من يزور البصرة اليوم بعدما أعلنت عاصمة للثقاف العراقية ترتسم في ذهنه قبل ان يطئ أرضها صور من تلك المدينة التي تغنى فيها الشعراء، وانجلت الفطاحل في الأدب والفن والعلم.. لكنه سيصطدم بالواقع المرير للعاصمة الثقافية.. فالمدينة تعج بثقافة هجينة، ثقافة مستوردة القصد منها قتل الروح البصري التي يعرفها كل العالم.. ثقافة يغلفها الحقد على كا هو ينم للحياة.. تخريب متعمد من أفراد، خروج على كل أنظمة الحياة الاجتماعية.. في الشارع وفي الدوائر والمؤسسات.. شريعة غاب تحكم بعض المفاصل، ومن ليس لديه أحد هنا من الصعوبة له العيش.. يجب أن تتحمل كل الطعنات ما دمت من العامة.. أما أولئك (المتريشين) في السلطة فكل شيء لهم ولذويهم حتى (سابع ظهر)..
لا ثقافة في البصرة، ونقصد بها ثقافة العامة وليس النخبة.. فالنخبة لهم ثقافتهم وعالمهم غير المؤثر بالمجتمع البصري.. وهذا شيء طبيعي جداً، فكيف يستطيع المثقف او الأديب أن يؤثر في مجتمع لا يقرأ ولا يكتب أيضاً.. هنا الأمية متفشية، والتسرب من المدارس وصل حداً مخيفاً.. والعلاقات المبنية على المصالح الضيقة تطغى على الحياة.. الغالبية العظمى تحاول جر المجتمع الى الوراء.. يحاولون ان يجعلوا من البصرة مرتعاً خصباً لكل ما هو همجي وبلافتات مرسومة رسماً جيداً.. فمرة باسم الحزبية وأخرى بأسم الدين وثالثة بلافتات عشائرية.. ولعل اللافتات الدينية هي الأخطر في جر الناس الى ما له علاقة بالدين والاسلام على وجه الخصوص.. فمنهم وبدوافع تجارية خبيثة وباتفاق مع الجارة (المسلمة حد النخاع) يحاول اكتشاف أمكنة ليضفي عليها القدسية.. فكل شيء هنا مقدس.. والمقدس هذا لا يمكن لأحد ان يقول له لا شأنه شأن كل المقدسات في مجتمعاتنا الديكتاتورية.. فهنا حرب الجمل، وهنا وضع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه الشريف خيامه.. وهنا قبر الصحابي فلان.. وهناك فلان.. و…و…و… حتى صارت المقدسات تدخل في حيز الخيال مستغلين عامة الشيعة (المساكين).. فهذه الصورة تقطر دماً، وتلك تنز ماءاً، وأخرى تشير الى معجزة في زمن لا نعتقد ان الانسان بحاجة الى معجزة ليعرف خالقه.. وفي الوقت الذي تغرق فيه البصرة بمختلف المقدسات تزدهر التجارة الايرانية (بيارق، زناجيل، طبول، صور…الخ) تلك التجارة التي تضرب على وتر عواطف العامة الذين لا حول لهم ولا قوة فينجرون اليها بفطرتهم..
أي ثقافة في البصرة اذا استثنينا ثقافة النخبة..؟ ثقافة العاطلين الذين يملأون شوارعها.. ام ثقافة الأرامل والأيتام ..؟
أي ثقافة في البصرة واقتصاد المدينة متوقف، الاسمدة، البتروكيمياويات، الحديد والصلب، مزارع الزبير، بساتين ابي الخصيب والسيبة والفاو.. وغيرها من مناطق زراعية في شمال المدينة..؟
أي ثقافة في البصرة والجميع يفصلون الشارع حسب هواهم.. فلا اشارة رجل المرور تنفع، ولا الاشارة الضوئية التي غابت عن شوارعها تنفع.. لا خوف من القانون في ظل عاصمة الثقافة العراقية..
البصرة اليوم ليست بصرة الأمس.. أهلها الذين يخافون عليها ويحافظون على نظافتها لم يبق منهم الا القليل وغير المؤثر.. الزحف السكاني نحوها أكل وجهها المشرق ذلك الوجه الذي تراه في كل سحنة حنطاوية يوم كانت البصرة أم الجميع وأهلوها عائلة واحدة.. يعرف بعضهم بعضاً.. ويتعامل معه ومع الغريب بطيبة لامتناهية..
