بإلحاح شديد على أهمية القيم و الموضوعات الاجتماعية تفتتح ليزا تيسلي موسمها الأدبي ، بالأحرى حياتها مع الأدب بمجموعة قصصية عنوانها ( بريق في الظلام ).
أبطال هذه القصص القصيرة ، و هم يتنقلون في العالم من أطراف لا تغيب عنها الشمس ، و حتى زوايا تهيمن عليها تقاسيم ليلية و دسائس و انحرافات ، لا يتورعون عن تجريد الأخلاق و تجريد الفن من عناصره.
إن الكاتبة ( و باعتبار أنها أمريكية من أصل إفريقي ) لم تتورط مثل مصادرها الثقافية و الفكرية في البحث عن الجذور و أسباب المعاناة لعرقها ، و لكنها كانت تعمم. لقد وضعت الجميع في سلة واحدة ، و كان هدفها الأساسي : طعام لكل فم و سرير لكل شخص و روح أو قرين لكل الأفراد. بكلمة أخرى : كانت تسعى خلف الضرورة و ليس الحرية. و ربما لهذا السبب كانت التعابير تفيض على الصور الطبيعية و المحايدة لواقع مكبل بقوانين الحياة.
إن هذا السلوك الشمولي في المعاناة وضع الكاتبة أيضا بين قوسين .
-من طرف : شتاتها الروحي الغامض الذي عكس العلاقة مع الموضوع و مع الذات. لقد كانت أكثر اهتماما بالأغيار مقارنة مع ( أنا ). إنها حاولت البحث عن حلول بيضاء لأزمتها مع الظلمات ( في الواقع ) و لون الوجوه السوداء ( في الظاهر ) و المأساة التي تتطور لغويا نحو حزن لا معنى له . و هذا دفعها للخروج في رحلة طويلة هدفها الجوهري التعرف ، و غاياتها ( المؤجلة ) صناعة ألغاز طبيعية لعالم لا ينتج مصيره.
لقد اقتربت هذه القصص ( و هي تتطور بأحداثها من نيويورك حتى باريس ) من أدب الرحلات. غير أن قانون الأشكال هو غير قانون الموضوعات. تماما مثلما هو الغياب بالمقارنة مع الحضور. أو المحدد و المتناهي مع غير المعرف . و هكذا إن الاستفاضة في التفاصيل و الماهيات يكاد يكون تفسيرا للصراع المرير بين الأفراد و مجتمعاتهم، و ربما تأسيسا للخلاف المزمن مع أقساط مجهولة من البنية.
و بهذه الطريقة حملت المضامين أعباء القول المعاصر للحداثة . بمعنى أنها عمدت إلى المساواة بين الأضداد ، الولادة و الموت ، حفل التعميد و طقوس الانتحار ، ثم بين البداية و مفهومنا عن الدرب المسدود ( أو الخاتمة ، النهاية ، المصير، و هلم جرا – انظر قصة : بايكر ، البحث عن صديقة بشعر وردي ، بماذا أتت ربة الخصوبة ، إلخ…).
-من طرف آخر : تسبب الحوار ( و هو أقرب إلى اعتداء آثم ضد اللغة و الثقافة – بذيء مباشر . وقح . إيروتيكي ) بمواجهة مفتوحة و حتى الموت مع عناصر الذات و مع البداهة أو الفطرة. و لا شك أنه كان حوارا سفسطائيا و إنكاريا . لقد كان يتعامل بلاشعوره مع النفي بنفس الوزن الذي تعامل به النص و إرادة الكاتبة مع ضرورات الخطاب.
كذلك كانت النهايات درامية و شريرة و الخطاب حزينا و فاجعا ، و منه يتطور الشك بجدوى القضية ( إن وجدت ) و بطبيعة العلاقة بين الواقع و الأهداف.
