في أغلب اللقاءات، أدبية كانت أوفنية، يجري النقاش بموضوع الريادة، سواء في الأدب أو الفن، ويطول الحديث بهذا، فهناك من يعتبر أن الذين تجاوزت أعمارهم الستين عاماً أو يزيد، يعتبرون من الروّاد في مجالهم، وهناك من يرى أن من يحدث تغييراً أو تجديداً في مجالة أيضاً يعتبر رائداً من الرواد.
في المصطلحات اللغوية يعرف الرائد بأنه “مَنْ يَتَقَدَّمُ قَوْمَهُ وَيُنِيرُ لَهُمُ الطَّرِيقَ” وفي المططلح المالي تُعرّف الريادة بأنها “الميزة التي تكتسبها شركة لكونها رائدة صناعة ما أو في طليعة مّن يعرض منتجاً جديداً أو خدمة حديثة”، وعليه، وهذا رأينا، أنه لا علاقة بعمر الإنسان بموضوع الريادة خاصة فيما يتعلق بالإبداع، فمن أحدث تغييراً أو تجديداً في مجاله الإبداعي وقدّم منجزاً يشار اليه فهو رائد في مجاله، وقد يختلف معنا بعضهم في أنهم يتفقون مع الرأي الأول الذي ذكرناه في عتبة مقالنا.
الابداع عملية معقدة، تبدأ من الفرد، وتحلّق في فضاءات بعيدة، ولا علاقة للتقادم الزمني، والعمري بوضع صفة الريادة لهذا الفنان او ذاك أو لهذا الأديب او ذاك إلا إن كان، هو، في مجاله الإبداعي مبدعاً وأنجز ما لم يقم به مجايلوه وأحدث تغييراً أو اكتشف طريقة أو مساراً جديداً لم يصل اليه الآخرون.