العراقي الطيب!
قبل ايام وفكرة هذا المقال تدور في رأسي، لا اعرف من أين أبدأ وكل الابواب مشرعة في وجهي.. أحاول ان اقتنص من الماضي ما يثري الفكرة، ذلك لان العراقي ما زال مشدوداً الى الماضي.. كل الشعوب تنظر الى أمام، الى مستقبلها، ماعدانا نحن حيث نتشبث بما أسسه الأولون من أهلنا..اذا تحدثنا عن العلم استللنا اسماء الأولين منا.. واذا تحدثنا عن الأدب ايقظنا فطاحل قومنا من قرون مضت.. واذا تحدثنا عن الاخلاق والفضيلة تأسفنا على ما مضى.. هكذا نحن نتقوقع في الماضي لا لأنه يحمل عبق الاجداد انما لأن كل قيم الفضيلة والاخلاق زرعت فيه..
لا يهمني من المرء ابداعه ونتاجه الفكري قدر ما اهتم بما يحمل من أخلاق.. فالاخلاق اولا وآخرا وما عداها فهو زبد.. وما يحزنني ان اخلاقنا غابت ومبادءنا ذابت وسط اللهاث المحموم وراء رذائل الدنيا.. لست مصلحا اجتماعيا لكنني اشعر ان من واجبي ان أدلو بدلوي في التدني المريب الذي وصل اليه العراقي..
قديما كان اهلنا يقولون (ماكو زور يخلو من الواوي..) فما الذي سيقولونه اليوم بعدما كثر (الواوية) ولم يعد (الزور) آمنا كما كان..؟ صرنا من الصعب ان نجد الصدق والوفاء والايثار تلك الصفات التي لم يعرفها اليوم كثير من العراقيين.. لم يعد الجار يأمن جاره، ولا الصديق يثق بصديقه، ولا الأخ يشعر بالحنين لأخيه.. ما الذي يجري في الزمن المادي الحقير..؟
كنت قبل وقت قليل اشك في ان ما يجري هو عملية تهجين للشخصية العراقية.. وان ما يحدث هو أمر خارج عن الارادة، وان ما افسد الاخلاق والعلاقات الاجتماعية مستورد من الخارج.. ولكن، استطيع القول ان ما يحدث هو من أيدينا ومن أنفسنا.. فالسارق لا يحتاج الى من يشجعه على السرقة، والمتجبر لا يدفعه احد على الجبروت انما هي بذرة سوداء تنمو في النفس وتستفحل حتى تلطخ صاحبها ومن حوله..
في ايام (الفرهود) بعد 9 ابريل خرج الناس افواجاً لتفريغ المؤسسات..بينما بقي القليل منهم قانعين بما أتاهم الله من رزق.. وهذا القليل ما زال يعاني فيما (تريّش) من سرق البنوك..
أيام (الفرهود) كانت خطاً فاصلاً بين الفضيلة والرذيلة.. بين الله والشيطان وما أكثر الشياطين اليوم.. لا أدري كيف يستطيع المرء ان يمد يديه الى مال ليس له فيه حق.. وكيف يسرق تحت مسميات وتبريرات تجعله مطمئناً..
المجتمعات محكومة باخلاق مكوناتها، واذا ما تدنت الاخلاق انهارت.. هذه بديهية تعلمناها في وقت مبكر فأين نحن منها اليوم..؟
قديما قال الشاعر العربي:
الناس للناس من بدو ومن حضر بعض لبعض وان لم يشعروا خدم
فمن شعر منا انه خادم لأخيه..؟ ومن شعر منا ان لأخيه عليه حق، وان يحب لأخيه ما يحب لنفسه..؟ هذه اخلاق آباؤنا، وأخلاق من بقيت في نفسه بذرة فضيلتهم..
الكبرياء لا يليق بالمرء مهما كثر عياله او ماله.. ذلك لأن الكبرياء رداء الله فمن نازعه عليه أذله.. لننظر الى الناس ونرى ذلك الكبرياء الأجوف الذي يضمحل في اللحظة التي ينزل فيه الله غضبه.. لا فرق بين انسان وانسان الا باخلاقه وتقواه.. ومن الغريب ان نجد أعزّة القوم أذلة في الزمن المادي الحقير..في زمن المعادلات المغلوطة حيث يحترم صاحب المال ويحتقر صاحب العلم والادب والاخلاق..
الاخلاق نبتة من سقاها بماء المكرمات (كما يقول الشاعر) فاز..وذو الاخلاق لا ينتظر الثناء من أحد، فهي الفطرة التي تحدد وجهته..
