تقدم فرقة افاق المسرحية التابعة لمؤسسة افاق للثقافة والفنون والرياضة المونودراما المسرحية ( آسماك ) والمسرحية من تاليف وتمثيل الفنان المبدع عباس الحربي واخراج الفنان الرائد منير العبيدي ، وستعرض المسرحية في قاعة مدرسة الفن بمنطقة فيرفيلد بسدني يومي السبت والاحد 15 – 16بمشاركة نخبة من الفنيين وهم الفنان التشكيلي حيدر عباس الذي سيفتتح معرضاً تشكلياً قبل العرض المسرحي فيما سيقوم الفنان حافظ الحافظ بادارة المسرح فيما سيقوم بالموسيقى التصويرية شاهين العنزي وحسام صليوه وللديكور الفنان حيدر عباس فيما قام باعمال الكرافيك الاعلامي حسين خوشناو رئيس تحرير جريدة الفرات ، وستكون اصوات الفنانون فريال الخميسي وفاطمة الوادي وعبد الله الجبوري حاضرة في المسرحية فيما قام باعمال الدعاية والاعلان جوزيف عيسى وحسن الحمداني ، وسيكون الفنان الكوميدي عبد الله البصري وطارق رضا في التشريفات.
ويبدو ان عنوان المسرحية ( اسماك ) هو تجسيد لقساوة الحياة وضياع الاسماك الصغيره التي تقع ضحية للاسماك الكبيرة ؛غير ان المرء من خلال قراءته للنص يصل الى ابعد من هذا حيت اتخذ المؤلف من الساحل مقبرة لتلك الاسماك التي قضي واجبها في الابحار فهي مقبره مرمزه للبشر تحمل شواهدها على الذيول اليابسه للاسماك التي حرمت من الماء ودفنت الى جانبه كما جاء على لسان الممثل الوحيد للمسرحيةعباس الحربي حين يقول : (لقد جف دجلة ياامي وانتحرت الاسماك قرب حبلي السري امنحيني حفنة من دفء مائك لامسح بها هذا الرقيم المتفطر على وجهي منذ ان تيمم جبريل في دليمون )ان تلك اللغة الشاعريه التي تحمل في طياتها مخزونا ثقافيا للمؤلف تاكد عمق التجربه النصيه والتي تحمل معها هموم اليوم حيث التخلي عن االمبادئ والقيم التقليديه بسبب العرقية والطائفيه التي يضع النص مبضعه عليها ليخرج لنا التقيح الذي اضاع اللحمه الاجتماعيه ، وجاء النص دقيقاً وجريئاً لايحمل الاسفاف او التجاوز على طرف دون اخر بل يبحث في القيم التي تربط البشر فيما بينهم ويذكر بها لمن غادرها وركب موجة انتهاز الفرص الغير مشروعة للبقاء.
ان نظرة سريعه لمنظومة اشتغال المخرج منير العبيدي توحي لنا ان المخرج قد غاص في اعماق النص وفجره جمالا حين استبدل المقبره المفترضة في النص الى ساحل دفنت عليه الاف من هياكل السمك ليشير بخط احمر الى ان الحياة صارت تنقرض على اعتاب الموت المجاني فقد استطاع المخرج ان يفجر كوامن الموهبه المتغربه لدى الفنان عباس الحربي حيث لم نشاهد من قبل مثل هذا الانصهار مع كل توحدة به الاغنية والرقصه والقصيده والتكوين الفنتازي حتى اصبحت سبيكه جماليه يحق لنا الفخر بها ويحق لمسرح الاغتراب ان يقول: نحن هنا لسنا عاطلون كما يظن الاخر فالمسرح لدينا حياة والحياة لنا مسرحا نرسمه بدقه جماليه في الديكور والموسيقى والاضاءة حيث تلازمت تلك المهمات وكانها تعمل بحس واحد وعقول متعدده فكان لمصصم الديكور الفنان حيدر عباس لمسته السحريه التي توزعت بدقه على مربعات المسرح وكان للموسيقى غرضا حسيا متصاعدا مع الاحداث باختيارات جميلة لنشاهد عرضا لايام المسرح العراقي الجميل الذي يحمل معه المعنى والمتعة معا ولا يسعنا ان نشد على ايدي جميع الفنانين اعضاء فرقة افاق المسرحيه .
وتحضر المؤسسة حزمة من الاعمال الفنية لتقديمها الى الجمهور ومنها المهرجان الثالث لتاسيس مؤسسة افاق للثقافة والفنون والرياضة وعرض المسرحية الشعبية الكوميدية ( وراء البحر ) وعرض مسرحية ( الوان الفراشات ) وهي مسرحية مخصصة للاطفال باللغة الانكليزية .