أربيل – أمجاد ناصر :
بحضور نخبة كبيرة من الادباء و الفنانيين والتشكيليين والاكادميين من مختلف المحافظات العراقية للمشاركة في الفعاليات الفنية والثقافية التي تضمنت القراءات الشعرية والجلسات النقاشية و توقيع الاصدارات الادبية وافتتاح المعرض التشكيلي وعروض الازياء للعباءة النسائية مع الحفلات الغنائية للطرب الاصيل و المقام العراقي , أقامت المؤسسة الثقافية لجامعة جيهان المهرجان الاول للثقافة والفنون على حدائق الجامعة في محافظة اربيل , تحت شعار ثقافة بلا حدود .
وأكد الدكتور يحيى نوزاد باجكر رئيس مجلس جامعات جيهان : كما الكون خلية واحدة فالثقافة الانسانية موروثا واحد , تفرقنا بتفرق الفكر و الأنتماء لذا يجب ان نعيد للثقافة جذورها من اجل خدمة الانسان والانسانية , وتشير الدراسات في نهاية القرن سوف لن تكون هناك لغة غير لغة الديجتل الرقمية ولا فيزا و حدود بين الدول وهذا المطلوب , لان الثقافة الانسانية هي ستكون الطاغية بين الجميع , الانسانية واحدة كما الكون واحد والخالق واحد , و واجب علينا و على الجميع نشر الثقافة ونبنيها بالشكل الصحيح من اجل خدمة المجتمع , و الثقافة من واجبات الجامعة لانها مؤسسة ثقافية قبل ان تكون تعليمية ومهنية , و الجامعة تبني الانسان وهو يبني العقل و العقل يبني الانسان والانسان يبني الحياة والحياة تبني الوطن والكرة الارضية .
زكاة العلم بنشر الثقافة والتعليم
مضيفا : العلاج الوحيد بنشر ثقافة التسامح بالتربية والتعليم , اذا أردنا بناء البلد متوازي الاطراف و متعدد الجوانب لابد ان نرتقي بالعلم والثقافة لانهما الوحيدان يبنيان الانسان , والانسان المثقف الواعي بالعلم هو الانسان الحر بتفكيره بينما الغير المثقف تسيطر عليه التأثيرات , ومن الجامعات و المراكز الثقافية يعود العراقي الى سابق عهده وهذا هو استحقاق العراقي صاحب التاريخ والحضارة , الانسان اخترع الكتابة و نفسه اخترع الآت الحرب المدمرة , وبالعمل العلمي و الانساني نعيد تاريخنا و نبني مستقبلنا , و قبل كل هذا يجب ان ننسى الماضي المظلم و نبدأ من اليوم بصفحة جديدة , وعلى رؤساء الاحزاب و العشائر و رؤوس المال ان يدعموا و يحتضنوا المؤسسات التعليمية والثقافية خاصة اننا نحتاج الى بناء 10 الاف مدرسة في العراق لكي نواكب التطور , ومن خلالهم نستطيع البناء كأفراد او مجاميع وبالتكاتف يتم البناء وانشاء المؤسسات الثقافية والتعليمية والصحية , نحن اسسنا مشروع زكاة العلم الذي من خلاله يستطيع كل من يملك علما و موهبة ان يمنحها للاخرين و بهذه الطريقة نبني الانسان والاوطان .
كما اشار الكاتب الدكتور ابراهيم احمد سمو: بدأت الكتابة باللغة الكرمانتية وهي لغة محافظة دهوك البادينية التي لايفهمها الاخرون , لذا انطلقت الى الكتابة بالعربية حتى اجد هناك من يخالفني الرأي و يفهم ما اكتبه , ومن خلال هذا الشعار ثقافة بلا حدود نستطيع ان نجتمع و نعبر عن افكارنا العربي للكردي و العكس ايضا , عملت اكثر من 30 عاما بالتربية والتعليم وكتبت باللغتين العربية والكردية ومن خلال خبرتي وجدت بان الثغرات التي نواجها يجب ان نقضي عليها بنشرالثقافة والتعليم , والذي يجمعني بالاخوة العرب اولا الموقع الجغرافي شئنا ام أبينا لاننا من ضمن هذا المجتمع الاصيل , ونحن اليوم جميعنا مجتمعون من مختلف المحافظات العراقية على طاولة واحدة في هذا المهرجان الثقافي والثقافة هي التي جمعتنا .
جلسات حوارية ومعارض تشكيلة
كما يضيف , المهندس بدر السنجاري المشرف على تنظيم المهرجان : من اجل تعزيز ثقافة الحوار بين ابناء المجتمع العراقي الذي تسعى اليه المؤسسة الثقافية لجامعة جيهان , بادرنا بتنظيم هذا المهرجان الثقافي الاول على هذا المستوى بعد ان كانت تجمعات ثقافية نقوم بها على طول السنة , وتم استضافة نخبة كبيرة من رواد الثقافة و الفن والاعلام من مختلف المحافظات العراقية من محافظة البصرة الى اقليم كردستان في جلسة حوارية تعريفية عن التنوع الثقافي , بدأت بمحاضرة عن التربية والتعليم للدكتور ابراهيم احمد سمو مع توقيع اصداراته (تجارب الماضي و حكمة الحاضر ) و (أفكار من أدب اللحظة , مقالات في السياسة والمجتمع ) , و قدم الروائي و الباحث الاجتماعي يوسف كمال محاضرة بعنوان النسيج الاجتماعي في محافظة اربيل , ومحاضرة للمترجم محمد حسين بعنوان ( أثر الترجمة في تلاقح الثقافات ) فضلا الى حفل توقيع مجموعة شعرية (من بعضي وانا ) للكاتب مصطفى الشيخ مع قراءات بعض النصوص الشعرية من كتابه , و محاضرة للدكتور حسن كاكي بعنوان استثمار التاريخ بالتنوع الثقافي و أرث الانسانية , كما قدمت الفنانة سارة تالي عزف منفرد على الدف لموسيقى التصوف سبقتها قراءات شعرية , و مداخلة للحقوقي الشيخ عدنان القراغولي عن التماسك الاجتماعي بين ابناء الشعب العراقي , وأفتتاح معرض للفن التشكيلي للفنان فهر الصالح , و قراءات شعرية للشاعر غسان الظاهر و محمود المحمود و هبة السامرائي والشاعر الشعبي فهمي الجبوري و شهد حفل الختام مجموعة من الاغاني الفلكلورية مع فرقة جيهان والطرب والفن الاصيل لمجموعة من المطربين الكرد و التركمان و المقام العراقي للفنان رعد الاعظمي وعروض الازياء للعباءة النسائية البغدادية التي نالت اعجاب الحضور و نخبة من النشطاء و المسؤولين .