لقد عبرت ليزا تيسلي ببساطة و بلغة مباشرة ، فجة في معظم الحالات ، و لكنها ذات رصيد ، عن اغتراب وجداني سببه الانفصال عن المصادر. و ربما كان هذا طريقة أخرى و مختلفة لمحاكاة الأزمة و لتفسيرها. لقد كانت ( في النهاية ) تنظر إلى العالم بعين من زجاج ( كما ورد في قصة : جبين ساني ).
– و من جهة : كان عدد الأشخاص محدودا ، و ليس له علاقة بثقافة العائلة الإفريقية. و بالمقارنة مع بعض الأعمال الكبيرة التي تعود لشوينكا و ريتشارد رايت أو حتى توني موريسون ، تميل الحبكة للتعامل مع عائلة بورجوازية صغيرة ، محطمة و في طريقها للسقوط . و هكذا ينشأ التعارض ما بين قانون البلاد الجميلة و الواقع المزري ، و من غير أي عوامل للمؤازرة ، كالطبقة أو الحزب أو المؤسسة. و بلغة الأرقام : في قصة بايكير يبلغ عدد الأشخاص ثلاثة ( مارتي و شقيقته بايكير و صديقته ) ، و هذا هو الحال في قصة جبين ساني ( العدد ثلاثة أيضا : بيرغير و شقيقته ساني و ضمير المتكلم )، إلخ….
و كما ورد في تعليق رون آثي على المجموعة : إنها تقدم مثالا عن العقدة الإستوائية حيث أن الشخوص يتأرجحون بين الجنون و التحكم بالذات ، و هم خائبون دائما و يمرون في منعطف رومنسي سوف يقود إلى الخراب. و في كل حبكة ( أو سيناريو ) صراع نفسي ، هو غالبا خطير، و في أحيان قليلة غامض ، و لكن باستمرار قريب من الأطراف الحرجة..
تتألف المجموعة من ( 12 ) قصة تدور أحداثها في نيويورك ، شمال كاليفورنيا ، مكسيكو ، لوس أنجليس ، باريس. و قد صدرت عن دار كيون للنشر في سياتل. الغلاف للفنان التشكيلي : إريك جونكير. و قد حازت مؤخرا على جائزة القلم الذهبي.
أبطال هذه القصص القصيرة ، و هم يتنقلون في العالم من أطراف لا تغيب عنها الشمس ، و حتى زوايا تهيمن عليها تقاسيم ليلية و دسائس و انحرافات ، لا يتورعون عن تجريد الأخلاق و تجريد الفن من عناصره.
إن الكاتبة ( و باعتبار أنها أمريكية من أصل إفريقي ) لم تتورط مثل مصادرها الثقافية و الفكرية في البحث عن الجذور و أسباب المعاناة لعرقها ، و لكنها كانت تعمم. لقد وضعت الجميع في سلة واحدة ، و كان هدفها الأساسي : طعام لكل فم و سرير لكل شخص و روح أو قرين لكل الأفراد. بكلمة أخرى : كانت تسعى خلف الضرورة و ليس الحرية. و ربما لهذا السبب كانت التعابير تفيض على الصور الطبيعية و المحايدة لواقع مكبل بقوانين الحياة.
إن هذا السلوك الشمولي في المعاناة وضع الكاتبة أيضا بين قوسين .
-من طرف : شتاتها الروحي الغامض الذي عكس العلاقة مع الموضوع و مع الذات. لقد كانت أكثر اهتماما بالأغيار مقارنة مع ( أنا ). إنها حاولت البحث عن حلول بيضاء لأزمتها مع الظلمات ( في الواقع ) و لون الوجوه السوداء ( في الظاهر ) و المأساة التي تتطور لغويا نحو حزن لا معنى له . و هذا دفعها للخروج في رحلة طويلة هدفها الجوهري التعرف ، و غاياتها ( المؤجلة ) صناعة ألغاز طبيعية لعالم لا ينتج مصيره.