العراقي الطيب كان، وما زال له بقية، لم ينقرض كليّاً وربما سينمو وينمو حتى يغيّر الناس أنفسهم ويضعوا أقدامهم على جادة الفضيلة.. فلا المال ينفع اذا ما تفتت الاخلاق ولا الجاه الكاذب.. ولا كثرة المطبلين وماسحي الاكتاف فالذباب يذهب اذا ما نتن السمن..!
عزائي ان العراقي الطيب لم يبق وحيداً طالما ارادة الله معه.
لا يهمني من المرء ابداعه ونتاجه الفكري قدر ما اهتم بما يحمل من أخلاق.. فالاخلاق اولا وآخرا وما عداها فهو زبد.. وما يحزنني ان اخلاقنا غابت ومبادءنا ذابت وسط اللهاث المحموم وراء رذائل الدنيا.. لست مصلحا اجتماعيا لكنني اشعر ان من واجبي ان أدلو بدلوي في التدني المريب الذي وصل اليه العراقي..
قديما كان اهلنا يقولون (ماكو زور يخلو من الواوي..) فما الذي سيقولونه اليوم بعدما كثر (الواوية) ولم يعد (الزور) آمنا كما كان..؟ صرنا من الصعب ان نجد الصدق والوفاء والايثار تلك الصفات التي لم يعرفها اليوم كثير من العراقيين.. لم يعد الجار يأمن جاره، ولا الصديق يثق بصديقه، ولا الأخ يشعر بالحنين لأخيه.. ما الذي يجري في الزمن المادي الحقير..؟
كنت قبل وقت قليل اشك في ان ما يجري هو عملية تهجين للشخصية العراقية.. وان ما يحدث هو أمر خارج عن الارادة، وان ما افسد الاخلاق والعلاقات الاجتماعية مستورد من الخارج.. ولكن، استطيع القول ان ما يحدث هو من أيدينا ومن أنفسنا.. فالسارق لا يحتاج الى من يشجعه على السرقة، والمتجبر لا يدفعه احد على الجبروت انما هي بذرة سوداء تنمو في النفس وتستفحل حتى تلطخ صاحبها ومن حوله..
في ايام (الفرهود) بعد 9 ابريل خرج الناس افواجاً لتفريغ المؤسسات..بينما بقي القليل منهم قانعين بما أتاهم الله من رزق.. وهذا القليل ما زال يعاني فيما (تريّش) من سرق البنوك..
أيام (الفرهود) كانت خطاً فاصلاً بين الفضيلة والرذيلة.. بين الله والشيطان وما أكثر الشياطين اليوم.. لا أدري كيف يستطيع المرء ان يمد يديه الى مال ليس له فيه حق.. وكيف يسرق تحت مسميات وتبريرات تجعله مطمئناً..
المجتمعات محكومة باخلاق مكوناتها، واذا ما تدنت الاخلاق انهارت.. هذه بديهية تعلمناها في وقت مبكر فأين نحن منها اليوم..؟
قديما قال الشاعر العربي:
الناس للناس من بدو ومن حضر بعض لبعض وان لم يشعروا خدم
فمن شعر منا انه خادم لأخيه..؟ ومن شعر منا ان لأخيه عليه حق، وان يحب لأخيه ما يحب لنفسه..؟ هذه اخلاق آباؤنا، وأخلاق من بقيت في نفسه بذرة فضيلتهم..
الكبرياء لا يليق بالمرء مهما كثر عياله او ماله.. ذلك لأن الكبرياء رداء الله فمن نازعه عليه أذله.. لننظر الى الناس ونرى ذلك الكبرياء الأجوف الذي يضمحل في اللحظة التي ينزل فيه الله غضبه.. لا فرق بين انسان وانسان الا باخلاقه وتقواه.. ومن الغريب ان نجد أعزّة القوم أذلة في الزمن المادي الحقير..في زمن المعادلات المغلوطة حيث يحترم صاحب المال ويحتقر صاحب العلم والادب والاخلاق..
الاخلاق نبتة من سقاها بماء المكرمات (كما يقول الشاعر) فاز..وذو الاخلاق لا ينتظر الثناء من أحد، فهي الفطرة التي تحدد وجهته..
العراقي الطيب كان، وما زال له بقية، لم ينقرض كليّاً وربما سينمو وينمو حتى يغيّر الناس أنفسهم ويضعوا أقدامهم على جادة الفضيلة.. فلا المال ينفع اذا ما تفتت الاخلاق ولا الجاه الكاذب.. ولا كثرة المطبلين وماسحي الاكتاف فالذباب يذهب اذا ما نتن السمن..!
عزائي ان العراقي الطيب لم يبق وحيداً طالما ارادة الله معه.
مقالات ذات الصلة
10/11/2024
21/10/2024