مرّ نصف رمضان، وبدأت مقالات التشجيع وعواصف النقد مبكرا بشأن الانتاج الفني، وحسم الجمهور المنافسة بين المسلسلات، حيث جذبت بعض الأعمال الدرامية انتباه المشاهدين منذ أول حلقاتها، وشكلت أرضا خصبة لحديث النقاد وتحاليلهم وانطباعاتهم حول غزارة المشهد الدرامي الرمضاني.
“”مجلة بصرياثا” التقت الكاتبة والناقدة السينمائية ماجدة خير الله لتقييم العرض التلفزيوني خلال الفترة الرمضانية الأولى.
ماجدة خير الله خريجة كلية العلوم ومن ثمة المعهد العالي للسينما لدراسة السيناريو، صحفية وناقدة ومؤلفة مصرية، من أعمالها صباح الورد ووجه القمر والخاتم وإنذار بالقتل ونداء الماضي.
تتعدد المسلسلات والأعمال الدرامية لكنها لا تأتي كلها في ترتيب واحد، حيث انحصرت المنافسة بين حسب رأي الناقدة ماجدة خير الله بين مسلسل الكابوس والعهد وتحت السيطرة وبعد البداية وطريقي، في ظل الرقم غير المحدود للأعمال.
ومثلما تعددت الأعمال الفنية فإن النجوم والنجمات المصريين والعرب تهاطلوا على البطولات، وجوه جديدة وأخرى معروفة فرضت وجودها في الساحة الفنية لهذا العام، حيث تشجع الأستاذة خير الله هذا التنوع والزخم الاستعراضي للفنانين وترى أن هناك وجوها جديدة بدأت تشق طريقها وحدها نحو النجاح واعتبرتهم مفاجأة هذا الموسم مثال كريم عبد العزيز في مسلسل وش تاني وطارق لطفي في بعد البداية وباسل خياط في مسلسل طريقي وكريم قاسم في الكابوس.
وقد بدت السطوة النسائية واضحة في الماراثون الرمضاني، حيث تعتبر الناقدة المصرية ماجدة خير الله أن الحضور النسائي في البطولات نابع عن وجود احتراف ومستوى تمثيل عالي للفنانات خلف عدسات الكاميرا، أمثال شيرين رضا وغادة عبد الرازق وايتن عامر ووصبا مبارك ودنيا سمير غانم وأروى جوده…
وعن القضايا المطروحة والتي يعتبرها البعض مكررة ومستهلكة في أغلب الأعمال الدرامية والسينمائية، تنتقد ماجدة هذا الموقف وترى أن المشاهد لا يهمه التكرار طالما تعنيه القضايا المطروحة فبالنسبة لها “كل شيء قابل للطرح من وجهات نظر مختلفة المهم أن يكون العمل الفني مكتمل العناصر، والجمهور لا تهمه القضايا بقدر ما يهمه العرض وكثير من الناس يتابعون مسلسل لهفة الكوميدي مثلا”.
وعن تداخل أوقات المسلسلات وطول الإعلانات المزعجة، تعلق ماجدة بأن شهر رمضان يفرض كل ذلك.
وقد عاد بعض عمالقة الفن المصري للظهور في أدوار ثانوية، بعد أن خاضوا لسنوات طويلة البطولات المطلقة ولعبوا في السابق أدوارا رئيسية، أمثال حسين فهمي وفاروق الفيشاوي ومحمود الجندي وسوسن بدر، اليوم خرجوا عن المألوف، الأمر الذي تعتبره الأستاذة ماجدة طبيعيا و”سنة الحياة” لكي لا يتم حجب أدوار البطولة عن الشباب.
يبقى المزعج بالنسبة للمشاهد أن كل الأعمال الفنية بمسلسلاتها وبرامجها يتم “تحويشها” للموسم الرمضاني، وتكديسها على عاتق الجمهور، ومع زحمتها يصعب متابعتها، ويصبح الانتاج الدرامي طوال السنة نادرا.
—