة حتى تكون لوحة حقيقية، فأنا اعتمد بشدة في جميع أعمالي على الروح التي تشبه روحي فأتاثر فعلا بالصورة التي تحوي مشاعر إنسانية حقيقية أو حلات الحزن و الفرح.
بصرياثا:نعود للوحة الزلزال فى ظل الهلع وتتبع النشرة الإخبارية الراصدة للحدث المأساوي -هل المدرسة الواقعية لاتزال تفرض نفسها على ريشتكم ؟ -أم لكم لوحة تعتمد على إظهار الهلع الذي شعرتم به لحظة وقوع الزلزال؟
ثناء النبواني :نحترم وقفة دولة الجزائر معنا وأوجه باسم السوريين جميعا الشكر للشعب وللحكومة وأترحم على ضحايا الزلزال على إختلاف جنسياتهم. حالة الهلع كانت كبيرة والوجع كبير أيضا و تغطية الحدث عبر الإنترنيت جعل العالم يرى ويسمع ما جري وهذا زاد من الشعور بالخوف والتأثر. عبرت بالرسم ،و فكرة اللوحة نمت مع كل صورة رأيتها وأثرت في
كثيرا صورة الطفلة التي حمت أخيها، فأردت بناء لوحتي من تجميع صور لأشخاص ما زالوا على قيد الحياة حتى أبعث الأمل فى النفوس. وتأثرى بالمدرسة الواقعية ظاهرا وأجد الرسم الواقعي قريبا من المتلقي لسهولة فهمه وحتى ما يرمي إليه الرسام هذا و أكشف لكم سرا فى عدم رسم لوحة أجسد فيها حالة الهلع لإيماني بأن رسالتي من الفن هي بث الامل والفرح حتى بوجود الألم.
بصرياثا:النقد الفني للوحات الفنية يراه البعض قليلا نظرا لغياب الناقدالفني عن المعرض كيف تسوق ضيفتنا لوحاتها وماهي أغلي لوحة بيعت ومن اقتناها؟
ثناء النبواني:وجود الناقد أمر جد ضروري لأي فنان تشكيلي، فهو يساهم بتطويره ويسلط الضوء على نقاط مهمة سواء بفكرة العمل أو تقنيته، يكاد يكون أحيانا الرسام نفسه وأما من ناحية التسويق فمشكلتنا غياب الثقافة الفنية وانعدام تقدير قيمة العمل الفني فنحن نجد الكثير من الناس الذين ينفقون أموالا طائلة لشئ من الأثاث أو الزينة الشخصية لأنهم يجدونها قيمة أكثر من قيمة لوحة فنية تعلق على جدار، نحن نفتقر لهذه الثقافة ولكن على المستوى الشخصي فاعمالي أسوقها من خلال صفحتي على مواقع التواصل
بصرياثا:نختم حوا رنا معكم بالتكريمات المحصل عليها
ثناء النبواني :حصلت على تكريمات من نقابة الفنانين ومن نقابة التمريض كون مهنتي الأساسية هي التمريض إلى جانب تكريمات من معارض مشتركة والتكريم الحقيقي هو دعم زوجي لي وكذلك عائلتي هم سبب في النجاح في مجال الريشة والألوان.