قدامى البصرة متعاونون في السراء والضراء، متحابون، لا حقد بينهم ولا ضغينة.. انهم اهل الله حقاً..
البصرة بحاجة الى حملة توعية كبرى لاعادة روحها وهي بحاجة ايضاً الى اعادة بناها التحتية وتجميلها لتكون عاصمة عالمية للسياحة مثلما كانت عاصمة للثقافة الانسانية.
لا ثقافة في البصرة، ونقصد بها ثقافة العامة وليس النخبة.. فالنخبة لهم ثقافتهم وعالمهم غير المؤثر بالمجتمع البصري.. وهذا شيء طبيعي جداً، فكيف يستطيع المثقف او الأديب أن يؤثر في مجتمع لا يقرأ ولا يكتب أيضاً.. هنا الأمية متفشية، والتسرب من المدارس وصل حداً مخيفاً.. والعلاقات المبنية على المصالح الضيقة تطغى على الحياة.. الغالبية العظمى تحاول جر المجتمع الى الوراء.. يحاولون ان يجعلوا من البصرة مرتعاً خصباً لكل ما هو همجي وبلافتات مرسومة رسماً جيداً.. فمرة باسم الحزبية وأخرى بأسم الدين وثالثة بلافتات عشائرية.. ولعل اللافتات الدينية هي الأخطر في جر الناس الى ما له علاقة بالدين والاسلام على وجه الخصوص.. فمنهم وبدوافع تجارية خبيثة وباتفاق مع الجارة (المسلمة حد النخاع) يحاول اكتشاف أمكنة ليضفي عليها القدسية.. فكل شيء هنا مقدس.. والمقدس هذا لا يمكن لأحد ان يقول له لا شأنه شأن كل المقدسات في مجتمعاتنا الديكتاتورية.. فهنا حرب الجمل، وهنا وضع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه الشريف خيامه.. وهنا قبر الصحابي فلان.. وهناك فلان.. و…و…و… حتى صارت المقدسات تدخل في حيز الخيال مستغلين عامة الشيعة (المساكين).. فهذه الصورة تقطر دماً، وتلك تنز ماءاً، وأخرى تشير الى معجزة في زمن لا نعتقد ان الانسان بحاجة الى معجزة ليعرف خالقه.. وفي الوقت الذي تغرق فيه البصرة بمختلف المقدسات تزدهر التجارة الايرانية (بيارق، زناجيل، طبول، صور…الخ) تلك التجارة التي تضرب على وتر عواطف العامة الذين لا حول لهم ولا قوة فينجرون اليها بفطرتهم..
أي ثقافة في البصرة اذا استثنينا ثقافة النخبة..؟ ثقافة العاطلين الذين يملأون شوارعها.. ام ثقافة الأرامل والأيتام ..؟
أي ثقافة في البصرة واقتصاد المدينة متوقف، الاسمدة، البتروكيمياويات، الحديد والصلب، مزارع الزبير، بساتين ابي الخصيب والسيبة والفاو.. وغيرها من مناطق زراعية في شمال المدينة..؟
أي ثقافة في البصرة والجميع يفصلون الشارع حسب هواهم.. فلا اشارة رجل المرور تنفع، ولا الاشارة الضوئية التي غابت عن شوارعها تنفع.. لا خوف من القانون في ظل عاصمة الثقافة العراقية..
البصرة اليوم ليست بصرة الأمس.. أهلها الذين يخافون عليها ويحافظون على نظافتها لم يبق منهم الا القليل وغير المؤثر.. الزحف السكاني نحوها أكل وجهها المشرق ذلك الوجه الذي تراه في كل سحنة حنطاوية يوم كانت البصرة أم الجميع وأهلوها عائلة واحدة.. يعرف بعضهم بعضاً.. ويتعامل معه ومع الغريب بطيبة لامتناهية..
قدامى البصرة متعاونون في السراء والضراء، متحابون، لا حقد بينهم ولا ضغينة.. انهم اهل الله حقاً..
البصرة بحاجة الى حملة توعية كبرى لاعادة روحها وهي بحاجة ايضاً الى اعادة بناها التحتية وتجميلها لتكون عاصمة عالمية للسياحة مثلما كانت عاصمة للثقافة الانسانية.