من أقدم الجمعيات الثقافية بالجزائر ،تتعثر وتقوم كل مرة لتجابه الصعاب والتحديات وتنفض غبار السنين عن الحركة المسرحية بمدينة سكيكدة ،جهود مثمرة قام بها رئسها أ.عبد المالك بن خلاف وآخرها الإحتفاء بإبداع الراحل أحمد بوطاطة ومناقشة مسرحيته المذكرة أمام الحضور المهتم بالحركة المسرحية
_ماهى ظروف تأسيس الجمعية ؟ _ومن هو المبدع الراحل أحمد بوطاطة؟ وكيف كان تقييم أ.عبد المالك خلاف لمسرحية المذكرة ؟_وماهي المفاجأة القريبة لمسرحيي الولاية؟
جملة من الأسئلة طرحناها على ضيف جريدة المسار العربي الذى نزل ضيفا عليها لأول مرة .
*بصرياثا:في البداية نود منكم وضعنا في الصورة حول الخط الرسالي لجمعية مهرجان المسرح لمدينة سكيكدة
ماهي جملة النشاطات المحققة ؟
*عبد المالك بن خلاف:تأسست جمعية مهرجان المسرح لمدينة سكيكدة عام 2005 والهدف كان إعادة بعث مهرجان سكيكدة للمسرح الذي انطلق في فترة الثمانينات ولكن توقف عند العدد الثالث عشر وكان في بداية العشرية السوداء و استعدناه كجمعية بداية من الطبعة 14 عام 2008
واصلنا في عملية التنظيم بحيث كل سنة تكون طبعة جديدة لغاية بلوغ الطبعة 24في الأشهر القليلة المقبلة .
إلى جانب تنظيم المهرجان كنشاط محوري ارتأت الجمعية بعث نشاطات أخرى موازية على مدار السنة والغاية هي خلق جمهور مسرحي و هكذا بعثنا نشاطا أسميناه النادي المسرحي الثقافي الذي ينظم مرة كل شهر وأفريل الماضي بلغنا رقم 32 في هذا النشاط .
تنظم الجمعية قراءات في مسرحيات متبوعة بمناقشة أو قراءات في جنس معين من المسرح مثلا المسرح الشعبي أو بعض التجارب مثل (ما بقات هدرة )لمخرجها محمد شرشال
نظمنا كذلك في هذا الإطار قراءات لنصوص مسرحية و كل نشاط يتبع بمناقشة ،نظمنا كذلك مسابقة في النص المسرحي في طبعتين و لكن توقفت نظرا للشح في التمويل، أطلقنا طبع نشرية مختصة في المجال المسرحي لكنها فقط رقمية و النسخ الورقية هي كذلك محدودة لنفس السبب، بعثنا ورشة للكتابة المسرحية دامت ثلاثة شهور ومنذ ذلك توقفنا عن تنظيمها، في الشهر الماضي و في اطار النادي المسرحي اعدنا بث في “الدطاشو” مسرحية انتجت في 1984من طرف جمعية الثقافة الشعبية سكيكدة و شاركنا الدكتور عبد الكريم بن عيسى و الدكتور حبيب بوخليفة عن طريق الفيديو و الموضوع كان المسرح السياسي و أنا قدمت قراءة حول المسرحية من هذا المنظور في ميدان التكوين
اسست جمعيتنا مكتبة مختصة في الميدان المسرحي باللغتين (دراسات و نصوص) تحتوي على ما يفوق 700عنوان موضوعة تحت تصرف المسرحيين, الباحثين و الطلبة في المجال المسرحي، دائما في اطار التكوين نظمنا في سنة 2022 ورشة لتكوين الممثل شارك فيها ما يفوق 20 شاب و شابة وفيما يخص التكوين شمل شقين نظري و تطبيقي، بالنسبة لورشة الكتابة المسرحية نظمت بالتنسيق مع المسرح الجهوي سكيكدة تقوم الجمعية كل سنة بتنظيم احتفالات بمناسبة اليوم العالمي للمسرح و اليوم الوطني للفنان ساهمت الجمعية في تنشيط و تنظيم فضاء ثقافي متنوع شهريا “فضاء بسطة” يقدمها المسرح الجهوي سكيكدة بدار الثقافة.
*بصرياثا: نريد بقعة ضوء على إبداع أحمد بوطاطة ..كونكم من رجالات المسرح في ولاية سكيكدة كيف تقدمون الرجل من خلال أعماله؟
*عبد المالك بن خلاف:بدأالمرحوم نشاطه المسرحي و هو تلميذ في المتوسطة(متوسطة البشير الإبراهيمي سكيكدة) ثم التحق بفرقة الطليعة للمسرح التابعة آنذاك لشبيبة جبهة التحرير الوطني ثم واصلت (الفرقة) نشاطها تحت إشراف الإتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية بعد ذلك في بداية الثمانينات أسس فرقة الثقافة الشعبية و هي فرقة هاوية و كانت فكرة الكتابة الجماعية منتشرة كما انتشرت فكرة أن المسرح يكون ملتزما أو لا يكون، و من هنا نستطيع فهم التوجهات السياسية و الفنية و الجمالية، له العديد من الأعمال التي أخرجها نذكر على سبيل المثال( واش من تران جاب الغاشي),( أبناء السبيل )و (المذكرة ). هذه الأخيرة شكلت محور نقاشنا و تدخلاتنا في النادي المسرحي الثقافي رقم 32
*بصرياثا:شهد المشهد الثقافي لولاية سكيكدة الطبعة 32 وكانت الجمعية شريكا فعالا ماهو تقييكم لمسرحية المذكرة التى تابعها الحضور؟
*عبد المالك خلاف:كما سبق و ذكرت هذا النشاط الثقافي المسرحي يدخل ضمن الطبعة رقم 32 للنادي المسرحي التابع لجمعية مهرجان المسرح لمدينة سكيكدة هدف جمعيتنا لم شمل المسرحيين في سكيكدة و نفض الغبار عن فترة كانت حافلة بالنشاط المسرحي.
