عبد العزيز حسين علي :
شاركت الفرقة المسرحية لنقابة الفنانين العراقيين فرع البصرة في مهرجان عشيّات طقوس الدولي الذي أُقيم في المملكة الأردنية الهاشمية للفترة ١٩ – ٢٣ / ٨ / ٢٠٣٢ بمشاركة مجموعة من الفرق المسرحية من متخلف الاقطار العربية لتقديم عروضهم ضمن أشهر مهرجان مسرحي تحتضنه العاصمة عمان منذ عقد ونصف العقد من الزمن برعاية فرقة طقوس بالتعاون مع ووزارة الثقافة الأردنية ومؤسسات أكاديمية وفنية أخرى.
وتحدث المخرج المسرحي حسام المبارك من مدينة البصرة قائلا”
تمثلت مشاركتنا في هذا المهرجان بعرض مسرحية أمكنة إسماعيل للكاتب(هوشنك وزيري) وهو أحد أهم الكتاب المسرحيين بمحافظة أربيل حيث جسد هذا النص محور مهم للمثقف و الإنسان العراقي الدؤوب المجتهد الذي رفض الخضوع للنظام البائد والانصياع إلى أوامره وسط ضغوطات كبيرة ادخلته ضمن دائرة الجنون أدت به للاصابة بحالة من المرض النفسي ليتحول هذا الإنسان من الثكنة العسكرية إلى مصحة الأمراض العقلية في مشفى المجانين حيث أن الأمكنة تتعدد في هذه المسرحية فمنها الشارع و الغرفة في البيت و المقهى والسجن كل هذه الأمكنة تحولات تواجه شخصية إسماعيل ، بالنسبة لي كمخرج اشتغلت على تقديم العرض بطريقة مغايرة من ناحية طبيعة النص اولا والمعالجة ثانيا سيما و ان رسالتي في الماجستير تناولت كيفية تحويل المكان إلى فضاء مسرحي بكل ما يمتلك من عناصر ومكونات تساعد على تشكيل منصة العرض للجمهور وهذا توظيف ليس بالهين إذ إن لكل مكان خصوصية في ذلك فالبيت يختلف عن الشارع و المقهى يختلف عن المشفى والأخير يختلف عن السجن جميع هذه التحولات قمنا باشتغالها في بيت تراثي يحتوي على باحة و حديقة ، فداخلت جميع هذه الأمكنة وفقا لمعالجتي الإخراجية الخاصة وقد نال العرض إعجاب الجمهور والقائمين على هذا الكرنفال المسرحي المهم الذي نرجو له الأزهار الدائم”.
وقد شمل المهرجان مشاركات الفرق المسرحية من دول عربية منها تونس والجزائر و ليبيا وسلطنة عمان لتأكيد الأهداف التي تسعى هذه الفعالية الفنية إلى تحقيقها من خلال البحث عن التجديد وفتح النوافذ الثقافية بين الدول من خلال تنوع الأفكار والنتاجات وعرض التجارب المختلفة في هذا المجال والسعي من أجل تنمية الذائقة الجمالية للمتلقي بحسب مدير المهرجان د. فراس الريموني الذي اكد بدوره على أهمية الفن باعتباره افقا للمستقبل الواعد لتحقيق حالة من الوحدة والانسجام بين العرب ، فما فرقته السياسية يجمعه المسرح و الفن كونه العنصر الوجداني المؤثر في الإنسان مشيرا إلى تميز المشاركات العراقية المستمرة طوال دورات المهرجان لوجود علاقة و شراكة حقيقية بين البلدين في هذا المجال سيما وأن العديد من أساتيذ المسرح في الأردن تخرجوا في الجامعات العراقية.
و قال المخرج العراقي القدير د. كريم عبود المبارك أثناء مقابلته عبر التلفزيون الأردني ” ان العراق يمتلك جذورا حقيقية تمتد إلى ابعد عمق في هذه الأرض ولهذا عندما تأتي الظروف والبيئة المناسبةتظهر لنا الزهور في وقتها المناسب الزهور التي تلغي الجرح وتمحي المأساة سيما وأن العراق مر منذ سنة ١٩٨٠ الى يومنا هذا بصعوبات كثيرة إلا أن الشباب الآن قادرين على أن يعيدوا لهذا التاريخ توهجهه و حقيقته وإن هذه المجموعة التي شاركت في مهرجان طقوس تمتلك في داخلها توهجا عراقيا أصيلا جسدوه بشكل حقيقي وإنساني في أن يتصلوا بالجمهور ، والعراق لن يموت لأنه حيّ في كل وقت وفي كل زمان ومكان وإن هذا الإحياء يخلقه الفرد والأنسان العراقي بكل مدياته التاريخية “.
وتجدر الإشارة إلى أن الفرقة المسرحية العراقية المشاركة ضمت مجموعة من الفنانين الشباب الذين تميزوا مؤخرا في الحركة الفنية العراقية وهم الفنانة بدور العبد الله ، عبد الرحمن عادل، العباس عبد السادة، مؤيد كريم ومحمد كشكولي وسينوغرافيا علي الأحمد ، كما أشترك في التمثيل من الأردن ( فرقة وهج الشمس ) الفنانين الشباب نشأت الحصان، مديح جير ، حمزة الخطاب، يزن الحواجري.