لقد اقتربت هذه القصص ( و هي تتطور بأحداثها من نيويورك حتى باريس ) من أدب الرحلات. غير أن قانون الأشكال هو غير قانون الموضوعات. تماما مثلما هو الغياب بالمقارنة مع الحضور. أو المحدد و المتناهي مع غير المعرف . و هكذا إن الاستفاضة في التفاصيل و الماهيات يكاد يكون تفسيرا للصراع المرير بين الأفراد و مجتمعاتهم، و ربما تأسيسا للخلاف المزمن مع أقساط مجهولة من البنية.
و بهذه الطريقة حملت المضامين أعباء القول المعاصر للحداثة . بمعنى أنها عمدت إلى المساواة بين الأضداد ، الولادة و الموت ، حفل التعميد و طقوس الانتحار ، ثم بين البداية و مفهومنا عن الدرب المسدود ( أو الخاتمة ، النهاية ، المصير، و هلم جرا – انظر قصة : بايكر ، البحث عن صديقة بشعر وردي ، بماذا أتت ربة الخصوبة ، إلخ…).
-من طرف آخر : تسبب الحوار ( و هو أقرب إلى اعتداء آثم ضد اللغة و الثقافة – بذيء مباشر . وقح . إيروتيكي ) بمواجهة مفتوحة و حتى الموت مع عناصر الذات و مع البداهة أو الفطرة. و لا شك أنه كان حوارا سفسطائيا و إنكاريا . لقد كان يتعامل بلاشعوره مع النفي بنفس الوزن الذي تعامل به النص و إرادة الكاتبة مع ضرورات الخطاب.
كذلك كانت النهايات درامية و شريرة و الخطاب حزينا و فاجعا ، و منه يتطور الشك بجدوى القضية ( إن وجدت ) و بطبيعة العلاقة بين الواقع و الأهداف.
لقد عبرت ليزا تيسلي ببساطة و بلغة مباشرة ، فجة في معظم الحالات ، و لكنها ذات رصيد ، عن اغتراب وجداني سببه الانفصال عن المصادر. و ربما كان هذا طريقة أخرى و مختلفة لمحاكاة الأزمة و لتفسيرها. لقد كانت ( في النهاية ) تنظر إلى العالم بعين من زجاج ( كما ورد في قصة : جبين ساني ).
– و من جهة : كان عدد الأشخاص محدودا ، و ليس له علاقة بثقافة العائلة الإفريقية. و بالمقارنة مع بعض الأعمال الكبيرة التي تعود لشوينكا و ريتشارد رايت أو حتى توني موريسون ، تميل الحبكة للتعامل مع عائلة بورجوازية صغيرة ، محطمة و في طريقها للسقوط . و هكذا ينشأ التعارض ما بين قانون البلاد الجميلة و الواقع المزري ، و من غير أي عوامل للمؤازرة ، كالطبقة أو الحزب أو المؤسسة. و بلغة الأرقام : في قصة بايكير يبلغ عدد الأشخاص ثلاثة ( مارتي و شقيقته بايكير و صديقته ) ، و هذا هو الحال في قصة جبين ساني ( العدد ثلاثة أيضا : بيرغير و شقيقته ساني و ضمير المتكلم )، إلخ….
و كما ورد في تعليق رون آثي على المجموعة : إنها تقدم مثالا عن العقدة الإستوائية حيث أن الشخوص يتأرجحون بين الجنون و التحكم بالذات ، و هم خائبون دائما و يمرون في منعطف رومنسي سوف يقود إلى الخراب. و في كل حبكة ( أو سيناريو ) صراع نفسي ، هو غالبا خطير، و في أحيان قليلة غامض ، و لكن باستمرار قريب من الأطراف الحرجة..
تتألف المجموعة من ( 12 ) قصة تدور أحداثها في نيويورك ، شمال كاليفورنيا ، مكسيكو ، لوس أنجليس ، باريس. و قد صدرت عن دار كيون للنشر في سياتل. الغلاف للفنان التشكيلي : إريك جونكير. و قد حازت مؤخرا على جائزة القلم الذهبي.