*بصرياثا:فحوى المداخلة التى قدمتموها تعلقت بشقي السياسة والمسرح _كيف شرحتم هذه الثنائية ؟
*عبد المالك خلاف:في الثمانينات كانت فرقة في سكيكدة و هي فرقة الثقافة الشعبية و من بين انتاجاتها التي صورت و بثت في التلفزة الوطنية هي مسرحية “المذكرة ” طبعا تحصلنا عليها في شكل قرص من التلفزة الوطنية و ارتاينا أن نعيد بثها كي يستفيد منها الشبان تطرح المسرحية إشكالية حرية التعبير في الوطن العربي عبر سجينين و قهرهما داخل السجن و منعهما من التعبير في مداخلتي و منذ المقدمة قدمت فكرة حول المسرح منذ نشأته سياسيا و لا يمكن أن نفصل الجانب السياسي عنه بحيث أن المسرح هو الفن الأكثر ارتباطا بالمجتمع لكن هذا لا يعني غياب الجانب الجمالي و هنا نقف عند إبداع المرحوم أحمد بوطاطة و رئس الفرقة آنذاك في استعماله لتقنية بريخت التي تتماشى مع مضمون المسرحية و أذكر منها تقنيات التغريب.
*بصرياثا: غير المسرح السياسي،كانت هنالك عروض مسرحية في سكيكدة توجت داخل وخارج الوطن كيف تتم مرافقةالفرقالمسرحية ؟
*عبد المالك خلاف :جمعية مهرجان المسرح لمدينة سكيكدة لا تنتج مسرحيات لكن تنظم في النادي المسرحي الثقافي مناقشات حول مسرحيات و مواضيع شتى مثل موضوع المسرح الشعبي, مسرحية ريح السمسار كنموذج المونولوج في المسرح مونوولوج باقي هنا من إنتاج جمعية الفنون الدرامية كنموذج التجريب في المسرح ،مسرحية مابقات هدرة كنموذج الخ، بالنسبة لنا كجمعية أحسن طريقة للمرافقة هي تسليط الضوء على المسرحيات.
بصرياثا: ماهي العروض التى تستهوي الجمهور السكيكدى في حال وجود دراسة سيكولوجية الجمهور؟
عبد المالك بن خلاف: على غرار كل مدن جزائرنا في سكيكدة هناك نقص كبير في الجمهور المسرحي و من جهة نقص فادح لدراسات أكاديمية تحلل استقبال الأعمال المسرحية و كذا توجهات الجمهور، على العموم من خلال تجربتنا عندما نكثف الإشهار حول العروض يمكن أن نجدب الجمهور حتى و لو لا يصل إلى الأعداد الكبيرة مثل ما هو عليه في الرياضة، هذا الإشهار المتعدد الأشكال هو أكبر ضمان لتصل المعلومة للجمهور و في هذا الصدد أتساءل عن غياب الإشهار الثقافي عموما و المسرح خصوصا من القنوات الوطنية خاصة كانت أو عمومية يمكن كذلك أن نلاحظ عموما أن العروض الكوميدية مفضلة عند عامة الجمهور.
بصرياثا: نقص التمويل يحد من النشاط الجمعوي.. كيف تتداركون هذا المشكل بالمقارنة بعمر الجمعية وصمودها؟
عبد المالك بن خلاف: نتداركه عبر خلق نشاطات بديلة لا تكلف كثيرا و ذلك بالإعتماد على إمكانيات الجمعية مثلا قراءة نصوص مسرحية أمام الجمهور وتكون متبوعة بمناقشة النشاط. وهذا يستقطب الجمهور و لو بنسبة قليلة و لكنه نجده مهتم و النشاط يجعل من المسرح فن دائم الحضور . وفيما يخص المحاضرات عن طريق الفيديو فإنها توسع رقعة المتدخلين دون تكلفة يمكن أن نشير إلى فكرة مشاهدة و دراسة مسرحيات قديمة بتقنية (الداطاشو )فكرة مفيدة و فعالة تربط الجمهور بالحركة المسرحية و تاريخها.
*بصرياثا: ماهي الآليات المعتمدة من طرفكم في النهوض بالحركة المسرحية بولاية سكيكدة في ظل صيحات التهميش التى يعيشها الفنان؟
*عبد المالك بن خلاف: لعل أهم آلية يمكن أن نعتمدها فى خطنا الرسالي الجمعوي هي السماح لكل من له علاقة بفن المسرح من حق التعبير ،لقد أعطينا الفرصة و سنبقي نقدم المدد لكل الفنانين في عرض منجزاتهم الفنية التي لا تخرج عن مجال المسرح،هذا وشهدنا رقما هائلا من المسرحيين مرو على ركح سكيكدة. في القريب نطمح لتأسيس فرقة للإنتاج المسرحي تكون مفتوحة لكل فنان يرغب في الصعود بثبات وقوة على الخشبة سواء كممثل أومخرج أو كاتب مسرحي.